أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - اتفاقيات جانتلمان بين السياسيين وداعش














المزيد.....

اتفاقيات جانتلمان بين السياسيين وداعش


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أعراف الحرب، وفي سياق المعارك على جبهات القتال، وعند حالة التأكد من كون القطعة العسكرية لن تستطيع الصمود أمام عدوها، حينذاك يكون قائد الوحدة العسكرية أمام ثلاثة خيارات، الأول المقاومة حتى الشهادة، أما الحالة الثانية فأنه يأمر جنوده بالانسحاب المنظم، وفي هذه الحالة عليهم اخذ قطع السلاح والعتاد والمعدات والآليات وإن تعذر سحب الآليات والمعدات الثقيلة يصار إلى تفكيكها أو تعطيلها أي إتلاف محركات الآليات والمعدات العسكرية الثقيلة وتخريب أو سحب صواعق الأسلحة والاعتدة.والحالة الثالثة الاستسلام وتلك تعد خيانة في الأعراف والقوانين العسكرية.
ولكن الذي حدث في الرمادي وقبله في الموصل جاء مغايرا لجميع قواعد الحرب وأعرافها وسلوك القادة، فإخلاء الأماكن وتسليم السلاح تم باتفاق جنتلمان بين قادة الوحدات العسكرية و قادة الإرهاب، ليصل الأمر وبترتيب دقيق،جعل الوحدات العسكرية تترك مفاتيح تشغيل الآليات فوق الدشبول أو عند مكان التشغيل، كي لا يتعب الرفاق من الدواعش في فك كهربائية تلك الآليات وتشغيلها بواسطة الجطل، مثلما يطلق عليه بلغة أهل ميكانيك السيارات، وأيضا تم تسليم الدواعش صناديق العتاد وجميع الذخائر وأرزاق المعركة، وكانت جميعها في حالة جيدة لا بل لم تفتح بعد، أي سر مهر وصاغ سليم.
وحسب الاتفاقات الجانتلمان بنسخته الأصلية المتفق عليه بين قادة العملية السياسية في العراق الحديث ورجال عصاباتهم من قادة الجيش والشرطة، فليس هناك حاجة لمحاسبة أو محاكمة أو إدانة لجريمة سياسية أو عسكرية. وحتى أن وجدت مثل هذه الجرائم فالحكم الغيابي قرار مريح ومقنع وتوافقي للقضاء العراقي الذي هو جزء من الصفقة الكبرى، ويأخذ الحكم عند صدوره الدرجة القطعية مسبقا لينتهي الآمر عند هذا الحد.ولأن القضاء العراقي متواطئ وهزيل فكردستان ملجأ أمن وعيش رغيد. وصدور الأحكام غيابيا يعني أنه قابل للمساومة والمال يفقأ العيون.
وفق قواعد اللعبة وتقاسم السلطة بالمحاصصة وعلى وفق قاعدة طمطملي وأطمطملك، وشيلني وأشيلك، لن يخرج هناك خاسر، ولن يقدم كبش فداء أو يعلن قرار حكم وقطعا لن يوجه اتهام، ولن يدان شخص حتى وأن تسبب بمقتل الآلاف وسقوط مدن. وسوف يتم أخراج مسرحيات تستوعب ثقل الحدث وتعمل على تفتيته، وتغلق أذانها عن الخبثاء من مثيري الشغب ومروجي الإشاعات والباحثين عن الإثارة. ولا ضير هناك من وجود عدد كبير من الضحايا فلكل حادث قرابين كي يسمى حادث وتضاف له كلمة مروع،بعدها يستفاد السياسي منه كشعار استعراضي، ولا يخلو مثل هذا الحادث المسمى بالمروع من وجهات نظر تفسر الواقعة بما تشتهي الأنفس، ولن تعتمد نتائج التحقيقات وقبلها مساراتها على غير تلك القواعد. فيستطيع أي شخص يستدعى لأخذ إفادته أمام لجان التحقيق، الامتناع عن تقديم شهادته، وحتى الطعن بدستورية اللجان أو مخاصمتها وتوجيه الاتهام لها بالتحيز والمغالاة والتطرف . فهو شخصيا أكبر من أن يطلب منه حضور جلسات مسائلة أو إدلاء بشهادة. فهو يترفع أن يسأله أحد عن واقعة ليست في وارد اهتماماته ، ولن يجيب على أسئلة توجه له من قبل من هو اقل شئنا منه وأدنى رتبة من معاليه. وإن تعاطف مع الأحداث فيستطيع أن يستدعي اللجنة للحضور أمام معاليه، ليسألها بدوره عن نتائج التحقيق التي توصلت أليها.
بعد كل هذا وذاك فالمخرج الوحيد لأبعاد كل هذا الضجيج عن حوادث وجرائم راح ضحاياها آلاف وضاعت مدن، يعتمد على ذاكرة العراقي المثقوبة لا بل المتهرئة، التي لا تحتفظ بسجلات لموتاها وتنسى بكل بساطة فواجعها. ومثلما تجرعت ورمت وراء ظهرها جرائم صدام وحزبه الكبرى،نجدها اليوم تتلذذ بنسيان حتى أماكن ووقائع الجرائم التي ارتكبت بحقها . وهذه الذاكرة المعطوبة استطابت مرض الزهايمر الذي ينخر ليس فقط العقول بل مجمل تأريخ بلد أسمه العراق.ولنا معكم في الانتخابات القادمة موعد، لنختبر فيه ليس فقط ذاكرة شعبنا وإنما قيمه وأخلاقه. لنشهد التاريخ على ذاكرة وقيم هذا الشعب.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقعة الرمادي قوة المثل عن سذاجة السلطة العراقية وهزالها
- كارل ماركس في العراق
- هل الحشد الشعبي عراقي ؟
- حلف عسكري عربي لخنق تطلعات الشعوب
- الحذر الحذر من خطة أمريكا لتحرير الموصل
- استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة والموقف الرسمي العراقي
- حقيقة المساعدات الأمريكية لمنظمة داعش
- في النجف هناك من يبغض الحب
- الاستثمار ودواعش مدن وسط وجنوب العراق
- شخصية المالكي لا تسمح له قبول الهزيمة
- ما الذي تستطيع فعله لجنة التحقيق في سقوط محافظة الموصل
- هلموا نتقاسم وطن
- مشهد أخر في نشوة القتامة وردع الأمل
- مقترح مشروع المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان
- عواصم للثقافة، مشهد في نشوة القتامة و ردع الأمل
- الغاية من رواية طائرات سوخوي الداعشية
- هل يستطيع السيد العبادي تنفيذ برنامجه الوزاري
- داعش وأفلام الأكشن
- الدواعش في إدارات الجيش العراقي
- نحو مجزرة سبايكر جديدة


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - اتفاقيات جانتلمان بين السياسيين وداعش