أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح عادل - تنويعات ملل بشري















المزيد.....

تنويعات ملل بشري


سماح عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


‏1-‏ مرآة ‏
أن تنظري في المرآة. فتجدي ملامحك كريهة .. وجنتين لأب متجاهل .. شحوب وبشرة داكنة .. انتفاخ الجفون , نتيجة لازدياد نسبة ‏الأملاح في الدم . لا تنفع معها أرتال الزجاجات الفارغة , التي تتراكم على التسريحة- المتبقية من زواج فاشل- والتي تكون سببا ‏يوميا لإيقاظك مفزوعة , على صوت أمك , التي تهدد بالامتناع عن ملئها .. جحوظ عينين يبشر بفساد كل أحلام اليقظة – أنها مرآة ‏الحمام المهترئة . لان مرآة التسريحة كسرت . قبل انكسار العلاقة – والتي تتقمصين فيها دوما دور المرأة المبهرة , التي تعشق من أول ‏نظرة . وإذا تواضعت خيالاتك , اكتفيت بعشق لا ينتهي من رجل ,لا يرحل أبدا . . أنف معوج . نتيجة لكسر قديم .في المدرسة ‏الابتدائية.كذبت أمك فيه ,أمام الناظرة, معلنة براءة من أصابك خطأ . أثناء لعبه في فناء المدرسة . . شفاه بيضاء . لا أثر لدماء فيها .. ‏رقبة مذبوحة . من جرح لم يندمل – عملية الغدة الدرقية - . تقررين ألا تغسلي وجهك . لا داعي لذلك , فسوف تعودين للسرير مرة ‏أخرى . لاستئناف حلم اليقظة دقائق . ثم لالتقاط أي كتاب . وليكن "حدائق النساء " لتقرأي كلاما معادا . لم يعد يملئك إصرارا ...‏

‏2 -إيميل ‏
هاجس النزول لأنترنت كافيه. لفتح الميل . التردد إزاء ذلك . غالبا ما يكون فارغا . فقط إيميلات من دوريات ألكترونية . أو حملات ‏تجميع توقيعات . لمساندة أفراد تختلف أزماتهم . تحت وطأة تعنت سلطوي . تترددين أمام تسجيل توقيعك . لأن ذلك يستهلك وقتا ‏من ساعتك المأجورة . والتي تفضلين قضائها في مراسلات شخصية . تكتشفين مجددا أن فراغ الميل موازاة رمزية لفراغ حياتك . ( ‏المصطلح مأخوذ من النقد الأدبي . أعجبني نطقه في أذني . ومع طرح بديل يصبح ). نتيجة منطقية لفراغ حياتك . يصبح تقصى ‏أسباب الفراغ معادا . فقط لا أصدقاء . حقيقة مؤكدة. أو . لا أصدقاء يحتاجون لمراسلتك إلكترونيا .. تتأملين صورة لك على صفحة . ‏في دورية ما . دون حماس لمعرفة عدد الزائرين لها ...‏

‏3- حلم ‏
أنت وصديقة تستمعان لطفل. يستدرجكما لكوبري علوي , من طابقين, تلمحان, من قريب, صفوف لرجال ملتحيين . يمسكون بالسيوف ‏‏, وسيدات يرتدين السواد. تفهمان. تقرري فورا الاستسلام . عند إدراك أنه لا مفر من القتل . ترمقك الصديقة بنظرة استنكار . لا تأبهي ‏لها . تقولين للطفل أنك تبتي . وتريدين الصلاة الآن . مع إلقاء نظرة سريعة على الصديقة . تندفعين إلى آخر الكوبري . بعد رؤية ‏مشهد معركة تدور بين ذوي الذقون والكفرة . تنتهي بإبادة الكفار الذكور . تهرولين . قبل مجيء الدور على النساء . وفي إلتفاته ‏للوراء ترين الصديقة . وقد انتزعت سيف من المعتديات السوداوات . وأخذت تحارب بندية . قبل ذبحها . تتخبطين في رجال ‏يسجدون . ثم في آخر الكوبري ( القلعة ), كما سمعت الجميع يسمونه , تجدين نساءا يصدقن توبتك . ويسرعن بإعطائك شالا . تبدأين ‏الصلاة , في إرتباك , قبل مجيء المحاربات . تمسكك من رقبتك امرأة عجوز . لا تهتم لدخولك في الصلاة . عرفتك من ملابسك ‏الملونة. ترددين- في استكانة - انك تبت . لكن إذا شاءت فلتقتلك . تقول في هدوء أنك لن تشعري . تمسك شفرة . وتبدأ في ‏قطع شريان في الرقبة . بلطف. وقتها فقط تفكرين في استنكار ما فعلت . كيف تموتين في هدوء ؟ كان لابد من أن تحاربيهم . ‏وتموتين بشرف . تفكرين في الألم الأتي . عندما يوقظك صوت أمك . الذي لا يصبح كريها . تحاولين تفسير الحلم . بعيدا عن المنظور ‏الفرويدي . لماذا تصمد هي . وتبدين أنت بهذه الانتهازية . تحللين شعور المشاهدة في الحلم , والتي تحتقرك منذ البدء . وتندهشين ‏لعدم تدخلها لتجعلك البطلة . ليست هذه المرة الأولى , التي ينقذك فيها صوت أمك المستفز ...‏

‏ 4- ثلاثة على ثلاثين ...‏
ابنة خالتك أنجبت طفلا ثالثا . تكبرك بثلاثة أعوام .يتبقى لك ثلاث سنوات على الثلاثين . أجهضت ثلاثة مرات . طفل بقى في بطنك ‏ثلاثة أشهر .‏

‏5- المتباعدون سنا ....‏
يقول أن العجوز يفقد رغبته الجنسية . وقدرته قبلا . يفصل .لن تكون لديه الحماسة للانجذاب لاستقطاب أنثى شهية .- ربما تكون ‏زائفة – وإذا فعل . فسوف يكون أقصى فعل له هو تأملها , وهي نائمة – مستشهدا برواية يابانية – تقاطعه . ( ولا يلمسها حتى ؟) . تفكر ‏ببلاهة المقاطعة . لأنه قد يحسبها دعوة . تصمت . يقرر أنه حتى إذا ضاجعها – الأنثى الشهية - . فلن يكون في كفاءة الشاب . لا تجرؤ ‏على دفع التهمة . تمتنع عن مهاتفته طويلا . متحيرة . هل فكرت في مضاجعته بالفعل . ربما اكتشف هو ما لم تكتشفه في اقترابها . . ‏يتوقف عن المجيء في أحلامها كعاشق . أصبح يأتي كجار عجوز. تقضي بصحبته أوقات مسلية , مع أشقائها .. لن تفسر عشقها الجنوني ‏للمتباعدين سنا ...‏

‏6- بيت من لحم....‏
يوسف إدريس في ( بيت من لحم ) لم يستطع أن يتخلص من ذكوريته . ويصور مشاعر المرأة . حتى في القصة التي صور فيها امرأة , ‏تمل من رتابة زواجها , وتحن لحب عاصف . ثم تعود لتقدس زوجها , الذي تكتشف أنه ذا حضور قوي , ومربك لمن حوله- تندفع ‏في التنظير – وفي قصة الواعظ الشاب , لم يكلف نفسه عناء تصوير مشاعر ( لي لي ), أو تبرير رغبتها في الشاب – يساعدها هو , فيقول ‏في حياد مبهم- وحتى في القصة الرئيسية لم يترك مساحة للفتيات , وأمهم, وأنصب تركيزه على المقريء الكفيف – تكمل معه – ‏وانشغل أكثر بفلسفة الموقف , من وجهة نظره هو ( الذكورية )- التكرار لن يضر – تلاحظ سخرية ما , عندما يقول أنها قادرة على نقد ‏يوسف إدريس . وليست قادرة على نقد ذاتها . تفهم أنه يوقعها في شرك . بعد أن جعلها تندفع في تبرير فشل قصتها الأخيرة - من ‏وجهة نظره – في تحرير شخصية الرجل . من سطوة صوتها النسوي .. تضيف أنه حتى في قصة المرأة العجوز , التي تضاجع فتى صغير . ‏بعد أن يذهب زوجها لجلسات صوفية . لم يصور سوى مشاعر الشاب , الذي يندفع إلى سطوح الحاجة . ليتسلل لها في الظلام .. تتأمل ‏إيماءاته المحايدة . وتتركه ينتظر , في الموعد التالي . تحت الشمس الحارة . بعد أن تسأله سؤالا أخيرا حول رأيه في قصتها ...‏
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





#سماح_عادل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهاز قصة قصيرة
- كل الهواجس حوله
- إشكالية المثقف في المجتمع
- يتحسس
- موت الاب الاخير
- خليل عبد الكريم مفكر ثوري
- الاخوان المسلمون البعد التاريخي
- سيد قطب مفكر الاخوان وملهم الجماعات
- بورتريه لالبير كامو
- الرحيل-قصة قصيرة
- قبض .... قصة قصيرة
- حول حرية الصحافة
- محمد جبريل ينتقد مكتبة الاسرة !!!
- مرورمائة عام على مولد يحي حقي
- مش عيب !! قصة قصيرة
- هل التجمع حزب ثوري؟؟؟
- سيدات في سجون عبد الناصر
- طفل قصة قصيرة
- العمال في عهد ستالين
- دور المرأة في الحركة اليسارية المصرية والعمل العام


المزيد.....




- فيلم بيج رامي بطولة رامز جلال 2025 .. القصة ومواعيد العرض وت ...
- سلاف فواخرجي تشكر الشعب المصري وتعتذر عن أي شتائم تعرض لها د ...
- الهلال الأحمر الفلسطيني يكذب الرواية الإسرائيلية حول مسعفين ...
- السنغال بلد الثقافة والتصوف ومحاربة الاستعمار
- مصر.. إلزام أسرة موسيقار شهير راحل بدفع 3 ملايين جنيه لصالح ...
- تكريم عدد من المثقفين العرب مع انطلاق الدورة 30 لمعرض الرباط ...
- 3 معارض رائدة في المتحف العربي للفن الحديث بالدوحة
- ما قصة اليوتيوبر المصري مروان سري، والناقدة سلمى مشهور مع نا ...
- مترجمة إيطالية تعتذر عن ارتباكها في البيت الأبيض.. وميلوني ت ...
- لحظة محرجة في البيت الأبيض.. مترجمة ميلوني تفقد السيطرة ورئي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح عادل - تنويعات ملل بشري