أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - الغباء السياسي لمن يقول : بداعش الأسد و نحوه














المزيد.....

الغباء السياسي لمن يقول : بداعش الأسد و نحوه


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الخطاب السياسي الذي يرى في تنظيم الدولة الاسلامية " داعش " عميلة للنظام الاسدي أو لحكومة المالكي أو للنظام الايراني أو للصهيونية العالمية أو حتّى عميلة للولايات المتحدة.. الخ هو خطاب يفتقر إلى الحد الأدنى من التعقّل و المنظور التحليلي و النسبي في التفكير, وفقا لهذا الخطاب كل من لا يُوالي الثورة السورية أو الجيش الحر أو جيش الفتح هو عميل للخصم و تابع له, إمّا أن تكون معنا أو تكون تابع و عميل لعدوّنا , هو عقل سياسي لا يقدر على تخيّل وجود لعبة سياسية بأطراف متعددة و مصالح مركبة تتقاطع أو تتعارض حسب الظروف.
*منذ قرابة العام سقطت الفرقة 17 قرب مدينة الرقة بيد داعش بعد معارك عنيفة مع النظام الاسدي , و بعدها سقطت مطار الطبقة العسكري و معظم حقول النفط و الغاز و أخيرا مدينة تدمر و معبر التنف الحدودي و من قبلها فشلت داعش في السيطرة على مطار دير الزور العسكري و تكبدت خسائر فادحة, و كذلك ما يقارب ثلث مساحة العراق بيد داعش ..الخ بالتأكيد هذه ليستْ عروض مسرحية للمتعة و الاثارة ! صحيح أنّ داعش قد طعنتْ و ما زالتْ تطعن الجيش الحر من الخلف في القلمون و ريف حلب الشمالي على سبيل المثال ,و صحيح أن داعش اغتالت أو اختطفتْ خيرة كوادر الثورة السورية من الناشطين الشباب و الاعلاميين كذلك , و لكنّ هذا يمكن تفسيره بغير العمالة للنظام الاسدي, ببساطة داعش لديها مشروع ايدلوجي مستقل مختلف كلِّية عن أهداف الثورة السورية و طموحات الفصائل المقاتلة ضد النظام الاسدي, و هي تنظر اليها و تتعامل معهم كعدو ( كفّار مرتدين) و لنا سابقة تاريخية في انشقاق الخوارج عن جيش علي و تكفيرهم له , من ثمّ محاولتهم اغتيال علي بن ابي طالب و معاوية بن ابي سفيان و عمرو بن العاص.
*كيف للولايات المتحدة الأمريكية ان تعمل تحالف دولي و ترصد المليارات و تقوم بآلاف الضربات الجوية ضد داعش العميلة لها! و كيف لها أن تقبل مشاهد ذبح المواطنين الأمريكان على الهواء مباشرة من قبل تنظيم عميل لها؟!! و كيف تكون داعش عميلة للمملكة العربية السعودية و الوهابية كما يحلو للمثقفين الطائفيين من جماعة حلف الممانعة أن يصفوها, و هي تقوم بهجمات ارهابية ضد أماكن حيوية و سفارات و أماكن عبادة و تقتل افراد الامن السعودي ؟!
*إن هذا الخطاب السياسي الذي يرى في داعش عميلة للنظام الاسدي, هو خطاب مثالي رومانسي غير قادر على تحمُّل أو تقبّل وجود مسلمين يرفعون شعار (لا اله الا الله , محمد رسول الله) و يقتلون مسلمين آخرين! هذا مُحال!! إذا يجب ان يكون أحد الفريقين غير مسلم بالضرورة و مُتَسَتّر بالإسلام.
*ما نحتاجه هو ربط الفكر و التفكير بالواقع , و تسخير التفيكر بغية فهم و من ثم حل المشاكل , و ليس المشي وراء توهّمات و هلوسات يكذِّبها الواقع يوما بعد يوم.
*القول بعمالة داعش لجهة اخرى شيء, و امكانية اختراقها مخابراتيّا من قبل خصومها شيء آخر, فأي طرف قابل للاختراق و التجسس عليه و تلك لعبة المخابرات فلاغرابة , و بالفعل يوجد ما يشي بقرائن كثيرة على وجود عملاء للنظام السوري او للولايات المتحدة أو ايران أو روسيا ضمن تنظيم داعش و قد قامت داعش بإعدام كثيرا منهم علنا , و في مراحل متعددة من الصراع في سوريا قامت داعش باستغلال ظروف معينة أو خطط معينة للنظام بغية تحقيق مكاسب ميدانية و تكتيكية هذا صحيح ,و غالبا ما يكون ذلك في سياق مصالح متبادلة بين داعش و النظام مقابل اضعاف قوى الجيش الحر و القوى المحسوبة على الثورة , و الطابع العام للسلوك الداعشي في سوريا يمكن وصفه بالنذالة و اللاأخلاقية كتحرير المُحرر و قطع امدادات الجيش الحر, و استعراض الوحشية عداك عن صفقات تبادل اقتصادي مع النظام فيما يتعلق بالنفط و الكهرباء , و لكنّه من منظور سياسي مصلحي براغماتي قد يعتبر ذكاء سياسي و حرب اعلامية لتحقيق مكاسب بأقل الخسائر.
*إنّ تهام اعلام ما يسمى بحلف الممانعة لداعش بكونها عميلة للولايات المتحدة و الصهيونية يمكن تفهّمه كتبرير مدروس لمشروع الهيمنة الايراني على المشرق العربي و كونه موجّه الى قواعدهم بغية التحشيد و كسب الولاء العاطفي . و من ذلك تصريح لحسن نصر الله: داعش عميلة لأمريكا وتتحرك وتفعل كل ما يحلو لها تحت نظر وسمع أميركا " قناة المنار 24-5-2015م"
*إذا كان الانسان العادي يقول أن داعش عميلة للنظام أو الصهيونية.. فهذا نصف مصيبة و لكن أن يتبنّى و يسوّق خطاب عمالة داعش أشخاص ذوي صفة سياسية أو مثقفين أو اعلاميين فهنا نحن أمام كارثة و خطل في التفكير, حيث نجد من يسميها داعش الاسد أو داعش الصهيونية أو داعش الصفوية ..و قد رفع في مظاهرات شعارات من قبيل " وحدة وحدة اسلامية ضد داعش الصهيونية" الخ و سأعرض لبعض الأمثلة:
أولا- حسن الدغيم : يا سيدي الكريم النظام العراقي والنظام السوري لا يقتات ولا يعيش على الطائفية وحتى يُشَد عصب الطائفة الشيعية والعلوية حول هذهِ الأنظمة الفاجرة كانَ لا بُد من خلق مُكوِن يُحسَب زوراً وبُهتاناً على أهل السُنة فيبعث بمُفخخاتهِ وقتلهِ إلى شعوب وحواضن هذهِ الأنظمة، عظامُ الرقبة لم تُصَب بأذى يا سيدي ..تنظيم الدولة فلم يقتل جُندي إيراني "حلقة الاتجاه المعاكس بعنوان هل حقق تنظيم الدولة شعاره "باقية وتتمدد"؟ تاريخ 26-5-2015م"
ثانيا- هيثم المالح : مطالباً بالقضاء عليه لأنه تنظيم إرهابي, داعش صنيعة سوريا وإيران لإفشال الثورة " موقع 24 تاريخ 6- ديسمبر 2014م "
ثالثا- تقرير بعنوان : بالأدلة والبراهين.. داعش صناعة أمريكية مئة بالمئة " لمدة 20 دقيقة على قناة القاهرة و الناس"
رابعا- الشيخ رافع عقلة الرجو: داعش عميلة للنظام وخطر على الإسلام ونحن ثوار منذ أول يوم في الثورة " قناة شذى الحرية-14- اوغست 2014م "
خامسا- وزير الدفاع الحكومة المؤقتة سليم إدريس: لدى الأسد 180 قياديا في داعش
" العربية نت – الثلاثاء 2 يوليو 2015
&&



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاج المنطقي للمريض السوري
- الاعجاز العلمي تحت المجهر
- قصيدة في حديقة العائلة
- قصيدة في حديقة العائلة : إلى عفاف - أم أحمد -
- القناع السياسي و الاستبداد ...وجهان لعملة واحدة
- في قصور الخطاب العلماني العربي ج 2 /2
- في قصور الخطاب العلماني العربي ج 1/2
- عن الأكثرية و الأقلية و خراب سوريا الأسد
- ثلاثية التفسير و التبرير و النقد , و عامان من الثورة
- سوريا: تصحيح خطأ طائفي... بخطأ تاريخي
- أفكار عامة حول القضية الكردية في سوريا
- ثلاث دلالات لأحداث القرداحة الاخيرة
- عن كتيبة (الشهيد صدام حسين) و هوية الثورة السورية؟
- من ضريح (القائد الخالد)..إلى متحف الاستبداد
- دروس غير مستفادة : عن المسلمين و الدوغما و الفلم المسيء ؟!
- معاهد (أبو علي) بوتين لتحفيظ القرآن الكريم
- عن الأسد و الكراهية , و مستحقّاتها.
- حوار مع صديقي الصربي , و مجزرة سربرنتسا
- مصارحة عن العمليات الانتحارية / الاستشهادية في سوريا
- المنطق الحيوي و الموقف الغير حيويّ لرائق النقري ؟! ج 2 /2


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - الغباء السياسي لمن يقول : بداعش الأسد و نحوه