|
الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....6
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1336 - 2005 / 10 / 3 - 12:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
8) فما العمل من اجل تجاوز العقلية الطائفية ؟ هل يكفي أن تناضل الشعوب من اجل قيام دستور ديمقراطي كقانون أسمى لدولة الحق و القانون ؟ أم أنه لابد من شيء آخر ؟ إن تجاوز العقلية الطائفية ليس رهينا بإرادة فرد أو طبقة، أو حتى شعب بكامله. لأن العقلية الطائفية تضرب جذورها في المجتمع. و يمكن أن نعتبر أن التحرر منها يقتضي زوال أجيال بكاملها، و لكن هذا الأمر أيضا غير مقبول، لأن الأجيال اللاحقة تتأثر بالعقلية الطائفية من الأجيال السابقة عليها. و للوصول إلى التحرر من العقلية الطائفية نرى ضرورة : أ- التربية على التحرر من اسر الماضي الذي يصير مجرد موضوع للدراسة و التقييم كما هو مفترض. ب- التربية على التحرر من أسر العادات و التقاليد و الأعراف حتى نتفتح على العالم، و نتفاعل مع الإيجابي منه. ج- التربية على التحرر من التبعية للنظام الرأسمالي العالمي، و من الانصياع وراء تعليمات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الدولية. د- التربية على حقوق الإنسان كما هي في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، و نبذ كل المسلكيات التي لا علاقة لها باحترام حقوق الإنسان مهما كان مصدرها. ه- النضال من اجل قيام دستور ديمقراطي تكون فيه السيادة للشعب يضعه مجلس تأسيسي منتخب انتخابا حرا و نزيها من الشعب الذي يجب أن يتمتع بهذا الحق في كل بلد من البلدان العربية، لقطع الطريق أمام قيام دساتير عربية ممنوحة كما هو حاصل الآن، و من اجل أن يكون الدستور الديمقراطي في كل بلد عربي إطارا لتكريس الحق في تقرير المصير الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي و دون تدخل من أية جهة، و من غير أن تكون هناك املاءات خارجية، تفرض على الشعب في أي بلد عربي، و سعيا إلى وضع حد للممارسة الطائفية المدسترة بشكل أو بآخر. و- النضال من اجل ضمانات كافية لقيام انتخابات حرة و نزيهة يقوم فيها الشعب المغربي باختيار ممثليه الحقيقيين في المؤسسات التمثيلية المحلية و الوطنية، و من اجل إفراز حكومة من الأغلبية لتحمل مسؤولية حماية الشعب و خدمة مصالحه الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية انطلاقا من الاختيارات الشعبية و الديمقراطية. فالتحرر من العقلية الطائفية يجب أن يكون إفرازا اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و سياسيا. أي أن يكون إفرازا للواقع حتى يتأتى الانتقال إلى المجتمع الخالي من الممارسة الطائفية. 9) و انطلاقا من هذا البسط للأفكار التي عنت لنا، و نحن نتتبع النقاش الجاري في العراق حول الدستور الطائفي الذي يسعى عملاء أمريكا إلى فرضه على الشعب العربي في العراق، حتى تصير الطائفية مدسترة، تحقيقا لتطلعات زعماء الطوائف المزعومة و المصطنعة و سعيا إلى إرضاء النظام الرأسمالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية راعية الطائفية في العالم باسم رعاية "الديمقراطية"، فإننا نجد أنفسنا من جديد أمام إثارة نفس الأسئلة تقريبا : ألا تعتبر الطائفية التي يسعى عملاء أمريكا إلى دسترتها امتدادا للطائفية المدستر بشكل أو بآخر في مختلف البلاد العربية ؟ ألا تعتبر دسترة دين معين في كل بلد عربي إقرارا بدسترة الطائفية ؟ أليس قيام الأنظمة العربية التابعة بأدلجة الدين، لخدمة مصالح الطبقة الحاكمة في كل بلد عربي أجرأة عملية للطائفية ؟ أليس يعتبر غياب الديمقراطية بمضمونها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و المدني و السياسي تعبيرا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المجتمع الطائفي الضروري في كل بلد عربي ؟ ألا يدخل السماح باستنبات الأحزاب الدينية، و العرقية و اللغوية و الجهوية في البلاد العربية تحصينا للطائفية التي تعتبر من الخاصيات اللازمة لقيام الأنظمة التابعة، و لاستمرارها ؟ أليس النضال من اجل استعادة الوعي المناهض للطائفية مرفوضا من قبل الطبقات الحاكمة ؟ ألا تدخل أدلجة الدين من قبل الطبقة الحكمة إشهار سلاح الطائفية ضد الوعي المناهض للطائفية ؟ ألا يعتبر استنبات الأحزاب الدينية تجيشا للشارع المغربي وراء الطوائف الدينية المختلفة لاعطاء الشرعية للأنظمة التابعة من اجل القيام بالتوازن اللازم ؟ أليس ذلك تحصينا للمجتمع العربي ضد الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية ؟ و حتى لا نستمر في تتبع الأسئلة المطروحة حول واقع الطائفية في مختلف البلدان العربية نسجل بأن حضور الطائفية في الواقع العربي يحقق لازمتين أساسيتين : اللازمة الأولى : تأبيد سيطرة الأنظمة التابعة اللاديمقراطية و اللاشعبية. و اللازمة الثانية : تأبيد التغلغل الرأسمالي العالمي في البلاد العربية. و الجمع بين هذين اللازمتين يقود إلى استخلاص النتيجة التالية : و هي أن البلاد العربية هي مجرد ولايات أمريكية رأسمالية تبعية مهمتها حماية المصالح الأمريكية في المنطقة. فهل من يقول غير ذلك ؟ ابن جرير في 17/08/2005 محمد الحنفي
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....5
-
الدساتير العربية و تكريس الطائفية....4
-
الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....3
-
الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....2
-
الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....1
-
ضرورة الحذر من ممارسات البورجوازية الصغرى ...
-
هل تنخرط أحزاب البورجوازية الصغرى في العمل على قلب ميزان الق
...
-
الشروط اللازمة لاحترام إرادة الشعب المغربي...
-
هل احترام إرادة الشعب المغربي حق إنساني؟ أم تاريخي؟ أم موضوع
...
-
الانتخابات الجماعية و توفير الإرادة السياسية
-
هل يمكن الحديث عن دستور عربي يحترم حقوق المرأة...؟! 2/2
-
هل يمكن الحديث عن دستور عربي يحترم حقوق المرأة...؟! 1/2
-
هل من مصلحة الرؤساء الجماعيين خدمة الشعب المغربي ؟!.
-
ضرورة إنضاج الشروط المزيلة للحيف الجماعي في حق الشعب المغربي
-
مناهضة المغاربة لاستغباء الرؤساء الجماعيين الأغبياء ...! ! !
-
على هامش ما وقع في شفا عمرو:الإرهاب الصهيوني و الإرهاب الظلا
...
-
على هامش ما وقع في شفا عمرو:الإرهاب الصهيووني و الإر هاب الظ
...
-
حرية المرأة بين الواقع المستلب و الواقع المأمول....2 / 2
-
حرية المرأة بين الواقع المستلب والحلم المأمول... 1/2
-
الدين / الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من أجل مجتمع بلا إر
...
المزيد.....
-
-حماس- تُعلن رسميا مقتل يحيى السنوار: ننعى قائد معركة -طوفان
...
-
أفراد من القوات الأوكرانية يفرون من منطقة كورسك تحت ضربات ال
...
-
شيرين عبدالوهاب تحسم جدل لقب -صوت مصر- بعد مقارنتها بأنغام
-
أول تعليق من حماس على مقتل السنوار
-
كيف يؤثر انقطاع الطمث على دماغ المرأة؟
-
غداة اعترافه بمقتل 5 جنود بمعارك مع حزب الله.. الجيش الإسرائ
...
-
حماس تنعى رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار
-
منفذا عملية البحر الميت.. من هما وما هي وصيتهما؟ (فيديوهات)
...
-
المشاركون في اجتماع صيغة -3+3- يدعون إلى وقف التصعيد في الشر
...
-
البرلمان الإيراني يفند تصريحات رئيسه التي أثارت غضب لبنان
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|