أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - لا أخلاقية السياسة الأمريكية















المزيد.....

لا أخلاقية السياسة الأمريكية


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحق لنا أن ننبح لا أن نعض، إنها لاأخلاقية السياسة الأمريكية. عندما عرّف ابن خلدون السياسة بأنها فن حكم المجتمعات الإنسانية، فقد عرّفها آخرون بأنها فن المراوغة والخداع، أما الآن في هذه الحقبة الراهنة من العصر الأمريكي، بتنا نتمنى أن تبقى السياسة فن للمكر والخداع، وليس كما تحولت لفن القتل والإجرام عن سبق الإصرار والتخطيط والتصميم خدمة لقوى الشر ومافيا السلاح والشركات متعدية الجنسيات وليس لمصلحة الشعب الأمريكي الذين يكذبون عليه ويضللونه عمداً، بشأن أسلحة دمار شامل في العراق، و بحجج خادعة و كاذبة، قتلنا مئات الآلاف من المدنيين العراقيين وارتكبنا الفظائع و خسرنا آلاف الأرواح من جيشنا، وكسبنا كره وعداء الشعوب، وانسحبنا بأزمة وافلاس اقتصادي، كيف ولماذا ولصالح من؟ وبقراءة متأنية وبسيطة لواقعنا الأمريكي المنهار والمتدهور من سيء وإلى الأسوء المرتبط بسياسات القهر والعهر الأخلاقي السياسي الذي وصل بحكامنا إلى تقديم وتفضيل مصالحهم الفردية الشخصية ومصلحة القلة من أفراد الطبقة المالية المافيوية السياسية واللوبي اليميني المتطرف على مصلحة المواطن والوطن الأمريكي وأمننا الإجتماعي والأقتصادي. أين مصلحة الشعب الأمريكي من دعم ونشر التطرف والجهل والتخلف والقتل والإرهاب المتمثل بالقاعدة وطالبان التي لم يسلم من شرها حتى حجارة وتماثيل وحضارة الأمم الإنسانية، هل لمصلحتنا نحن الأمريكيين أن تندثر حضارة بابل وحمورابي التراثية الإنسانية وندفع ثمناً لذلك أكثر من 15000 جندي من أبنائنا هناك ونخسر معها سمعتنا التي بنيت عبر قرون؟ كان هدف سياساتنا السابقة المعلنة و حتى الآن، الأمن ومكافحة الإرهاب والقضاء على أسلحة الدمار الشامل، ثم تحول الهدف لنشر الديمقراطية بعد انفضاح التضليل والكذب المتعمد لحكامنا من أجل السيطرة على نفط العراق وسرقته وحشر أنفنا في مشاكل الشرق الأوسط من أجل عيون ولاية الإتحاد الأولى، إسرائيل. ثم ماذا ماذا كانت النتيجة؟ لم نوفر الأمن والآمان، لا لأمريكا ولا للعالم، بل على العكس إزداد الإرهاب عشرات الأضعاف، وإلى متى يظل المواطن الأمريكي يدفع ما في جيوبه و يقدم دمه قرباناً للآخرين؟ إلى متى سنعيش الديمقراطية الكاذبة التي تعطينا هامش من الحرية التي تتيح لنا الحق بأن ننبح على ألا نعض. هكذا كتب الأمريكى مايك ملوحي مقاله فى الصحافة الأمريكية فى نوفمبر 2011، وهى موجودة على الإنترنت، نقلتها لكم بتصرف.
وفى هذا الإطار كتب البروفيسور ستيفين والت أستاذ الشؤون الدولية في جامعة هارفارد علي موقع "ذي وورلد بوست" مقالا ناقش فيه الدور الذي تلعبه لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" AIPAC في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، حيث قال: إيباك تدفع أمريكا لسياسات لاأخلاقية. عندما كتبت هاتين المقالتين، لم تكن داعش قد بزغت أعمالها الإرهابية وأدوارها المجرمة فى منطقتنا وهددت شعوبنا لهذا الحد السافر، ولم تكن فضائح التمييز العنصرى ضد الزنوج قد انفجرت فى فيرجسون بولاية ميسورى الأمريكية بعد مقتل الشاب الأعزل مايكل براون على يد البوليس الأمريكى الأبيض، وما تبعها من إضطرابات أعادت للأذهان لاأخلاقية الفصل العنصرى، وانحياز الإدارة الأمريكية البيضاء ضد السود رغم سواد أوباما الذى هاجم السود وندد بعشوائية تصرفاتهم وإجرامهم وطالب إدارته أن تقابله بكل حزم وقوة.
وفى هذه الزاوية كتبت لك فى الأسبوع الماضى عن إشكاليات الثقافة والإدراك فى العلاقات الدولية، وأوضحت لك أن السياسة الأمريكية فى حياتنا أشبه ما تكون برجلين، أحدهما ينكر أن يكون حاصل جمع إثنين وإثنين أربعاُ، فالناتج عنده ثلاثة وربما خمسة لكنه أبداً ليس أربعة، أما الثانى فهو يسلم لك بداية بأن الناتج بالفعل أربعة كما تقول، ولعل ذلك هو ما يزعجه منك ويقلقه. وهنا يتبدى منهج الإنتهازية والمراوغة والتحكم والاستبداد، ومن أسف أننا كنا بسبب غفلة صانع القرار، قد رهنا سياساتنا ومصالحنا لمشيئة اليانكى الأمريكى المغامر وخضعنا لإملاءاته. وهو تحت شعارات البرجماتية والموضوعية، حاول دائماً معنا تطبيق سياسات مخادعة وإعلان توجهات زائفة لتخديرنا لنبقى طويلاً فى بيت الطاعة الأمريكية التى رهن السادات 99% من أوراق اللعبة فى أيديهم ينما سلم لهم مبارك ونظامه بكل الأوراق الباقية، وهم لم يفعلوا ذلك معنا وحدنا، إنما مارسوه مع كل حلفائهم وأصدقائهم، فى الخليج، وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا. فكانت سياسات الإحتواء المزدوج علامة على تحكمه وتسلطه، إحتواء مصر وإسرائيل فى نفس الوقت، واحتواء الخليج وإيران فى نفس الوقت والهند وباكستان فى نفس الوقت، وتركيا والإتحاد الأوروبى، وتاهيتى وكوستاريكا والسلفادور والبرازيل وشيلى والمكسيك والكوريتين وكوبا والفلبين والمغرب والجزائر والأردن، وهكذا مع الجميع، لتحقيق مصالحه حتى لوأودى بمصالح الآخرين جميعاً وعرضهم للخطر. ولم تكن سياسات إزدواجية المعايير الأمريكية إلا علامة على لا أخلاقية سياساتها وتوجهاتها وعدم مصداقيتها. إذ فارق كبير بين برجماتية جون ديوى وويليام جيمس وتشارلز برس، الذين قصدوا بهذه الفلسفة مدى نفعية الفكرة النظرية عند العمل على تطبيقها سياسياً، وليس تطويع المعطيات لصالح الطرف الأقوى وانتفاعه على حساب خسارة الآخرين.
وأنظر إلى أوباما ومحاولاته الأخيرة فى الإحتواء المزدوج والمكشوف والمرزول بين وضع مصالح الخليج تحت الحصار والخوف وفرض الوصاية والإنتداب المقنع على دوله وإرغامها على القبول بالأطماع الإيرانية ومخططات توسعها كقوة إقليمية ظاهرة فى الإقليم، وعندما التقاهم فى كامب ديفيد وضعهم تحت حفاوة الاستقبال ومعسول الكلام وكرم الضيافة وهى الفضائل التى يقدرها العرب ويتأثرون بها، ثم باع لهم الوهم قبل أن يساومهم على بيع نظام دفاعى باهظ التكلفة لضمان أمنهم، ولم يخجل من إعلان دعمه الدائم وحفاظه على التفوق الإسرائيلى. وأنظر إلى الإصرار الأمريكى المكشوف على المضى فى مخططات تقسيم العالم العربى، وفرض سياسات الأمر الواقع بالدعم السياسى والعسكرى لدولة كردية للعراق وإزكاء الحرب الطائفية بين السنة والشيعة، ودعمه المكشوف لداعش، مما اضطر رئيس وزراء العراق لزيارة موسكو والطلب من بوتين بدور أكبر فى المنطقة لمحاربة إرهاب داعش والقاعدة والنصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية التى صنعها ومولها وسلحها ولايزال يدعمها الأمريكان. فصل آخر عن لا أخلاقية السياسة الأمريكية أنكشفت تفاصيله مؤخراً بما أثير حول نتائج مؤتمر الدول المشاركة فى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الذى انتهى فى نيويورك من يومين، حيث منعت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا اعتماد الوثيقة النهائية للنتائج، والتى تلزم إسرائيل بالخضوع لشروط المعاهدة.
إن تعامى الولايات المتحدة الأمريكية العامد عن مخاطر ماتزرعه وتدعمه من جماعات الإرهاب فى منطقتنا للإبتزاز والتركيع واستنزاف القدرات وتأخير التقدم والتنمية والتأسيس للتقسيم والتخلف، ودق أسافين الوقيعة بين مصر وأشقائها، ودعمها المخجل للإخوان فى إرهابهم وإجرامهم ودس أنفها فى شأننا الداخلى محاولة استعادة مصر لبيت الطاعة الأمريكى ومحاصرتها والدس بينها ودول الإتحاد الأوروبى ذات الحضارة العريقة لتكون تابعاً لسياسات لاأخلاقية مكانها الوحيد متحف الاستعمار القديم.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات الثقافة والإدراك فى العلاقات المصرية الأمريكية
- فى كامب ديفيد .. الشيطان يعظ ويصلح الساعات
- عن الحمقى والمغفلين
- إستهداف ملكة الحد الأوسط: مصر يصعب أن تكون تابعاً
- الأرض لما بترمى ف سنبلة بشاعر نبيل الأبنودى: عمر من النضال و ...
- الأزهر ومحاكم التفتيش
- الثورة ليست وجهة نظر
- المرايا والنوافذ بين الثقافة والسياسة
- ثوبها الأخضر رَفّت الشمس ثقوبه
- الأعدقاء الأمريكان وسياسات الأقل كفاءة
- بريسترويكا جديدة من برج القاهرة
- إكشفوا الذئاب قبل محاربة الإرهاب
- ست شخصيات تبحث عن مؤلف
- أن تكتب عن جمال عبد الناصر
- لا مانع لدى الملا أوباما أن يضرب فرنسا فى طريقه إلينا
- مصر بين سياسات الاحتواء وتجسيد الفكرة
- هل تعيين خالد فوزى عنواناً لمرحلة جديدة؟
- إتجاه مصر نحو الشرق ضرورة استراتيجية
- رؤية المفكر وحيرة النخبة: لويس عوض دراسة حالة
- لئلا يرقص البيض مع الحجارة


المزيد.....




- بالأرقام.. العجز التجاري الأمريكي أمام الصين وكم من الوقت يح ...
- قبيل زيارة بن غفير.. شاهد كيف احتج متظاهرون بجامعة ييل وهتاف ...
- كييف تتعرض لأحد أعنف الهجمات الصاروخية وتصادم بين ترامب زيلي ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: فشل السياسة الأمريكية حول العالم
- الملك سلمان يكرم 102 سعودي ومقيم تبرعوا بالدم 50 مرة
- المغرب.. استقالات جماعية في شركة -ميرسك- بسبب إسرائيل
- مدفيديف: كان على -الجنائية الدولية- حلّ نفسها بعد قضية نتنيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مجمع قيادة لـ-حماس- و-الجهاد ا ...
- باشينيان يدين حرق أعلام تركيا وأذربيجان في يريفان
- ترامب يحيي مرور أول 100 يوم من ولايته بتجمع جماهيري في ميشيغ ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - لا أخلاقية السياسة الأمريكية