حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 02:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من حق ابناء اليسر في المدن والريف وملحقاتها من المنتجعات ان يتأففوا اليوم من موجة الحر العاتية لدي اضطرارهم النزول الي الهواء الساخن في الطرق العامة وكذلك الازدحام البشري المفعم بالصهد والحر والعرق في اماكن العمل او الانتظار في الاشارات والطرق المزدحمة او المحلات العامة...
إلا اننا لابد ان نعرف ان هناك ملايين من الفلاحين والعمال الزراعيين في الحقول الان انحنت ظهورهم تحت لفحة الشمس الحارقة وان هناك ملايين من العمال في صهد العنابر امام المعدات الثقيلة والماكينات وفي سعير المناجم وافران صهر المعادن وفي الورش ...
وهؤلاء سيكونون فى طريق عودتهم للبيوت منحشرين فى وسائل المواصلات العامة الغير مكيفة والصاهدة بدخان موتوراتها ..
هناك الالاف من عمال النظافة تحت الشمس الحارقة في شوارع المدن يمسكون بمقشاتهم ويكنسون الشوارع التي سيمر عليها موكب مسئول ما او محافظ ما او رجل دولة ما..
بعضنا سيتصبب عرقا فتمتد يده الي علبة المناديل امامه في علبتها الفخمة ليمسح عرقه وبعضنا الاخر سيتصبب جبينه عرقا فيمد كفه ليمسح جبينه لانه لايملك رفاهية عكس ذلك...
قلة منا ستركض الي حمامات السباحة او تستسلم لمداعبات حمامات الجاكوزي وبعضنا قد تتاح له فرصة الذهاب الي البحر وكل منا وقتها سيكون له موضع في الساحل او البحر الذي يتوائم مع وضعه الاجتماعي وقدراته المادية..
بعضنا ستتاح له فرصة ان ينام في البانيو بعد الرجوع من يوم عمل،
وبعضنا سيقف تحت الدش،
هناك البعض سيستخدم ( كوز) يتناول به مافي (جركن ) الدار من مياه توفرت بعد عناء
فلنفكر في حال كل هؤلاء
ولنسأل انفسنا :
هل الحديث عن الحر هو حديث واحد ؟
ام ان كل يغني اليوم لحره الخاص؟
هل سيمر اليوم هو نفسه علي مترفي المدن والريف والمنتجعات ،
كما سيمر علي فقراء الصحارى والمدن والريف وملحقاتهم من عشوائيات مكتظة ببيوت أقرب إلى العلب الأسمنتية تتخللها بيوت الخشب والصفيح الأقرب إلى العشش منها إلى البيوت ...؟
------------------------
27 مايو 2015
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟