صبري المقدسي
الحوار المتمدن-العدد: 4826 - 2015 / 6 / 3 - 12:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ماذا لو خلا الشرق الأوسط من مسيحييه؟!!
بينما المسيحيون يغادرون الشرق الأوسط، تشجع دولة الصين على التبشير المسيحي، ولعل السبب يعود إلى إدراك الشيوعيين لحقيقة مفادها، قوة المسيحية في دفع أفرادها على العمل والصدق في بناء المجتمع ومن دون وجود نية بالإنشقاق عن الوطن الأم، إضافة إلى الأخلاقيات المسيحية التي تحث على سموّ الإنسان وتمدّنه.
هناك تقارير سرية تخرج من الصين لتؤكد هذا النهج الشيوعي بعد الثورة الثقافية وترى الصين بأن السبب وراء تقدم الغرب يعود إلى كونه مجتمعا مسيحياً مبنياً على الأخلاقيات المسيحية التي تحترم العمل والبناء والإبداع، إضافة إلى إحترامها لقيمة الحياة لدى الفرد وعملها على مد الجسور بين الناس ومحاربة الإنغلاق الفكري والنظر الدائم نحو الأمام.
وأما الأمور في عالمنا العربي، تختلف كل الإختلاف، إذ نجد بعض الحكومات والتيارات الفكرية المتشددة، تحارب وجود المسيحيين، فهي بهذا تخاطر بشكل فضيع على مستقبل شعوبها. فالمسيحية في الشرق الأوسط لم تكن يوما عاملا للتخريب والهدم، بل العكس كانت الأساس في الكثير من الحركات التنويرية التي حدثت في عالمنا العربي، وعملت بصدق وإخلاص على بناء الأوطان وتمدنها. والتاريخ يثبت في كل جزء منه بأن المسيحيين حافظوا على قيم التسامح والتعاون مع جيرانهم المسلمين وعملوا يدا بيد في محاربة الجهل والأمية والمجاعات والأوبئة والأمراض في كل العصور.
وما يؤلمنا حقا هو حينما نسمع بعض القادة العرب يُصرّحون تصريحات غير مسؤولة تدل على كراهيتهم للوجود المسيحيي في البلدان العربية كما في ليبيا في عهد القذافي، وفي مصر أيام السادات في السبعينيات من القرن العشرين، الذي وعد في خطاباته بالقضاء النهائي على المسيحيين. وكذلك في الصومال، إذ أحرقوا آخر كنيسة في مقديشو سنة 2011 وتوعدوا بالقضاء النهائي على الوجود المسيحي فيها.
ولعل من الأسباب الأخرى التي تؤدي بالمسيحيين على الهجرة: الشعور العام بعدم جدوى البقاء في هذه المناطق بسبب الإرهاب والتمييز العنصري والديني، ولا ننسى العوامل الإقتصادية التي لها أهمية قصوى في هذه الحالة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو "ماذا لو خلا الشرق الأوسط من مسيحييه"، وهل سيفقد الشرق شيئا من طعمه أو شيئا من نوره وتمدّنه؟، سؤال أسأله المسلمين قبل المسيحيين.
صبري المقدسي
#صبري_المقدسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟