عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4828 - 2015 / 6 / 5 - 08:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قام مدير برنامج عربي على القناة الفرنسية ( 24 ) العربية من الغمز واللمز بحركات العيون والابتسامات الساخرة الصفراء والخبيثة المخنثة، من ترشح الرئيس (أردوغان) لانتخابات الرئاسة التركية ، من خلال مقارنتها بمسيرة الرئيس الفرنسي شيراك ، حيث الاثنان قد بدءا من رئاسة بلدية العاصمة (باريس أواستانبول ) مرورا برئاسة الوزراء ، صولا إلى الرئاسة ...
طبعا ، إن من قام بهذه المقارنة المجانية، لمزا وسخرية ليس أطراف المشاركة بالحوار، بل هو (مدير البرنامج العربي) العتيق رسميا وحكوميا سلطويا عربيا، حيث قام بحركات (مخنثة غمزا وابتسامة مواربة خنثاء )، تعليقا على حديث الضيف التركي، أن أردوغان بدأ تجربته السياسية الانتخابية من انتخابه لرئاسة بلدية (استانبول ) ..
وقد كان رئيس البرنامج العربي (ربما هو مغاربي) الذي يفترض حياديته، يريد أن يستدرج الحقوقية الكردية السورية المحامية السيدة (سيفيه ) رئيسة لجنة إعلان دمشق في باريس، قبل اختطاف هذا الموقع منها تلاعبا وتآمرا صغيرا ودنيئا على إعلان دمشق ...فقد تجاهلت هذا التعليق السخيف لمدير البرنامج، وتحدثت كوطنية كردية سورية ديموقراطية بنزاهة وحيادية وموضوعية تحترم فيها التجربة الديموقراطية التركية وموقفها من الأكراد، وتجربة الرئيس اردوغان الديموقراطية، وكان الموقف ذاته من زميلها في الاستديو، مما اسقط في يد المدير العربي الرسمي السلطوي لجهة عربية للبرنامج ..
لا نريد أن نقف طويلا عند هذه المهزلة الإعلامية المعتادة من هذا المذيع وأضرابه من ممثلي الأنظمة العربية الكثر في قناة دولية كبرى كالقناة الفرنسية (24) ، ولا عند مرجعياته السلطوية العربية ...لكنا نريد أن نقول جملة واحدة في هذا السياق ، لمن يستكثر على شعبه وأهله وقومه أن يكونوا في مستوى (الأجنبي –الافرنيجي –البرنجي)، أي السخرية من أردوغان عبر مقارنته الدونية مع شيراك ..
.
نقول : إن المقارنة بين الرئيس شيراك والرئيس أردوغان، تذهب بالأصل لمصلحة أردوغان ...وذلك لأن تجربة الرئيس شيراك ليس مأثرة ريادية له،أي أن يمر بهذه السلسلة الانتخابية من البلدية إلى الرئاسة، لأنه وريث لسلسة قرون من التجارب الانتخابية الديموقراطية الفرنسية والأوربية ...بينما هي مأثرة كبرى لأوردغان، وذلك في أن أن يكون الرائد الأول اسلاميا : ترشيحا وانتخابا من أصغر الدوائر البلدية إلى أعلاها انتخابيا وديموقراطيا ،برلمانيا أو جمهوريا رئاسيا ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟