الجَحشِ والجاش بَينَ الجُبنِِ والمَعاش

دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 11:03
المحور: القضية الكردية
    

لم يكن الوافدين إلى مدينة كركوك إلا ضحايا النظام الشوفيني العنصري المقبور، وان كانوا أداتها التي أنتجت ضحايا مازلت ضحايا، ومن يوصفهم بغير ذلك فانه يقترب من لغة البغايا . ومع سقوط الصنم وانتهاء كل المبررات والظروف التي أدت إلى خلق تلك الظاهرة التي امتزجت فيها الرهبة من النظام والرغبة بالدينار ، فأن واجب الحكومة العراقية يتمثل بتوفير كل المتطلبات الضرورية و الإنسانية لعودتهم إلى بيوتهم وان أي تقصير بهذا الاتجاه تأكيد ضمني وموافقة شوفينية لسياسات رفضتها بالأمس القريب ، وفي حالة قيام الحكومة بواجباتها فأن رفض البعض بإعادة البيوت والمزارع إلى أصحابها الحقيقين يجعلهم في خانة الجلادين وان اقترح البعض أسماء أخرى كالجحش نموذجا.
أما المُهَجرين فما كانوا إلا ضحايا نظام شوفيني لم يتمكن من اقتلاع جذر ارتباطهم بالأرض وعمق انتماءهم للذاكرة رغم بشاعة السياسات العنصرية آنذاك، ورغم وفاء المُهَجَر لبيته وذكريات طفولته وحقه المصادر فان نفر منهم قد يتحول إلى خائن إذا مارفض العودة إلى بيته حال توفير المتطلبات الإنسانية لعودته ، وقد يقترح البعض بدل الخائن اسما أخرا كالجاش نموذجا ، وإذا ما ارتضى البعض امتهان الجحش أو الجاش مهنة وموقفا، فما هي مواصفات الجيل الثاني لتك الظاهرة التي بحاجة الى دراسة وتحليل، مع التركيز على الجانب اللغوي، فالجحش لُغَةًً (ولد الحمار) وفي السياسة امتداد لصدام وجمع الجحش( جحاش و جحوش) وترجمه الكورد وقالوا جاش ، والجحش بعد سقوط صدام يلبس الدشداشة ويطرد الكورد والتركمان، وكلدان واشور وسريان والحجة قرارات صدام ، لم لا فانه التاريخ في توثيقه والجغرافية بحدوده ( فان قال صدام قال العراق ) إضافة لتنفيذه سياسات التعريب واستلام العشرة آلاف ودخول محو ألامية من بداية النقطة لعفلق ونهاية الحفرة لصدام.
أما الجاش فانه يلبس الشروال ويتقدم جيش الأنفال ليقتل أبناء قومه كي يسرق الدجاج باسم الفرسان رغم تسقيط العشرة آلاف دينار وحاله حال الجحش يمحو ذاكرته في مدرسة صدام ويملآها تبنا كي ينس الأحلام .
أما التاريخ النقدي لظاهرة الجاش فانه يعاني ضعفا في تنوع العملات المستلمة لأنه انتقل من الدينار إلى الدولار على خلاف التاريخ النقدي للجحش الذي بدأ بعشرة آلاف سويسري لحين تعويمه في سلة العملات والغلمان ليستلم بعد سقوط الصنم بالليرة والتومان ودولار حلال على أن لا يقل عن السبعة آلاف مع وعد بحوريات قد يتجاوزن الأربعين بواحدة لحسن الجهاد في طرد الأكراد .ويمتاز الجحش والجاش بالقدرة على التكيف حيث أدرك الجحش لغة السياسة و أخبار القيادة فاجتر كالبقر الهندي أوراق الدكتاتور المخلوع وبدأ بقراءة عذاب القبور لمن لا يكفر ألاكراد في كركوك ، ويروي مقتديا بمن سبقه ( تكلم كوردا نطق كفرا ) فرضي عنه الجرذ في سجنه و من ثم رضي عنه العجل رغم عُقًََدِه مع التاريخ والأرقام وبالذات الثامنة والخمسون أن كانت في تموز أم في كركوك .

#دانا_جلال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات