أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - ماذا لو اغتيل السيد حيدر العبادي














المزيد.....

ماذا لو اغتيل السيد حيدر العبادي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 19:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصرف النظر عما اذا كانت الصدفة،الحاجة،الكفاءة..قد جاءت بالسيد العبادي لرئاسة مجلس الوزراء العراقي،او ان اميركا اعتمدت استراتيجية استبعاد الصقور (نوري المالكي،اسامة النجيفي..)والمجيء بـ(الحمائم):فؤاد معصوم ،الذي لم يوافق تسعة من اعضاء مكتبه السياسي على ترشيحه لرئاسة الجمهورية،وسليم الجبوري الذي لا يؤهله تاريخه السياسي وخبرته لمنصب رئاسة البرلمان العراقي..فان حيدر العبادي حسب على الحمائم ومنحته اميركا تاييدها،وانعم عليه اوباما في(20)ايار الجاري لقب (المخلص والملتزم بدولة عراقية تشمل الجميع).والواقع ان الرجل حقق حضورا دوليا لافتا،وطرح بنود اتفاق سياسي حظي بموافقة كل الاطراف..اسرع في تنفيذ عدد منها ثم تباطأ وتعثر لتعقد الوضع السياسي في العراق..لكن الانطباع العام عن الرجل انه عمل ويريد ان يعمل من اجل العراق رغم الملاحظات السلبية عليه.
في الشهر الاول من توليه السلطة عاش السيد العبادي حالة مازقية..فأمين حزبه (المالكي)وقف بالضد منه يوم جرى ترشيحه لرئاسة الوزراء،ووصف العبادي بأنه يمثل نفسه..بل ان الأمر وصل الى (تجييش) حزب الدعوة ضد ترشيح العبادي..ولنا ان نتذكر تهديدات ما اطلق عليهن(حريم السلطان)..وقول احداهن :" ستكون شوارع بغداد دمايات ان ترشح احد غير المالكي".
وكان للمأزق بعدان، سيكولوجي سياسي..خلاصته ان السيد المالكي رأى أن صاحبه(العبادي) غدر به واطاح بطموحاته التي صورت له انه زعيم من نوع فريد،وشعر بحيف او حقد سيولّد لديه دافع انتقام،لاسيما اذا نجح العبادي فيما لم ينجح هو فيه..وهذه حقيقة ادركها العبادي نفسه حين شعر يومها بمخاوفه التي دفعته الى اعلانها صراحة في كربلاء:(يريدون يقتلوني..ما يهمني).
هذا يعني ان امر اغتياله وارد،وانه لا السنة سيفعلونها ولا من عادة الكرد اغتيال خصومهم السياسيين العرب،انما اللغط يدور حول دولة القانون وحزب الدعوة تحديدا،وان الشخص الذي ستحوم حوله الشبهات ،ان حصل الاغتيال، هو السيد نوري المالكي،حتى لو ان المحاولة قامت بها جهة اخرى تريد ايقاع الفتنة بين القوى السياسية الشيعية،او ان المالكي او من يوعز له ،يدبر له مكيدة ينسبها الى جهة سنية،كردية، داعشية،اسرائلية..تعيده ثالثة الى رئاسة الوزراء..وهنالك ما يشير الى ان نشاطه السياسي الحالي وتصريحاته النارية الأخيرة..(ستكون بحورا من الدم) بخصوص نوايا امريكا بتسليح السنة والبيشمركة..يسير بهذا الاتجاه.
وبرغم ما اشيع من ان العبادي سيستقيل من حزبه وانه سيشكل حزبا جديدا،فان الحقيقة المؤكدة هي ان حزب الدعوة يمر الان بحالة استقطاب بين المالكي والعبادي،اوصلت الاخير الى نهاية مرحلة اشكالية عاشها مع السيد المالكي بوصفه امين حزبه وان عليه ان يأتمر بأمره..فيما هو يريد تحقيق اجراءات تعارض رغبة المالكي..كان ابرزها ما قام به من اصلاحات في اخطر مؤسستين بالدولة،الدفاع والداخلية..اضطره مأزقه الى ان يعتمد اجراء الآعفاء في تلك الاصلاحات وليس مبدأ العقاب والثواب..في رسالة تحمل معنى ضمنيا للمالكي بأنه (متفضل) عليه..وان هذا سيكون (مسك الختام)..وفاتحة الخصام.
والواقع ان ما يجري الآن من احداث متسارعة هو في صالح خصمه السيد المالكي.فسيناريو سقوط مدينة الرمادي هو (كوبي بيست)لسيناريو سقوط مدينة الموصل،باستثناء ان سقوط الموصل حدث في ساعات فيما سقوط الرمادي حدث في دقائق..ما يعني ان المالكي سيوظف سقوط الرمادي في رسالتين:الاولى،تأنيب للناس ولخصومه الذين حملّوه سقوط الموصل،والثانية للعبادي..بانك ما كنت الخيار الافضل،بل الافشل لأن الحاكم الناجح عليه،في الأقل،ان يتعلم من تجارب سلفه.
وحقيقة سيكولوجية اخرى هي ان العامل الحاسم في انتصارات داعش انها اجادت استخدام الشائعة وعرفت كيف توظف (الصدمة) في اثارة الرعب والخوف والفزع بين القادة العسكريين والجنود الذين تركوا شرفهم العسكري في الشوارع وهربوا.ففي سقوط الموصل تحققت قوانين الشائعة الثلاثة (اهمية الحدث ،وصدمة المفاجأة ،والغموض) بحالة نموذجية غير مسبوقة في تاريخ الشائعات التي رافقت حروب العراق الكارثية،وها هي تتكرر في سقوط الرمادي..ما يعني ان دولة القانون ورجلها المالكي سيستغلان الموقف ويوظفان ما قاله نوري شاويس في البحر الميت من (ان داعش على ابواب بغداد)،ووصف عمار الحكيم لمقاتلي داعش (بانهم قوم أشدّاء واصحاب عقيدة)،وما قاله العامري مساء (24)الجاري بان (الرمادي خاصرة بغداد..واذا سقطت بغداد سقطت كل المحافظات)..وتصريح كارتر بان القوات العراقية لا تمتلك الارادة لمقاتلة داعش،وطلب (مكين) ارسال عشرة آلاف جندي امريكي الى العراق..سيروجانها في اشاعة سيكولوجية تثير الفزع في الناس المفزوعين اصلا..توصل الشيعة الى وجوب ان يستقيل العبادي قبل ان يفنى غالبيتهم،والا فان مبدأ (الضرورات تبيح المحظورات) يجب ان يطبّق في عرف دولة القانون..بالخلاص من الذي كانوا يظنون الخلاص على يديه..والاقتناع بأن لا وجود للشيعة الا بوجود المالكي.
ما قلناه ليس نسج خيال بل هو ما يدور في الغرف السرية،والواقع يشير الى ان دوافع اغتيال السيد العبادي متوافرة، فترويج قوى شيعية لخطر داعش بانها صارت على مرمى حجر من كربلاء وان الأمر يستدعي وجود رجل قوي يحميها،فضلا عن ان سيكولوجيا السلطة في العراق وحب الثروة والجاه وما احدثه الفساد من تهروء للضمير والاخلاق التي اوصلت العراقي السياسي الى استسهال تصفية الخصوم..خلقت الان اجواءا مثالية لجهات تخطط او خططت فعلا لاغتيال العبادي وتنتظر ساعة الصفر لتنفيذه،فما الذي سيحصل ان حدث الاغتيال؟
الحقيقة التي خبرها العراقيون في نيسان(2003) تفيد بان السلطة ستكون للشارع..فلا وجود سيكون للجيش ولا للشرطة بل للقوة الأقوى.هذا يعني ان القوة التي ستفرض نفسها هي المليشيات التي يزيد عددها الان على الاربعين،وان ايران ستدعم القوة الاكبر وستأتي بدكتاتوري ترى فيه انه سيوحّد العراقيين ويؤمن لها تحقيق هدفها بجعل العراق جسرا للسيطرة على المنطقة،فيما سيكون الحدث،ان حصل، هو الصفحة الأولى في كتاب :تاريخ ثلاث دول كانت تسمى العراق!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الميكيافيلية
- استاذ مجنون يحصل على جائزة نوبل-اعادة نشر
- العراقيون وسلطة الرمز الديني
- كتابات ساخرة:ادفعي (80) دولارا..لتبكي!
- المبدعون العراقيون يموتون في الغربة
- فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة
- الكوتا النسائية..كفاية عشر سنوات
- بعد داعش..هل يبقى السياسي العراقي أحول عقل؟!
- يوميات الحرب..شهادات للحقيقة والتاريخ
- المناعة النفسية..علاج فعال ضد اليأس
- ثقافة نفسية(145):ما الانفعالات؟
- لا تجعلوا النصر في تكريت..شيعيا!
- الفساد..وباء أشاعه المالكي وابتلى به العبادي!
- تحية للمراة العراقية في يومها العالمي
- العنف ضد المرأة تحليل سيكولوجي
- المعلم العراقي في ثلاثة ازمان
- في العراق عالمان..أخضر وأحمر!
- العراق..هو عيد الحب!
- الأسوأ قد حصل ..فما الي ينتظرنا؟!
- غياب رجل الدولة في العراق


المزيد.....




- بدرهم واحد فقط.. قوارب خشبية في دبي تعود بك 50 عامًا إلى الو ...
- إسرائيل تدّعي قتل قائد منطقة طيبة في حزب الله جنوب لبنان
- توقع انتقام حماس لمقتل يحيى السنوار.. كاتب إسرائيلي يجيب CNN ...
- وزارة الدفاع الكندية تعلن تخصيص 47 مليون دولار كمساعدة عسكري ...
- حزب الله يعلن عن -مرحلة جديدة وتصاعدية-، وإسرائيل تؤكد مقتل ...
- كيم جونغ أون يأمر قواته بمعاملة كوريا الجنوبية كـ -عدو-
- الصورة الأخيرة للسنوار.. هاجم الطائرة المسيرة بخشبة
- -الإعلان الأخير-.. كيم جونغ أون يوجه تحذيرا لكوريا الجنوبية ...
- بعد أن خضعت لدورة كاملة من الاختبارات.. أهم خصائص بندقية -كل ...
- منع تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.. حزب ألماني يضع شرطا للت ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - ماذا لو اغتيل السيد حيدر العبادي