أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الضمير والسمعة عند السياسي














المزيد.....

الضمير والسمعة عند السياسي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1336 - 2005 / 10 / 3 - 12:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تفرض مسالك الشر لالحقاق الأذى بالآخرين، نهج انعدام الضمير على السياسي الساعي لتحقيق مصالحه الذاتية وعلى حساب مصالح المجتمع. وغالباً ما يكون هذا النهج مكتسباً من البيت والوسط الاجتماعي الذي ترعرع السياسي فيه، ويتأصل أكثر في ذاته عند انتسابه لكيان حزبي شمولي يفرض نهج انعدام الضمير على منتسبيه لأجل توظيف نوازعهم الشريرة في تحقيق أجندته الخاصة.
فمعظم القيادات في الكيانات الحزبية-الشمولية، هم من حثالات قاع المجتمع وتتأصل في ذواتهم النوازع الشريرة وانعدام الضمير لأن تربيتهم ونشأتهم الأولى في البيت والوسط لم تكن سوية. فأصبحت ذواتهم محتقنة بالحقد والكراهية للمجتمع الرافض لتوجهاتهم وسلوكهم المنافي لأبسط القيم الاجتماعية والدينية.
يقول ((أرنست همنغواي))"أني اعتبر البيت هو المدرسة الحضارية العظمى في تأثيرها على بناء شخصية الإنسان، حيث يتلقى فيها أعظم الدروس الأخلاقية أو أسوأها. ويعد القانون الخلقي في الذات انعكاساً لأخلاق البيت، فهو الذي يبذر الأخلاق السيئة في رؤوس الأطفال وحياتهم الخاصة، ومن ثم تخرج فيعكسها في الكبر على الحياة العامة. فحكومات الدول، هم نتاج غرف الأطفال. والذين يحكمون سيطرتهم على تربية الأطفال أنما يقود أعتى الحكومات في العالم".
لايفرض السياسي الفاقد للضمير نهجاً غير سوي على المجتمع حسب، بل يعكس سلوكه ونوازعه الذاتية غير السوية عبر فرض حالة الإسقاط لذته الشريرة على أفراد المجتمع. إن الرادع الخلقي للذات، هو أكبر من الرادع القانوني الذي يفرضه المجتمع على الفرد، فمهمة القانون الحد من النوازع الشريرة التي تلحق الأذى بالمجتمع، إما الضمير فإنه يفرض ضوابط خلقية على الفرد فيردعه عن التصرفات غير السوية التي تلحق الضرر المباشر وغير المباشر بالمجتمع.
وتعد سلطة القانون في الدول المتخلفة رادعاً للحد من تجاوزات الأفراد غير الأسوياء على المجتمع، لكنها بذات الوقت تكون أداةً بيد السياسيين عديمي الضمير لفرض نهجهم غير السوي على المجتمع.
يرى ((أرنست همنغواي))"أنه ليس هناك صديق أفضل من الضمير الحي، وليس هناك عدو أكثر خطورة من الضمير الميت، فالضمير يجعل من الناس ملوكاً أو عبيداً. والضمير كالساعة المنبهة، فهو عند إنسان يقرع المنبهة بصوت عالٍ للتحذير، وعند إنسان أخر لايقرع أبداً".
يصبغ السياسي ضميره وسلوكه وتصرفاته غير السوية بطلاء من المبادئ النبيلة ويتظاهر بعكس ما يكمن في داخله من نوازع شريرة ويجند العديد من الكتبة ويشتري الذمم لتسويق نفسه إعلامياً لاكتساب السمعة الحسنة لخداع أكبر عدد من أصحاب النيات الحسنة في المجتمع، ومن ثم يستغل أصواتهم في الانتخابات للوصول إلى السلطة فينجلي طلاء المبادئ النبيلة عنه. وتبرز الهوة بين سمعته المدفوعة الثمن بين وسلوكه وتصرفاته غير السوية.
ويمكن تأشير تلك الهوة بين السمعة الحسنة والسلوك الشخصي الحقيقي لمعظم السياسيين في الدول المتخلفة، نتيجة غياب الوعي وإدراك الحقيقة بين الناس وبذات الوقت غياب السلطة الرابعة للمثقفين والإعلاميين التي تعتبر الجهة الرقيبة على الأداء السياسي.
يعتقد ((أرنست همنغواي))" غالباً ما يكون هناك فرق كبير بين شخصية المرء وسمعته، فالسمعة هي ما يظنه الناس عن الشخص لفترة من الزمن. إما الشخصية فهي ما يكون عليه الفرد حقاً، وقد تتوافق السمعة مع الشخصية ولكنهما غالباً ما يكونان متضادين كالنور والظلام. فكثير من الأوغاد (السياسيين!) لهم سمعة النبلاء، وهناك شخصيات نبيلة سمعتهم سيئة، فصنفوا في صفوف الأوغاد".
إن السياسي السوي، هو الذي يتطابق سلوكه وتصرفاته وضميره الحي مع ما يكتسب من سمعة دون الحاجة لشرائه الذمم والأقلام المأجورة لتلميع صورته، فتضفي عليه السمعة الحسنة وهو الفارغ من الحس الإنساني والضمير الحي الرادع لكل الأفعال والسلوكيات المشينة في الحياة.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن الإصغاء في العمل السياسي
- احترام الكلمة في العمل السياسي
- أداء ومهام السياسي السوي
- دور الأحزاب السياسية في بناء الدولة الحديثة
- نهج وتوجهات الأنظمة والأحزاب الشمولية
- البعد التاريخي والمعاصر للنظريات السياسية والاجتماعية
- دور الفكر في المذهب البرجماتي والوضعي
- صراع الكيانات الحزبية على السلطة
- خلاف الرأي بين العقلاء والجهلة
- المهام والأداء في العمل السياسي
- الحرية والعدالة
- تحديات المجتمع المتخلف للدولة
- السياسيون السفلة
- التاريخ ودعاة الديمقراطية
- إدارة الصراع السياسي
- المسؤول والمسؤولية
- طغيان الرأي العام
- الرأي الأخر
- الديمقراطية والاحتلال
- السياسة والمصالح


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الضمير والسمعة عند السياسي