أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - - جزيرة السعادة -














المزيد.....


- جزيرة السعادة -


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 4826 - 2015 / 6 / 3 - 08:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تمرعلى جيلي من قبل كارثة بحجم هزيمة الخامس من حزيران العام 1967، التي يصادف ذكراها الـ 48 هذه الايام. هذه النكبة اوالنكسة كما اختلف على تسميتها جاءت مفاجأة مرعبة بوقائعها ونتائجها، صادمة وغير متوقعة ولم تتناسب مع عنتريات اعلامية وسياسية خدرت الشعوب العربية طويلا. الاجواء كانت مشحونة نتيجة طغيان المد القومي في المنطقة، ولا مكان للرأي الاخر، قادة الدول المحيطة باسرائيل عسكريون (محنكون) يحملون رتب المهيب والمشير واركان حرب، جميعم وباختلاف طبقات اصواتهم يجيدون فن الخطابة اجادة تامة ويعدون مدارس يحتذى بها.

الناس كانوا طيبين ولكن لا حول ولا قوة لهم، لديهم قناعات متفاوتة بشأن القادة المتحمسين للحرب، وهل سيقودون الامة الى نصر مؤزر ضد العدو الغاشم الذي اغتصب منا فلسطين قبل عشرين عاما؟ ولكن لم يكن يخطر على بال اكثر الناس تشاؤما، بان العدو سينتصر ويحتل سيناء وغزة، الضفة الغربية والقدس الشريف، ومرتفعات الجولان في حرب دامت ستة ايام فقط.

لم يكن هضم نتائج تلك الحرب سهلا، انتحر المشير عبدالحكيم عامر، وساد تبرير مضحك " كنا ننتظر العدو من الغرب فجاءنا من الشرق"، صدمت الشعوب العربية صدمة كبيرة، وتبين لها ان الخطابات والجو الملتهب حماسة شيء، والحرب شيء آخر.

الصدمة تتركز وتتعمق، وفي الانفس حسرات على القدس الشريف، ابتلعه اليهود كما ابتلعوا الضفة وسيناء والجولان، اختل توازن الكثيرين ومنهم كتاب وشعراء، وخرج يومها الشاعر نزار قباني بقصيدته المشهورة "هوامش على دفتر النكسة"، والتي يقول في مطلعها " انعي لكم يااصدقائي اللغة القديمة، والكتب القديمة، انعي لكم كلامنا المثقوب كالاحذية القديمة، ومفردات العهر والهجاء والشتيمة، انعي لكم، انعي لكم نهاية الفكر الذي قاد الى الهزيمة". اثارت هذه القصيدة ضجة كبيرة ، حفظها طلاب المدارس والكليات، وقرئت في مناسبات عدة، وكانت نقدا مباشرا بلا رحمة للاسباب التي قادت للهزيمة.

بعد اشهر قليلة حاولت الحكومة المصرية تخفيف وطأة وقع الهزيمة على الناس، وفكروا في مساعدتهم على نسيان شيء اسمه (الخامس من حزيران). ومن ضمن اجراءات عدة عمدوا الى تخفيف الرقابة على الافلام التي تعرضها دور السينما، وكانت في اوج عزها، فسمح بلقطات حميمة كان مقص الرقيب لها بالمرصاد.

وحذونا في العراق حذو (الاخ الاكبر)، فطالت مشاهد القبل والاحضان الدافئة، لعل الجمهور ينشغل بها وينسى أمر (الخامس من حزيران). ويحدث ان تعرض سينما علاء الدين في شارع الرشيد ببغداد فيلما يونانيا اسمه (جزيرة السعادة) ــ والجواب واضح من عنوانه ــ ، ونظرا للاقبال الشديد من طلاب المدارس المتوسطة والاعدادية في المناطق المجاورة يمدد عرض الفيلم لاسابيع واسابيع وبنجاح ساحق ومنقطع النظير. الامر الذي يلفت انتباه معاون احدى المدارس القريبة، اذ يلاحظ ان عديد الطلاب في مدرسته يبدأ بالتناقص كلما اقترب الوقت من الساعة العاشرة، وهو موعد عرض الفيلم، يذهب المعاون الغيور على مستقبل طلابه ومعه عصا غليظة ومصباح يعمل على البطارية الى السينما وهو يردد (وداوني بالتي كانت هي الداء)، يخرج طلابه عنوة من دار السينما، بعد التأكد منهم، موجها ضوء مصباحه الى وجوه شاخصة الى الشاشة التي تعرض (البلاوي)، ويصرخ فيهم " ياهو الاهم جزيرة السعادة الكشرة لو مستقبلكم".
المشكلة، ان لا احد يتذكر الخامس من حزيران هذه الايام، ولا احد يهز عصاه ليذكرنا بان المستقبل اهم من كل الاوهام والخرافات، وما اكثرها ....



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استنزاف
- البحث عن نشيد وطني
- منتدى وشهادات
- لقاء ساخن مع السفير الاميركي ستيوارت جونز
- -تخدير المواطن- ..
- - موتني .. !!-
- قوارب الموت
- مذبحة سطيف
- هل تراجع أداء منظمات المجتمع المدني؟
- في ظل غياب القيم الديمقراطية
- بقايا واذناب ..
- مولده يوم عالمي للاعنف
- امتحان الخدمات العسير
- انتخابات ونتائج
- عام المعجزات
- محنة العيد والعطل الطويلة
- ازهار المجتمع المدني
- آوان التغيير
- الدولة المدنية
- مأزق حقوق الانسان


المزيد.....




- أحمد الشرع يتعهد بتحقيق السلم الأهلي وإتمام وحدة الأراضي الس ...
- إطلاق سراح ثماني رهائن إسرائيليين وتايلانديين من غزة، مقابل ...
- ترامب حول إمكانية قبول مصر والأردن فلسطينيين من غزة: قدمنا ل ...
- بيسكوف: لا اتصال بين بوتين وترامب بشأن حادث تحطم الطائرة في ...
- القائد -الظل-.. من هو محمد الضيف؟ وما هي أبرز محطات حياته؟
- إقبال كبير على المنتجات الروسية.. روسيا تشارك في معرض ليبيا ...
- مبعوث ترامب: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاما
- الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة أم روابة بشمال كردفان
- تقرير يكشف معلومة -غريبة- عن حادث مطار رونالد ريغان الكارثي ...
- -الشبح- الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو محمد الضيف؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - - جزيرة السعادة -