رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 08:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإخوان وملكية الدين
المتتبع لحركة الإخوان يجد بان هجومهم الفعلي والعملي كان على عبد الناصر وحركة فتح تحديدا، وما سواهما لم يتعدى القول أو التنظير ضدهم، ويعود ذلك إلى أن عبد الناصر وحركة فتح استخدموا الخطاب الديني للـتأثير على الجماهير، فعبد الناصر كان يخطب في المساجد، من هنا وجدوا فيه شخص ينتزع منهم/ يصارعهم/ ينافسهم في تملك الدين، وكأن الدين شيء مادي يمكن لهم امتلاكه ونزع ملكيته من الآخرين.
وهذا الأمر تكرر مع حركة فتح، التي كان رئيسها ياسر عرفات يمتلك خطاب ديني خاص ومفهوم ثوري للدين، فكان عرفات على النقيض من حركة الإخوان التي استخدمت الدين لتخدير وتجهيل البسطاء، وجعلهم يطيعوا أولي الأمر منهم، وينتظروا أن ينطق الحجر والشجر ويقولا "يا مسلم ورائي يهودي تعال وقتله".
من هنا تعاملوا مع عبد الناصر بطريقة عنيفة وحاولوا تصفيته أكثر من مرة، هذا عدا تشويه صورته، وحتى بعد وفاته من خلال قولهم: "المجاري تسير فوق وتحت قبر عبد الناصر، كعقوبة ربانية لما أقدم عليه من اضطهاد وقتل الإخوان".
أما بالنسبة لحركة فتح، فما قاموا ويقوموا به في غزة اتجاه أعضاء الحركة يشير إلى عملية انتقام/ثأر من الحركة التي سلبت منهم الخطاب الديني لفترة طويلة، ومن هنا نجد أكثر وواسع عملية انتقام/تنكيل/اعتقال تحصل لعناصر حركة فتح تحديدا، على الرغم أنها الأقرب لهم فكريا من الفصائل الأخرى التي تتبنى الفكر الماركسي.
فكل متتبع ومحلل لما يقوم به الأخوان سيجد هناك عملية تخريب وتدمير للعقول، وفي ذات الوقت إبقاء الشعوب في المنطقة العربية أسيرة لفكرة التسليم والسكون والانتظار لما كتبه الله.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟