أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - هو الخيار الداعشي














المزيد.....

هو الخيار الداعشي


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا جدوى من حالة الإنكار المصاحبة لتفشي تيارات الإسلام السياسي وما تحققه من انتصارات باهرة على الأرض. سواء كان الإنكار بنسبتها إلى مؤامرات عالمية صهيوأمريكية ماسونية صليبية، أو بنسبتها إلى مركز الوهابية في جزيرة العرب، وتمويلاته السخية لها من البترودولار. نحن هنا لا ننفي هذه النسبة أو تلك بصورة مطلقة، لكننا فقط نتجاوزها بدفعها للخلف في ترتيب العناصر وراء تلك الحالة من حيث وزنها، لنضع في المقدمة عنصر القبول الشعبي لأفكار ومقولات وشعارات تلك الأيديولوجية.
ما تحققه داعش وأخوتها الآن من انتصارات في سوريا والعراق يرجع لأكثر من عامل، مثل التمويل السخي لتلك التنظيمات، والتدريب الجيد لمقاتليها، وصلابة عقيدة المقاتل، التي تؤدي به لتقديم حياته رخيصة في سبيل تحقيق ما يؤمن به، علاوة بالطبع على فشل النظم السياسية القائمة وتهالكها إلى حد ما قبل الانهيار. لكننا ينبغي أن نقدم قبل كل هذا عنصر "الحاضنة الشعبية"، التي تمكن هذه الشرازم من العصابات الإجرامية من هزيمة جيوش نظامية مسلحة. ما علينا التحلي بشجاعة الإقرار به، أن "الحاضنة الشعبية" هي الأساس والسبب الأول، وكل ما عداها من عناصر لا نقلل من أهميتها، يأتي بعد ذلك متأخراً في ترتيب الأهمية.
ما يعطي بريقاً وقبولاً لأيديولوجيات العنف والكراهية لدى الغوغاء، أنها تقدم لهم موجهة للآخر، وتستهدفه وحده بكل أشكال التنكيل. التطبيق العملي لهذه الأفكار وحده، هو ما سوف يقنع هؤلاء بمدى وحشية ما يعتقدون فيه، عندما يكتشفون أنهم ذاتهم يمكن أن يوضعوا مكان هذا "الآخر"، لينالهم نصيبهم مما يضمرون ويشتهون ويقدسون.
لا حيلة للعالم المتحضر فيما نرى، إزاء اكتساح داعش وسائر تنظيمات الإسلام السياسي لمنطقة الشرق الأوسط. هناك أكثر من دولة دينية تتشكل الآن في المنطقة، وهي دول تقوم لتبقى، ما شاءت لها الشعوب التي أتت بها أن تبقى.
ربما للمرة الأولى في التاريخ تفرض شعوب الشرق الأوسط إرادتها، وتقرر مصيرها بنفسها. هذا في حد ذاته أمر رائع، بغض النظر عن شكل وطبيعة ما تختاره الشعوب لنفسها. هي نقطة بداية لمسيرة جديدة، أن تقرر لنفسك بنفسك، وتفرض قرارك على الأرض لتحقق حلمك، هذا يتبعه بالطبع أن تتحمل مسئولية ما يصير إليه حالك. هذا الاختيار الشعبي لداعش فكراً ونمط حياة، من قبل قطاعات شعبية بحجم كاف لأن تتمكن تلك الأيديولوجية من فرض نفسها على أرض الواقع، ستكون دورة أولى من تفعيل الإرادة الشعبية، لابد أن يتبعها في المستقبل دورات، تتحدد ملامحها على أساس النتائج التي استشعرتها الجماهير من المرحلة التي تسبقها.
لقد آن الأوان لتختبر شعوب الشرق الأوسط في حياتها العملية، طبيعة رؤاها وخيالاتها المقدسة، منهية هذه الازدواجية بين الأفكار ونمط الحياة، والتي أوصلتنا للفوضى والعبثية الراهنة.
مرحباً بدولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام وجزيرة العرب. مرحباً بدولة ولاية الفقيه الشيعية في العراق وسوريا ولبنان شمالاً، وفي شرق وجنوب غرب جزيرة العرب. مرحباً بهذين الكيانين السياسيين المنتميين إلى ما قبل أربعة عشر قرناً مضت، وقد نشهد توافقهما التدريجي مع بعضهما البعض ومع العصر والعالم، كما هو حال المملكة السعودية وإيران الآن، كما قد نشهد اقتتالهما المتبادل والداخلي في كل منهما، ليعم الخراب سائر الأنحاء، لتكون الأرض والأفق بعدها ممهدة لبزوغ فجر الحداثة الذي تأخر إشراقه أكثر مما يحتمل.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبضات علمانية
- مع خطاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- في غبار عاصفة الحزم
- العبث باليمن العبوس
- الرقص على أنغام حوثية
- على هامش مؤتمر شرم الشيخ
- الإخوان والسيسي وأنا
- عندما يلعب أوباما دور الداعية
- نهضة مصر السيساوية
- دواعش بلا حدود
- تراجع لابد منه
- الجيش المصري بين الجنة والنار
- قصة قصيرة- حدث هناك
- حماس والنصر المبين
- نعم للعرب لا للعروبة
- حماس تطفئ الشمس في غزة
- خواطر مصرية
- من وحي لحظة مصرية
- العراق نقطة ومن أول السطر
- حتمية دولة الخلافة الإسلامية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - هو الخيار الداعشي