أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - مهزلة تهجير الأقباط














المزيد.....

مهزلة تهجير الأقباط


مجدي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرية كفر درويش هى قرية صغيرة فى مركز الفشن بمحافظة بنى سويف يسكنها حوالى 550 أسرة مسلمة و 275 أسرة مسيحية، تفجرت بها أزمة حادة فى الأيام القليلة الماضية، حيث أتهم بعض المسلمين، الشاب أيمن يوسف توفيق مقار،( 28 سنة ويعمل بالأردن كعامل) بأنه وضع صورة مسيئة للإسلام على الفيس بوك، أتصل به البعض فقال لهم أنه لا يجيد القراءة أو الكتابة ولم يدخل المدرسة أصلا وساتحدث مع زميلى الذى انشأ هذه الصفحة ليحذفها لأننى لم اضعها اصلا، وهو ما تم بالفعل وتم حذف الصورة فورا كما حكى لى كاهن الكنيسة فى القرية. ولكن حركة المتعصبين فى الكفر كانت قد أختمرت لمعاقبة المسيحيين عن فعل ينتسب لشخص لا يعرف القراءة أو الكتابة ويعيش فى الأردن، فقام المتعصبون بتكسير شبابيك وأبواب منازل المسيحيين وتحطيم سيارة ملاك يواقيم. وكالعادة حدثت أول جلسة عرفية طالب فيها المسلمون بتعويض 250 الف جنيه وأنتهت بعد المفاوضات إلى 50 الف جنيه، وبعد الاتفاق عاد المسلمون وهم يقولون إن إهانة الإسلام أكبر من أن يعوضها المال ولا بد من تهجير هذا الشاب من القرية، وهو ما وافق عليه المسيحيون للأسف من آجل تهدئة الناس، عاد المسلمون مرة أخرى يشتكون من أن تهجير الشاب لا تكفى تعويضا عما حدث وكانت المهزلة بتهجير أسرة الشاب أيمن ومعهم أربعة أسر قبطية من القرية وذلك تحت رعاية مدير أمن بنى سويف، الذى لم يمنع وجوده فى القرية من تعدى المتطرفون على بيت فايق شحاتة وحرقه لكى تكتمل المهزلة فى حضور الأمن، وهكذا شاركت الدولة المصرية فى جريمة تهجير جديدة ضد الأقباط فى تحدى واضح للقانون والدستور والمواثيق الحقوقية الدولية. لم يسأل أحد ضميره أين سيذهب هؤلاء المهجرون الفقراء؟، كيف تستحل الدولة، فى تواطئ مع المتطرفين، باقتلاع مواطنين من وسط أهلهم وبيوتهم وأرضهم وذكرياتهم؟، من سيرعى هؤلاء الفقراء بعد تهجيرهم ويوفر لهم المسكن والمعيشة؟، إلى أين ستذهب التعويضات التى يدفعها المسيحيون فى مثل هذه الجلسات غير القانونية؟، متى ينتهى تلفيق التهم ضد الأقباط وأستخدام إزدراء الإسلام كسيف مسلط على رقابهم؟.....عشرات الأسئلة الحائرة التى تدين الدولة والضمير الجمعى للأغلبية.
جلسات عرفية وتهجير من المطرية إلى دهشور، ومن العامرية إلى رفح، ومن منفلوط إلى دلجا، ومن أسيوط إلى نجع حمادى، ومن بنى مزار ومغاغة ومطاى وسمالوط إلى قنا والاقصر وساحل سليم وسوهاج... وهكذا لم تخلوا محافظة أو مركز مصرى وأحد من جريمة تهجير الأقباط.
هل تتذكرون ما حدث فى المطرية فى يونيه 2014 عندما تم الحكم على عائلة زغلول فى جلسة عرفية حضرها مدير أمن القاهرة بتعويض للمسلمين بمليون جنيه ومائة جمل وخمسة عجول ومساحة كبيرة من الأرض لبناء مسجد عليها مع تهجير عائلة هتلر القبطية وكأننا عدنا إلى مجالس قبيلة قريش العرفية...ياللعار على دولة مصر ذات حضارة الستة آلاف سنة....إن التهجير ليس فقط يعد اهدار لمبدأ المواطنة ولكنه محاولة لضرب فكرة الوطن ذاته فى مقتل.
الإفلات من العقاب- التهجير القسرى-العقاب الجماعى- الجلسات العرفية-الأتاوات-عدم حماية الأقباط، كلها جرائم تتواطى فيها الدولة المصرية مع المجرمين، علما بأن التهجير القسرى والإضطهاد المنظم تصنف كجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وفقا لميثاق المحكمة الجنائية الدولية.
لقد عاد وحش إزدراء الإسلام إلى التسارع بعد أن هدأ قليلا عقب ثورة 30 يونيه، وتسارعت وتيرة تورط الدولة المصرية فى جرائم تهجير الأقباط وفى استحلال أموالهم وفى تقوية موقف المتطرفين وفى رعاية جلسات العار العرفية.
أين الإعلام مع كل هذه الجرائم القبيحة؟ أين منظمات حقوق الإنسان المصرية؟ أين العدالة التى ترى بعين وأحدة؟ أين الدولة ونظامها وحكومتها؟......الإعلاميون الذين كانوا ينتقدون تهجير الأقباط فى عهد مرسى أصابهم الخرس رغم أستمرار نفس الجرائم فى عهد السيسى، وكأن دورهم كان أستخدام الأقباط كأداة فى صراعهم مع الاخوان.
حتى الكنيسة القبطية التى سمعنا صوتها تنتقد التهجير فى عهد مرسى أصابها صمت القبور بالنسبة لنفس الجرائم فى عهد السيسى.
يا له من واقع مؤسف....كان الله فى عون هؤلاء الفقراء المضطهدين...إذا نامت الضمائر فنحن نثق بأن عيون الله تنظر، ولى النقمة أن أجازى يقول الرب.



#مجدي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم بإعدام مرسى بين الشريعة ومواثيق حقوق الإنسان
- الكنيسة القبطية فى المهجر ومشاكل الجيل الثانى
- دعوة لمؤتمر دولى هام بواشنطن عن مسيحى الشرق الأوسط11-12 يوني ...
- نبى الإسلام سنى أم شيعى؟
- سنة وشيعة في مقابل كاثوليك وبروتستانت
- بروباجندا عاصفة الحزم
- القضية الأرمنية بعد مائة عام من الإبادة
- الصراع السنى الشيعى عبر العصور
- يسرى فودة ..........وكتابه الجديد
- باكستان.....أرض التطرف
- 400 حلقة من الأسئلة الجريئة
- مقرر التاريخ عام 2040
- أمريكا وداعش وإدارة التوحش
- داعش وإدارة التوحش
- الجزيرة العربية: من أقتصاد النهب إلى أقتصاد الريع
- الشرق الأوسط يخرب نفسه بنفسه
- وداعا حلمى جرجس
- مصر والسعودية: من محمد على إلى السيسى
- دعوة للدخول فى النادى الإنسانى
- حكاية عمرو ورمسيس


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - مهزلة تهجير الأقباط