كي تستبقيها قبلة واحدة
كي تحوطها اللذة
مثل صيف ابيض ازرق وابيض
كي تكون لها قاعدة من الذهب الصافي
كي يتحرك صدرها ناعما
تحت الحر الذي يشد الجسد
نحو لمسة لامتناهية
كي تكون مثل سهل
عارية ومرئية من كل صوب
كي تكون مثل مطر
عجائبي بلا غيم
مثل مطر بين نارين
مثل دمعة بين ضحكتين
كي تكون ثلجاً مباركاً
تحت الجناح الدافىء لعصفور
حين تسيل الدماء سريعة
في شرايين الريح الجديدة
كي يعمّق جفناها المفتوحان
الضوء
عطرا كاملا على صورتها
كي يتفاهم ثغرها والصمت
كي تضع يداها راحتهما
على كل رأس يستيقظـ
كي تتواصل خطوط يديها
في أيد اخرى
مسافات لعبور الوقت
سوف أصعّد هذياني.
لستُ وحيداً
محمّلةً
ثماراً خفيفة على شفتيها
مزيّنةً
بألف زهرة مختلفة
مجيدةً
بين ذراعي الشمس
سعيدةً
بعصفور مألوف
مفتونةً
بقطرة مطر
اجمل
من سماء الصبح
وفيّةً
اتحدث عن حديقة
احلم
لكني احب بحق.
من دونكِ
تفسد شمس الحقول
تنام شمس الغابات
تختفي السماء الحيّة
ويُثقل المساء على كل الانحاء.
ليس للعصافير الا درب واحدة
كلها جمود
بين بضعة اغصان عارية
حيث عند نهاية الليل
سيجيء ليل النهاية
ليل الليالي الوحشي
البرد يصير بردا في الارض
في الكرمة الباطنية
ليل بلا ارق
بلا ذكرى النهار
عدوّ رائع
مستعد لكل شيء ومستعد للجميع
الموت لا واحدا ولا مزدوجا
عند نهاية هذا الليل
لأنه لم يعد ثمة فسحة للأمل
لأني لم اعد معرضا لشيء.
شعركِ الذي من برتقال في فراغ العالم
في فراغ زجاج النوافذ المثقلة بالصمت والظل
حيث تبحث يداي العاريتان عن كل انعكاساتكِ.
شكل قلبكِ خرافيّ
وحبّكِ يشبه شهوتي الضائعة
يا تنهدات من عنبر، واحلام ونظرات.
لكنك ما كنت دائما معي. ذاكرتي لا تزال معتمة من مشهد قدومك ورحيلك. الزمن، كالحب
يلجأ الى كلمات.
من منا اخترع الآخر؟
اين انتِ؟ اتراكِ تديرين شمس النسيان في قلبي؟
امنحي ذاتكِ، ولتنفتح يداكِ كعينين.
كانت تحبني لتنساني، كانت تعيش لتموت.
ايتها المجنونة، الهاربة، نهداك يسبقانك.
(من "شعر متواصل" و"الكتاب المفتوح" و"عوضا عن الصمت")
ترجمة : جـمـانـة سلّوم حـداد - ملحق النهار - 10 شباط 2001