دعد دريد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 20:04
المحور:
الادب والفن
يحكى إن
صباحاً أستيقظ على
صمت العاشقين
وإن غابات صفصاف مهد
تهز طفل كلما مرت ريح
وسنابل شمس تتسلل
خلسة بين خصلات شعرها
تدندن في أذنيها أغنية
لقلق أبيض على قباب عبادة مهترئة
تسهد بحبيب ذي أجنحة يقص لها
من على غطاء طاولة طرزته جدتها
وردة إقحوان حمراء وتوليب صفراء
ليضعهما خلف أذنها المحمرة شذوا
حبيبان يغفوان تحت شجرة كرز وحيدة
فيتناثر قداحها الزهري منتشياً فوقهما
تطير بحلمها على أرجوحة
حبالها من قطن السحب البيض
تبخرت كلماتها مع أول بشائر الربيع
ولم الكلام، والعاشق يسمع العيون
تعلقت بجناحي سنونو
يهيم فوق آهات مدينة
دار السنونو دورتين ونصف
فخر ساقطاً بثقل حلمها
متواطئاً بحقد كابوس أزلي
أطلقه رجال ذوو خوذات سود
معفرة بدمائهم المتخثرة
هيجان صراخهم أفزع حتى نقيق
ضفادع خضر تتناسل في مستنقع
تلوث بجزماتهم المهترئة قتلاً
دبابات مجنزرة ثقيلة في مشيها
كرجل يسحل كرشه خلفه
تسحق زهرة الأسد وهي ماتزال برعم
بين شقوق الرصيف المغبرة
تهرول الفتاة خوفا لضياع حلمها
ولكن أنى لها والعاصفة تطحن
حلمها الى سراب متغلغل القدم
تصل بيتها والسكون يصم الآذان
تدخله فلا تسمع الجنادب ولا الصراصر
فقط قط يموء ويلعق خيطاً أحمر
من ثقوب في أجساد والديها النائمين
فوق بعضهما البعض محتضنين
كأنهما يمارسان الحب لآخر مرة
تود الصراخ فلا تسمع غير غناء أنيني الصدى
يهجم عليها جنود من الجحيم
أُرسلوا اليها من الإله
لأنها تجرأت وحلمت
يسيل لعابهم وسبابهم وحيوانهم المنوي
بشبق الكره ووحشية غول
بإغتصاب الفتاة الأرض
يحاولون تمزيق حلمها
ولكنها تحلم بالغوص
في محيط غير متناهٍ
وفقاعاته تشدو لها
لحن حنان سماوي
وحين تركها الغزاة
تتغطى بغطاء جدتها المطرز
تتعب من حلمها وتريد النوم
فيغطيها الليل بعباءته
وتبكيها البلابل نجمتين
فيُطفيء القمر ضوءه على حلمها الابدي
#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟