|
28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة 1967/1968 .. وحزب صدام / بريمر- الشيوعي- ) 2/2(
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 13:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اقتضى هذا التدبير قبلاحملة تصفية دموية استهدفت الحزب الشيوعي وقيادته جسديا في شباط 1963 على يد البعثيين ما افسح في المجال لصعود عزيز محمد لموقع السكرتير العام بقوة دفع ال)كي .جي . بي ( ورعايتها) تستحق سيرة وتاريخ هذا الشخص السياسي ونشاته العائلية وصلاته المثيرة للشبهه بمافيها علاقته باحد الصهاينة عند بداية حياته،انكبابا جديا لما للها من اثر في التاريخ العراقي الوطني والشيوعي المعاصر( بينما تمت سرقة حزب البعث من موقع نشاته وتاسيسة في جنوب العراق ووسطه، ليوضع بيد العسكريين من مناطق بعينها من العراق، ومن ثم ليودع بيد مجموعة عائلية قرابية، لم يلبث الريع النفطي بعد تصاعد عوائده منذ منتصف السبعينات، ان منحها ميزة الاستقلال عن المجتمع، بجانب قوة مفعول التنظيم العقائدي، والرديف الحزبي اليساري المساند. ضمن تلك الظروف جاءت انتفاضة الاهوار، فسياقات تحوير الحزب وتطويعه بعد عام ،1964 ظل يقابلها ويوازيها من الجانب الاخر، دفق متواصل من تيارت اعتراض وانشقاقات تلاحقت تباعا، فكان انشقاق "اللجنة الثورية للحزب الشيوعي العراقي" عام 1964 بقيادة سليم الفخري ردا على خط آب، وهو خطوة مبكرة استعجلت قوى التطويع داخل الحزب الشيوعي باتخاذها في ظروف لم تكن ناضجة بعد، فنظام عبدالسلام عارف لم يكن المؤهل لقيادة عملية تاريخية دقيقة وضخمة كالتي كانت مرسومة، او جار وضعها موضع التنفيذ، ونموذج نظام عبدالناصرلم يكن صالحا للتطبيق على الحالة العراقية، حيث الحزبية متقدمة على العسكرية. تبع ذلك ظهور "فريق من الكادر اللينيني" قرابة عام 1965/1966،كما ظهر في نفس الفترة تيار صغير حمل اسم "وحدة اليسار"، قبل ان تظهر لاحقا مجموعة "مصباح"، اي لجنة منطقة بغداد بقيادة عزيز الحاج / حسين الكمر، التي تحولت بعد الانشقاق في 17 ايلول الى "ألقيادة المركزية" بعد حملها لفترة وجيزه اسم "القيادة المؤقته للحزب الشيوعي العراقي"، اعقب تصفيتها عام 1969حالة من الضياع والتخبط، عرفت محاولات وتجارب يائسة مستميتة، مع بحث مستحيل عن المخارج في ظروف، وضمن غلبة كاسحة لانماط من المفاهيم والافكار، لا امل بظلها لأية محاولة بان تفلح في الوصول الى نتيجة قابلة للحياة، ناهيك عن ان تسهم في ايقاف هيمنة التحالف، بين شيوعية التطويع والتصفية الدولية بقيادة عزيز محمد، وحزب صدام حسين الحاكم باسم البعث )الغريب في الامر ان ثمة تشابها من حيث ظروف النشاة العائلية والعقد الاجتماعية النفسية متماثلة تقريبا بين عزيز محمد وصدام حسين خصوصا لجهة الام (. استلم حزب عزيز محمد، خلال خمس سنوات من عمر "الجبهة" المنعقدة بين الطرفين، مامقداره 30 ثلاثون مليون دولار كمساعدات مادية من نظام صدام حسين، وكان سكرتير الحزب الشيوعي يستلم راتبا شخصيا مقداره 10 عشرة الاف دينار/ اي اكثر من ثلاثين الف دولار/، كما كان اثنان من اعضاء اللجنة المركزية للحزب يعملان جهارا مع اجهزة النظام، ولم يكن صدام حسين يتوانى عن التدخل، لابل عن قيادة الحزب الشيوعي، فمكرم الطالباني المتبريء من الحزب في الخمسينات، اصبح عضوا في اللجنة المركزية بقرار من صدام حسين، وبهاء الدين نوري ازيح من موقعه في قيادة اقليم كردستان، بقرار من صدام شخصيا، والحزب اصبح بوابة مشرعة للاندساسات، بينما عزيز محمد الجاهل المتخلف سياسيا وفكريا، يعلن بان طموحه لاحدود له مع البعث، وراجت على يده دعوى صدام ككاسترللعراق، ولم يكن هنالك شك بانه هو وبطانته من المندسين الكبار، غير عضوي اللجنة المركزية السالفي الذكر، سائرين الى الاندماج في حزب البعث، وهو مصير لاشك فيه على الاطلاق، فالذين يقبلون الاندماج في "اتحاد" عبدالسلام عارف "الاشتراكي " الكسيح، يجدر بهم و يشرفهم الانتماء للبعث. لم يوقف عملية الاندماج في حينه سوى تبدل خطير غير متوقع، طرأ على اوضاع العراق والمنطقة منذ اواسط السبعينات، عندما تغيرت مهمة نظام صدام حسين المركزية، لتتحول الى مواجهة خطر الصعود الاسلامي والثورة الاسلامية الايرانية، وقتها دخل النظام المذكور حقبة من تاريخه ومبررات وجوده مختلفة كليا، ولم يعد للحزب الشيوعي بظل الإستنفار العسكري الاقصى للحرب الشاملة مع ايران من مكان، فجرى التخلي عنه وطرده خارج البلاد، وحتى هذه الخطوة قام عزيز محمد وبطانته بتنفيذها باتخاذهم قرار الرحيل، لان الاتحاد السوفياتي نفسه كان موافقا على الوقوف الى جانب صدام في حربه ضد ايران مثله مثل الولايات المتحدة الامريكية، ومتفقا معها على ان تلك هي المهمة الجديدة الابرز للنظام العراقي آنذاك، وقتها تغيرت مهمة حزب عزيز محمد هو الاخر يعد ان لم يعد يعد يتمتع بالمبررات الضرورية الداعمة لوجوده ودوره، فالقطبية الدولية كانت منشغلة حينها بمتغيرات تتجاوز دور الحزب المذكور، ماجعل منه فجاة مجرد قوة زائده بلا دور ولا مكان، سوى ممارسة عملية التصفية في الخارج باشاعة اقذر التسلكات الاخلاقية، والاعتداء على الاعراض، واللصوصية، وقتل المباديء والاعراف، وصولا لغرس المناطقية والطائفية داخل كيان الحزب وحياته الداخلية، هذا غير الضحك على الذقون باختراع سياسات لتصريف النقمة، وممارسة القتل المجاني للرفاق من عضاء الحزب المتحمسين، باسم كفاح مسلح مفبرك عبر كردستان، انتهى الى كارثة دموية. عند بداية الاربعينات حسم الموقف لصالح تيار فهد ضد "الافندية" مستندا لواقع وخلفية وطنية ومتغيرات بنيوية فرضها الاحتلال، وادت لردة فعل عميقة وجذرية شاملة داخل بحرالوحدات المساواتية من العراق الاسفل، حركت الوضع العراقي برمته، وقتها صدر كراسة "حزب شيوعي لااشتراكية ديموقراطية"، وفي الستينات انتصر الافندية على قاعدة مناطقية وخلفية بنيوية معاكسة، ضمن عراق متنوع تضاريسواجتماعيا، بعد انتقال القيادة الحزبية لمنطقة ومجال اختص بتوليد الدولة الاستبدادية خلال فترات طويلة من التاريخ العراقي، وهكذا ارسي مشروع احتواء حزبي ثنائي للحركة الوطنية وعمودها الفقري الحزب الشيوعي، وبتدبير دولي مخابراتي يؤرخ لبدايته في عام 1964. ومنذ ذلك الحين اصبح اعداء الحركة الوطنية والشيوعية على راس الحزب، مارسوا مهمة تفكيكه وتحويله الى جيش من الضحايا والمخبرين، اجبروا بنسبة 80 ثمانون بالمئة من المنتسبين منهم الان للهيكل الذي يرفع اسم الحزب اليوم في اجهزة صدام الامنية، او انتهوا خارج البلاد، وهم يريدون حاليا صناعة تاريخ دكاكيني وهمي، وجدوا مرغمين ان من اهم صفحاته انتفاضة الاهوار، ليس لاي سبب كان، سوى لكي يبرروا وجودهم الكاذب امام اسيادهم الجدد، الامريكيون، ناهيك عن اساطين "العملية السياسية الطائفية" التي ينخرطون فيها قانعين بالفتات منذ التحقوا بقافلة بريمر، بينما تعم الكارثة الوطنية وتستشري، والازمة الفكرية والسياسية التي تتجاوز قدراتهم وبنيتهم وطبيعة وحقيقة موقعهم ودورهم، تطغى على كل ميادين الحياة، في حين هم يتسلون بقضايا دعاوية تافهة، يتراكضون في ذيل قوى ظلامية متخلفة بصفتهم قوة "اصلاح"، لاتملك ولم تمتلك يوما، اي مقوم من مقومات ووسائل تحقيق الاصلاح، الذي لم تكف عن ادعاء الاضطلاع به عبرالمراحل والحقب. تناولات هؤلاء لانتفاضة الاهوار، القصد منها استغلالها والاساءة لذكراها، وهي محاولة خسيسية لسرقة عمل مجيد لاينتمي اطلاقا، بل هو يناقض كليا نهج تصفية الحركة الشيوعية والوطنية الذي ينتمون اليه، واكملوه بسياسة الانتماء لقوى الاحتلال والطائفية، ومن يسمون انفسهم "الحزب الشيوعي العراقي" اليوم، يمارسون عمدا اعتداء اضافيا من اعتداءاتهم وحقدهم على الشيوعية والوطنية العراقية، بمحاولتهم فرض سردية كاذبة عن موقعهم ودورهم الفعلي، وماالت اليه الشيوعية على ايديهم، وايدي حلفائهم وسادتهم الدوليين من قوى معاداة الروح الوثابة للشعب العراقي، ولكي يمحوا قبل كل ذلك من الاذهان حقيقة دورهم وعملهم كادوات دولية رديفة للبعث الصدامي. المجد لانتفاضة 28 ايار 1968 والخزي لشيوعية صدام /بريمر
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
28 ايار: ذكرى انتفاضة الاهوار المسلحة1967/1968 وحزب صدام بري
...
-
مفهومان ماديان للتاريخ؟
-
من الشيرازي الى السيستاني : الامركيون و- داعش- وحقبة التشييع
...
-
بدء الطور الثاني من عملية تشييع القبائل السنية في العراق(1/2
...
-
الحركة الشيوعية العراقية وثقافة الموت
-
الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور
...
-
الاحتلال الامريكي الثاني للعراق: خاصيات احتلال كيان امبراطور
...
-
بيان تاريخي صادر عن - مؤتمر شيوعي عراقي - لم ينعقد بعد( 2/2)
-
بيان تاريخي صادرعن -مؤتمر شيوعي عراقي- لم ينعقد بعد(1/2)
-
الحركة الوطنية الايديلوجية العراقية وهيمنة منطق الهزيمة
-
العراق: بلاد مهشمة ولاثورة ثقافية (1/2)
-
هل كان ماركس شيوعيا؟
-
ماركسية عربية لمابعد ماركس
-
في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية /
...
-
في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1
...
-
في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2
...
-
على طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية- العراقية 1/
...
-
كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة ال
...
-
مابعد العثمانية ومابعد الغرب
-
هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك
...
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|