-الإخوان - , كما كل الناس , يسرقون ويزنون ويكذبون أيضا

محمد بهى

الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 19:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هدف "الإخوان " من الحملة يتجاوز نطاق 2M , ومهرجان "موازين" , والمجتمع مدعو للدفاع عن قيم التفتح والاعتدال ضد الغلو والاستبداد القيمي .
بلسان رئيس الحكومة المغربي بنكيران أن "المؤمن يسرق ويزني ولا يكذب" !
غير أن واقع الحال , وما لم يقله فهو أن وزراء حزبه "العدالة والتنمية " يفعلون كل هذا وأكثر منه ويكذبون أيضا . ولو أنني سأكتفي من كل ذلك بالحملة الهوجاء التي يخوضها هؤلاء ضد مهرجان "موازين" لهذا العام .
فهل حقا أن "العسكر الإلكتروني " ووزراء العدالة والتنمية تفاجؤوا بشيء من المهرجان ؟ أو بعرض "Jennifer Lopez ".أو بطريقة أدائها ؟
أسمح لنفسي باستحضار القول : "فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا " , وأنا أقصد أن هكذا ادعاء هو محض افتراء وبهتان من أصحابه . وذلك ليس فقط لكون برنامج أيام المهرجان أعلن عنه من شهور , ولا أيضا لكون المغنية Jennifer Lopez معروفة من الجميع بأسلوبها في العرض , ولم تبدل منه شيءا , ولا فاجأت أحدا خلال حفل موازين هذا العام . ولكن لأن الوزير "الخلفي" قدم بنفسه تصريحات بشأن المهرجان أسابيع قبل موعده بصرف النظر عما تضمنته تصريحاته تلك , ما يعني أنه كان على اطلاع على مواده من قبل , وما كان يمكن غير ذلك .
ولذلك نجدهم يركزون حملتهم بالأساس على النقل من طرف "2M ", على غرار ما هو الشأن أيضا من خلال تصريحات الوزير الخلفي , في تهديده بأنه سيسائل "الهاكا " فضلا عن القناة . مع أن الجميع يدرك رياء هؤلاء بكون المستهدف الفعلي من هذه الحملة إنما هو المهرجان تحديدا , ككناية عن التغيير المطلوب في السلوك والمنظور القيمي للمجتمع دون أن تكون لهم الجرأة لاتخاذ موقف صريح ولا حتى حاسم تجاه المهرجان من داخل الحكومة التي يرأسونها . ثم إن ما يهمهم أكثر حاليا هو تجييش أتباعهم على مسافة 3 أشهر من موعد الانتخابات .
وهنا أيضا فهم يكذبون بشأن 2M حين يتحدثون عنها وكأنهم آخر من علم بنقلها عرض "Jennifer Lopez ", والحال أن القناة ظلت تبث وصلة تعلن بمقتضاها عن الحفل أياما على الأقل قبل الموعد .
وأما التبرير الذي يسوقونه بكون القناة دخلت على الناس بيوتهم دون إرادة منهم فهو أيضا مجرد رياء , لأنه لا أحد مرغم على البقاء مشدودا إلى قناة بعينها أكانت 2M أو غيرها مع وجود باقة من القنوات الوطنية مكونة من حوالي 8 قنوات , وليس سوى قلة من الناس ممن يتفرجون عنها , فضلا عن مئات القنوات العالمية . ولا يحتاج الأمر إلا إلى نقرة من ال "remote control tv" لتغيير القنوات . علما بأن تغيير القناة هو سلوك يومي , ما دام لا يمكن للبرامج أن ترضي جميع الأذواق دفعة واحدة , وإلا فماذا عسانا أن نقول بالنسبة للأفلام الميكسيكية والتركية والانفلاتات التي نصطدم بها غير ما مرة من الافلام الامريكية .. , وووو ..
كما أن هذا الانتقال من مستوى اختلاف الاذواق إلى ادعاء خروج القناة على القواعد الاخلاقية هو تقدير ذاتي وقول نسبي , ويحتاج إلى إثبات كما سنرى لاحقا . ولن أستغرب شخصيا أن يسحب الوزير ما يهدد به في صمت كما تعود أن يفعل خلال مرات عديدة سابقة .
لذا أسأل الذين لم يروا في المهرجان سوى قطع منتقاة من اللحم الني الذي يفيض من القماش القليل , لماذا لا يتذكرون صور عروض السنوات الماضية لكل من المغنية الأمريكية "جيسي جي" أو "شاكيرا " الخ . وحينها سيدركون بأن الفرق بين الأمس وهذه السنة لا يوجد في العروض , وإنما في مكان لآخر , وفي السياسة على وجه الخصوص لكوننا على موعد هذا العام مع الانتخابات .
ثم لأن الإخوانيين يعولون على استدراج المجتمع عبر هذه الحملات الممنهجة للقبول بالتخلي عن الكثير من المظاهر التي تعبر عن الإحتفاء بالجسد . مع العلم أن ما رأيناه من "Jennifer Lopez" .لا يختلف كثيرا عما تعودنا أن نراه من البطلات الرياضيات في التنس , أو في السباحة , أو الجمباز , أوالتزلج , أوألعاب القوى أو فن البالي ...الخ. أو أيضا ما نشاهده كل صيف بالشواطئ والمسابح .
فهل نحن مستعدون لنخضع مستقبلا إلى مثل هذا النوع من الرقابة على المجتمع ومن الابتزاز , وإرادة تعليب الذوق العام في نمط "إخواني" , باسم دوافع نكوصية هي أشبه ما تكون بتدخلات رجال " هيأة الأمر بالمعروف " في البلاد "الوهابية" . بحيث لا نقبل من الاحتفالات سوى التراتيل وأذكار "الله حي "؟ .
إن الأمر يتجاوز حفل موازين وعرض Jennifer Lopez .إلى كل النسق المكون لهويتنا الثقافية , في مواضيع , الرقابة على اللباس , وتعدد الزوجات , وزواج الطفلات , وإقرار ظروف التخفيف في جرائم الشرف , وسلطة الدولة على ما يعتقد به الناس أو لا يعتقدون به ...الخ ...الخ ...الخ .

#محمد_بهى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات