أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - على جسر -بزيبز - وجسر الفلوجه














المزيد.....

على جسر -بزيبز - وجسر الفلوجه


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما بين جسر بزيبز وجسر الفلوجه جسور تواصل وخلع مفاصل، على جنبات الاول افترشت العوائل الرمضاء، والتحفت الغبراء ، وعلى جسر الفلوجه تعلق جسد مشنوق صامت في اباء . والمعلقون عند ناصية بزيبز رقد احباء ، تحت أعين النجوم الساهرة ، سبايا داهمتم المنايا ، الاحياء وكأنهم موتى ، يغلفهم اسى عميق كأودية شقها الحزن والبستها الفجيعة جلبابها .
وعلى جسر الفلوجة تعلق جسد " مصطفى الصبيحاوي "،جندي اسير ، لم يطالب بالحياة ، لان مرامي لصوص الارواح في ضوضاء وضجيج تتفن في سلب الاجساد والارواح وتقطيع الاوصاد ، كانت نظرات " الصبيحاوي " وهو في ضيافة ابشع قبض للارواح ، فغفى في هدأة غامرة ، وكانها تستذكر تاريخ المظلومية ووحوش الغاب والضمائر الميته ، نظرات في وجوه هؤلاء كواسر بل اضل جوعا في القتل وقذارة الخلق . كان تسائل مصطفى : حقا هؤلاء ينتمون الى البشر ؟ حقا هؤلاء ابناء وطن ؟ كان صامتا في استسلام وصمت مهيب وللصمت ألسنة بليغة ،،، وللالم هواتف ورسائل يقبض عليها الصمت ، وعبر الضمائرالحية تنفجر وكأنها الصرخة المدوية. تملئها نواحا تتردد في جنبات من حمل صفة الادمية ومن أمن بالرسالات السماويه .
طلب الخلاص رقد عند من ناخ عند جسر بزيبز ، تدافع واحتكاك وتسابق للعبور الى ضفة الامن في مجهول قوادم الايام ، اذ رانت على ابصارهم غشاوة التعصب في امسها القريب ، يوم اقتيد سبايا مقاتل جنوبي، وعوائل ولائها وطن سعت في ارضه ، دون ان تعرف طائفية او احن ، ناخت منذ مئات السنين جوار ابن بلد وعم وخولة وتاريخ ، لكن غشاوة التعصب رانت على الابصار ، فاضحى ضياء البصيرة في ظلمة التعصب الاعمى . والايام ادوار ادوار ، فحسبوا ان العقاب من جنس العمل ، واذا بمكارم الاخلاق ترمي الماضي ، وكانه غابر سحيق ، وتشارك القادم الزاد والتزواد . قلوب فياضة بالرحمة على اسرابهم الخائفة ، ورحبة القلوب حين تنطق الضمائر.
عند تلك الجهة ، كان حبل المشنقة وهو يشد على الرقبة النحيفه .. فهو أرفق وارحم من جلاديه ، وكأنه يبكي وداعة واستسلام من تعلق به ، علام لا ترفس من شدة الخناق على " زراديمك " يا مصطفى ؟ ما هذا الهدوء ، هل الشجاعة في خافقيك ام انك تهين بصمتك وترعب شانقيك ؟ ارفس ايها الصمت ، هل رهنت الاوداج بهذا السكون ويديك المبسولتين ، وكأنها في معبد الصلوات ؟ هل تسمح يا مصطفى ان احني راسك صوب السماء ، لعلك تريد ان تحاجج ، ام انك في ابتهال ودعاء ؟
عند ضفة بيزبز ادرك من نجى ان اهليهم ومشايخهم .... ضالون نفوسا وقلوبا عن محجة الحق الواضح ، فقد انجلت الغبرة عن الادعاء الكذوب ، فهم في مواطن الرغد وفي فنادق العهر ومنازل النوم الناعم والمضاجع الرقيقة والليالي الحمراء. بينكم وبينهم امال رهنتكم بوعود اقرب الى خيال الواهم العليل ،انتم تسترتم بالظلام اذ تتسابقون هربا من داعش مغتصب لكل حيائكم ومالكم وعرضكم فهربتم بما بقي للبشر من صون لتلكم البقايا ، نختم عند الفيافي ، وتسربلتم بسواد الاسى ، وفي قتامة الرهبة ووحشة تزعزع الجنان . اذ كنتم عند ضفة الجسر وكأنكم اسرى مصير ، وفي صمت ثقيل مرة وفي أخرى صراخ وعويل ، وترقب مريب ، فوجدتم ان في القلوب متسع رحمة واخوة وطن ورحبة ......في الضفة الاخرى .



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انا على حق فيما أناشد ؟؟؟
- شيطان .... أسمه بايدن
- سرقت ثلاجة ... أم سرقت أرواح ؟؟
- شيخ الازهر ... نظف أذنيك وأصلح سريرتك
- دوام الحال من المحال ... داعش
- بالونات الاقليم .... ودبابيس الحكومة
- وخزة ضمير ..... اننا لسنا حمير
- بين اليسار والاسلام .. حب وطن
- الحرس الوطني أت ... استعدن يا ثاكلات
- الدكتور حيدر العبادي .. اقرأ نوايا من ضم مجلسكم
- نعتوك الضباع طائفيا ............ فكنت أسدا عراقيا
- رهان التغيير ... وحصاد الحشد الشعبي
- الخروج من جلباب الصمت
- مارثون .... الاربعينية
- وهل ينطق من في ........ فيه ماء
- الصقلاوية ... الجزء الثاني من مسلسل - سبايكر-
- مونتغمري .. السومريه
- ظافر العاني .. كد كيدك .. واسعى سعيك
- أفيقوا ...البلد يبتلع
- الصعود الى الهاوية


المزيد.....




- البيت الأبيض يرد على ما أثير حول موقف بايدن من الانسحاب من ا ...
- -سُحق الجميع حتى الموت-.. حادث تدافع مأساوي يودي بحياة 120 ش ...
- كيف نحمي بشرتنا من أضرار أشعة الشمس؟
- عشرات القتلى والجرحى في حادث تدافع بالهند أثناء الاحتفال بمن ...
- أيام حاسمة في مصير حملة بايدن الانتخابية.. هل ينسحب في النها ...
- السيسي يصدر قرارا بتعيين رئيس جديد لأركان الجيش المصري
- الصين تطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن نهب موارد سوريا وتعو ...
- ليبيا.. جهاز المخابرات ينفي تورطه في محاولة اغتيال مستشار ال ...
- دراسة: -هرمون الحب- قد يساعد في علاج السمنة واكتئاب ما بعد ا ...
- فرنسا تنتخب.. اليمين يتصدر وماكرون يتخبط


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مزهر شعبان - على جسر -بزيبز - وجسر الفلوجه