أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صادق الأزرقي - فصلية














المزيد.....

فصلية


صادق الأزرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 00:47
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يظهر ان بعض "الرجال" لم يستطيعوا ان يفاخروا بذكورتهم الا بقهر النساء وسوقهن مسبيات الى أسواق نخاسة عهر آخر ازمان الانحدار الاجتماعي والأخلاقي، وكأن تلك النسوة زائدات عن الحاجة لم تشق أمهاتهن في حملهن وانجابهن وتكبد عناء رعايتهن شهوراً وسنوات.
فبعد سبي النساء في بقاع الموصل، هاهم بعض اشراف البصرة من علية القوم فخر العقال العربي يضحون ببناتهم، التي تعبت نسوتهم في حملهن وتربيتهن فيسوقوهن سوق الذليل، بل اشد وقعاً، من دون رغبتهن فصليات مدحورات؛ وكأني بطيب الذكر عبادي العماري يطلق صرخته كرة أخرى عن تلك التي "جابوها دفع للدار" يندب حظهن العاثر في هذا الزمن الاهوج الذي غابت فيه معالم الرجولة الحقيقية، فلم تعد رديفها الا القسوة وانعدام الضمير الإنساني و موت الرحمة في اتون أسواق نخاسة اقوام العراق من شماليه الى جنوبيه، في بكائية مؤلمة تسحق الأخضر واليابس، ضحيتها الجميع، واولهم النساء اللواتـي حرمن من كل شيء، فلم يعد ذلك كافياً ولن يكتمل المشهد الا بسوقهن مسبيات الى بيوت اعدائهن، بفعل صراع لم يكنّ طرفاً فيه اختلقته واثارته نزوات رجال عدوانيين لن يشفوا غليلهم الا بقتل الآخر وافنائه، وهكذا لم يكتفوا بقتل بعضهم البعض في صراعات بائسة، بل عليهـم ان يكملـوا المشهد الجنائزي بسبي اخواتهم مدحورات الى مصير مجهول لإرضاء نزوات شباب متهورين اشعلوا المعارك ولم يخمدوهـا الا على نثار الدم و دمـوع الشابـات المسبيـات.
فماذا يعني ان تسبى النساء في هذا الزمن؟ وبغض النظر عن عدد المسبيات كفصل عشائري بين من قال انهن خمسون، او عشرة بحسب ما صرح به مستشار محافظ البصرة لشؤون العشائر، حين قال أن "عدد النساء اللواتي أخذن "فصلية" هو 10 وليس 50 امرأة" فان الامر يبقى جريمة مروعة لن تمحو السنين عار مرتكبيها و حلكة وجوههم؛ وعليهم ان يشعروا بذلك العار الذي بات يجللهم وسيكون لصيقا حتى بابنائهم واحفادهم، وعلى من سيقت اليهم تلك السبايا المغدورات ان ينتفضوا على تلك الأعراف التي تذل الانسان ايما مذلة، فلم يعد مقبولا في هذا الزمن الذي يتقدم فيه الجميع؛ ان نظل نحن نمارس ابشع الجرائم بحق إنسانية الناس، وعلى مشرعينا ـ اذ كان لدينا مشرعون ـ الا يتركوا الناس لاسيما النساء المغلوبات على امرهن تحت اهواء من لا يرحم ومثيري الفتن والمصائب، وان يسنوا قوانين عصرية تحتفي بالفرد بصفته انسانا قبل كل شيء بغض النظر عن جنسه ودينه ومعتقده، فليس اكثر ايلاما من ان نمارس التمييز بين الناس على وفق تلك التصنيفات.
ان فضيحة سوق النساء "كفصليات" عشائرية جريمة كبرى تستوجب الإحالة الى القضاء والعقاب، وإذا لم يك بمقدور النساء المسبيات رفع ظلامتهن بسبب طبيعة المجتمع، فان على قضاتنا ان يشرعوا القوانين العصرية التي تجاري العالم في تطوره؛ ولكن قبل ذلك عليهم وعلى الجهات التنفيذية أيضا ان تسارع الى انقاذ فتيات البصرة المسبيات قبل ان يقع ما نندم عليه طيلة حياتنا.



#صادق_الأزرقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا يتكرر انسحاب الصيف الماضي


المزيد.....




- الأمم المتحدة: الاغتصاب يُستخدم كسلاح حرب ضد النساء في السود ...
- بمكالمة فيديو ..ممرض مغربي ينقذ حياة امرأة حامل بتوليدها
- بوروشينكو يتهم زيلينسكي باغتصاب السلطة عبر تمديد الأحكام الع ...
- الأمم المتحدة: الاغتصاب يستخدم -سلاحا- في الحرب بالسودان
- في السودان.. نزوح 13 مليون شخص خلال عامين من الحرب
- شهيدة الإنقاذ.. وفاة الطبيبة المناضلة السودانية هنادي النور ...
- اغتصاب طفل/ة كل نصف ساعة في شرق الكونغو الديمقراطية?
- ميليندا غيتس تبلغ 60 عامًا الآن.. إليك نصيحتها للنساء في عمر ...
- دراسة تقدم حلاً واعداً للحفاظ على صحة العظام لدى النساء!
- سرّ جديد لتحسين الحياة الجنسية لدى النساء


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صادق الأزرقي - فصلية