أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1














المزيد.....

أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 00:57
المحور: المجتمع المدني
    


أنسنة الدين أم تخليق التدين

من المهم جدا قبل الدخول في مفاهيم الأنسنة وعلاقة الدين بالإنسان أن نفهم ماذا يعني الإنسان أولا وما يعني أن يكون له حضور في الوجود, أهو مبني على أفتراض تأملي ليس له أرضية مبررة أم على حقيقة وجودية مجردة تقتضي وجوده لعلة أو سبب ما, الإنسان في التوصيف العلمي هو الكائن المشارك في منظومة الحركة والسيطرة الكونية لخصيصة واحدة فيه أنه قادر على أن يتحكم بجزء من هذه المنظومة وأن يتفاعل معها بحدود تتيح له أن ينجح في ملائمة وجوده مع الرؤية الكونية من خلال وعيه بالوجود ووعيه أيضا بأنه موجود أو يفشل أيضا , هذا الوعي المميز مرتبط أيضا بوظيفة ومسئولية أن يكون أولا إنسان فقط بهذه الفكرة والصيغة وأن لا يتعدى قوانينها, وبالتالي فهو موجود لأنه ضروري لأن تكتمل حركة المنحنى الوجودي نحو التمام الكلي ليتم دورته بالصورة التي تنتج في النهاية أضافة أيجابية قد تدفع بالوجود لمرحلة أكثر كمالية أو تنطلق به لمدى أبعد مما هو عليه الآن .
إذن الإنسان ككائن له خصيصتين في علاقته بالوجود وهي علاقة الكل بالجزء والجزء بالكل الخصيصة الأولى أن وجوده ضروري لأتمام مفهوم الوجود والثاني هذه الخصيصة الأولى تترتب عليها مسئولية المشاركة في القيادة والتغيير ,وبالتالي فحقيقة كون الإنسان عنصر وجودي قائم على حقيقة قد تبدو للآن ثابتة أقوى من كونه أفتراض صنعه لنفسه وأمن به على أن نهاية ما في الأمر هو أن يستغل هذا الوجود ليعبر عن قدرته في التمتع به والأستمتاع بما في الوجود من فرصة لا تتكرر له مرة أخرى ,فهو ليس عبثا ولا يجب أن يكون عبثيا في نقدير وجوده ولا يسلك طريق العبثية في أداء وظيفة الوجود.
بالأعتماد على النقطة الأولى يتوجب على هذا الكائن أن يتوافق مع حقيقته ومع الوجود الحقيقي المادي الحولي من خلال الوعي الذاتي الفردي له ككائن مستقل في حركته الذاتيه ولكنه مسير ضمن حركة عامة أخرى أكثر أحاطة وأوسع حتى من حدود وعيه, وكون هذا الوعي نقطة أرتكازية يستند عليها في تبرير وجوده كان دوما مطالبا بأن يتوصل إلى درجة مناسبة منه ليكون قادرا أولا على إدراك هذه الحقيقة, وثانيا أن يصبح به متناسقا مع نتائج كونه حقيقية وجودية ثابته ,وهنا كان عليه أن يبحث عن كل الوسائل التي تمكنه من بناء هذا الوعي وبناء إدراكاته بهذا الوعي وتنميته ليصبح أمام حقيقة ((أن الوعي ليس تكوينا ثابتا لديه بل إنه وظيفة وعمل وبناء قابل للتغيير والتبديل بحس الإدراك والإحساس به من خلال ما يملك من منظومة تكيفية وتكوينية تقوده لذلك)) ,فلابد أذا من العودة لهذه المنظومة والنظر في أحوالها وقوانينها وتركيباتها قبل الدخول في موضوعية الوعي وتشغيله .
بدأت دراسة الإنسان لواقعه الوجودي من هذه النقطة لينتقل عبر سلسلة من التفاعلات والتأثيرات والمؤثرات والأستعدادات الطبيعية ليصبح قادرا على التشخيص والفرز والتحديد والتوصيف وصولا لمرحلة الترميز المعرفي وفق نظام المصفوفات الذهنية ,ليجد نفسه أمام مجموعة متعددة ومتنوعة ومختلفة من هيكليات معرفية وذهنية تصورية ومادية قسم منها متناسق والقسم الأعظم أما متضاد أو متعارض أو غير مفهوم ,والسبب يعود ليس لأنها كذلك بالأصل ولكن لأن الإنسان موسوم أصلا بالنقص الطبيعي والسعي الطبيعي لجبر النقص في محاولة لبناء معرفته الخاصة أو الطريق لأن يشيد الكمال الذي يمكنه بالتالي أن يكون عنصرا فاعلا ومحركا حقيقيا لجزء من عجلة الوجود .
هذا النقص الذي أدركه فيما بعد أوجب عليه أن يبحث عن مصادر تجبره ومصادر تبني قواعد الجبر ومصادر توفر له قياسات ومعايرات لفحص المتناسب والغير متناسب مع وجوده ,فأنشأ لأول مرة مفهوم القيم والقوانين الفوقية التي يعتمدها على أنها السقوف التي يسير من تحتها أمنا دون أن يجعل من هذا السير بلا هدف أو غاية وتحت ضغط الحاجة للثبات والتركيز ومحاولة جعل مبادئ أنطلاقية تدفعه لبناء المزيد من النتائج المتحصلة, هنا أستطاع أن يربط بين القيم والغايات منها وربطها أيضا بتبرير واع لوجوده فأصبحت لديه الآن منظومة مركبة من العلائق والأهداف والرؤى تستطيع بمجملها أن ترسم له خارطة وجوديه سماها أولا وجوبيات لتتحول إلى مفهوم ضابطي تحكيمي خلقي سلوكي مستهدف وليس بالضرورة أن يكون موجودا على أرض الواقع لتكون بالنتيجة وأخيرا القيم الأخلاقية البدية والأبتدائية التي تحمي مكتسبه الوجودي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 3
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح15
- أحتضان
- أفتراضات
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح12
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح13
- مناجاة حائرة
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح11
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح9
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح8
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح6
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح7
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح5
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح4
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح3
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح2


المزيد.....




- ترامب يقترح برنامجا للترحيل الطوعي مع إغراءات للمهاجرين -الط ...
- تزايد أعداد العرائض الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب وإعادة ا ...
- مع دخول حرب السودان عامها الثالث.. هجمات على أكبر مخيم لاجئي ...
- الاحتلال يواصل قصف خيام النازحين بغزة ويستهدف مستشفى ميدانيا ...
- تعليق الأمم المتحدة على احتجاز الناطقين بالروسية في كييف وني ...
- اعتقال ناشط فلسطيني في أمريكا أثناء مقابلة للحصول على الجنسي ...
- الأونروا: نفاد مخزونات الغذاء التي دخلت غزة بفترة وقف إطلاق ...
- السعودية.. الداخلية تصدر بيانا بشأن إعدام 3 أجانب وتكشف جنسي ...
- الأمم المتحدة: نزوح 125 ألف شخص منذ مارس بجنوب السودان بسبب ...
- السودان: مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تحذر من -عواقب كارثية- ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1