قحطان جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 23:04
المحور:
الادب والفن
اخترتَ جحيمك في الارض، وانتَ مبتهج بغوغاء المشهد والنشيد، حائر بين أن تُورث الارض او مطرقة الموت. وصوت الملاك يكرر مغريا : " اتبع الّبّر ثمّ البّر، لكي تحيا وترث الأرض التي يعطيك الرّب إلهكَ إياّها" 1. فتقصيتُ في نقوش المدن التي مررتَ بها، غربتك، اسرافك المفرط في التباهي، قسوة اجدادك واحفادك، لهاثك الابدي وراء المجد الذي لا يأتي، خوفك الدائم، الموت الذي يضحك منك ، ولادتك المشوّهة.. خيانات اقرانك..لياليك الطويلة، اشباح امثالك السكارى او القتلة؛ ضحاياك.! كلّ نهار صار مجزرة ومسخرة، الدروب ضاقت، والمآتم طاغية ! الى أين ستمضي ..؟ لم تعد وُجهة اخرى؟ الكلّ منهمك يداري محنته او حصته من الألم او الِمرَاء.!! فماذا تعني لك؛ أنا حائرة عند نافذة معتمة، تحدّق في المّارة او تفكر بالسنونو، بذرّات الرمل التي تلوح في الفضاء؛ او تتخيل رعب الطوفان ينسلّ الى غرفة طين ؟ فتيات صغار سرقت الحرب منهن الأب والضحكة؟ أي شقاء ستخلّف فيك امرأة تبكي، وهي تنصت لاجراس عرس قصية، او لعويل قطار غادر للتو بلا عشاق..! ماذا اقرأ لك في راحتي المبسوطة كالرحاب؟ فالساعات ضيقة و باهتة، ستذوي كأشاعةٍ منسية، وانت في لحظة الغياب والإدبار!!
0 0 00
1.06.2015
1) الانجيل، سفر تثنية الاشتراع ،بيروت: دار المشرق ، 1989،ص. 384
#قحطان_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟