أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - الخنادق والفنادق ..!














المزيد.....

الخنادق والفنادق ..!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخنادق والفنادق ..!
في ابجديات الحروب لايحق لأحد المزايدة على مقاتل في خندق ، مهما كان عنوانه وموقعه وسلطة القرار المسنده اليه ، ولايعرف ظروف الخنادق وتداعياتها الا من جربها بشكل حقيقي ، وللعراقيين قصص وحكايات لاتنتهي مع خنادق الحروب التي خاضوها طوال العقود الماضية ، قبل أن تفرض عليهم الآن مرة أُخرى في مواجهة الارهاب الداعشي المدعوم من أعدائهم التقليديين والجدد ، بعد سقوط دكتاتورية الشر الصدامية المقيته .
لكن الأختلاف في ظروف الحرب الآن يتمثل في تشتت سلطة القرار نتيجة للصراعات السياسية التي يخوضها القادة على حساب مصالح الشعب طوال السنوات الماضية ، مما انعكس سلباً على الاداء الأمني بشكل عام ، وعلى الحرب ضد قطعان داعش بشكل خاص ، وعلى المقاتل العراقي وهو في خندقه المواجه للارهاب ، وكانت نتائجه الكارثية هي احتلال أراضي عراقية شاسعة وسقوط محافظات ومراكز مدن ومراكز حدودية ، لأول مرة في تأريخ العراق الحديث .
لقد سبق كل ذلك ومهد له ، فقدان الحكومات المتعاقبة لبرامج حقيقية ورصينة لاعادة بناء البلاد التي كانت مدمرة نتيجة السياسات الخاطئة التي انتهجتها الدكتاتورية ، وبدلاً من العمل المشترك بين جميع القوى السياسية لانجاز برامج مدروسة ومجربة في بلدان لها نفس ظروف العراق ، وبدلاً من الاعتماد على كوادر متخصصة ومشهود لها بالكفاءة ،عادت القوى التي تصدرت المشهد السياسي الى نفس اسلوب النظام السابق في اعتماد مبدء الولاء السياسي والطائفي والحزبي في اسناد المناصب والمراكز لمنتسبيها دون اكتراث لضعف مؤهلاتهم وخبراتهم وقدراتهم على الاداء النوعي ، فتسبب هذا الاسلوب بضياع الجهود والاموال والوقت ، وتعم فوضى الفساد والمحسوبية، وقد رافق ذلك تدريجياً الاحتكام للقوة خارج هياكل الدولة حتى تحول الى قانون أعلى من الدستور والمحاكم وأطاح بالشرعية لصالح الخارجين عليها .
ولأن المنتهكين للقانون هم أطراف في السلطة ، ولأنهم يخوضون صراعات مستمرة فيمابينهم لتحقيق مصالحهم ، فقد ساهموا جميعاً في اضعاف مؤسسات الدولة ، حتى وصل الحال الى أن تتحول السلطة الى رؤوس بعدد أطرافها المشاركة ، كل يعمل وفق قناعاته واجنداته ، ولايستطيع أي رأس أو طرف منهم ، محاسبة الآخر تحت اية ظروف ، والا فأن ( فض الشراكة ) هو الرد ، كما حصل في وقائع يعرفها العراقيون ، كان ( ابطالها ) في أعلى مناصب الدولة ، وتحولوا الى مجرمين امام القانون ، اضافة الى أن هناك اسماء اخرى متهمة ولازالت في مواقعها ، بعد تسويات( تحت الطاولات) ، ربما لتلافي انهياركبير لايمكن التنبأ بنتائجه !.
بناءاً على ذلك وغيره الكثير ، نجد أن النخبة التي تقود لم ترتقي في تنفيذ مسؤولياتها ولافي برامج أنشطتها السياسية الى مستوى الاخطار التي تحيق بالبلاد نتيجة الحرب ضد الارهاب ، وكأنهم يحكمون بلداً آخر غير العراق ، اذ ليس من المعقول أن الحكومة تعلن في أكثر من مناسبة عن ضعف الموارد والامكانات ، وتطالب بضغط النفقات وتخفيض التخصيصات للمشاريع وتتأخر في دفع الرواتب للموظفين ، بينما لازالت جميع مخصصات المسؤولين ونثرياتهم ورواتبهم على حالها ، ولازالت برامج سفرهم وايفادات بطاناتهم الى الخارج على حالها، بلاوازع ذاتي ولاقانوني ، ولازالوا نزلاء مرحب بهم في فنادق العواصم التي تساهم حكومات بعضها باسناد الارهاب ضد العراق علناً ودون مواربه !.
الأنكى من ذلك أن هؤلاء باتوا يذهبون جماعات وليس أفراداً ، تاركين مسؤولياتهم في هذا الظرف العصيب الذي تشتد فيه المعارك على كل الجبهات مع الارهاب ، ليجروا اتصالات لاتعلم بها ولاتحتاجها الحكومة التي تقود البلاد ، ويسمحوا لانفسهم باطلاق تصريحات لاتخدم ظروف الحرب التي يخوضها المقاتلون الرابضون في خنادق القتال المواجهة للارهاب ، فيماهم مسترخين في أجنحتهم الفندقية الملوكية ، والمدفوعة تكاليفها من المال العام !.
لاشك أن نتائج الحرب المستعرة في العراق ستكون ميزاناً جديداً يحتكم اليه الشعب لمحاسبة كل الذين تسببوا في هذا الخراب العام ، مهما كانت عناوينهم وتفرعاتها ، وبدون ذلك سنبقى ندور في دوامة يتحكم بتفاصيلها وتوقيتاتها هؤلاء ومن يدعمهم من الداخل والخارج .
علي فهد ياسين



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتم تغلقون المصانع ونحن نستورد البضائع ..!
- سوق الحرائق العراقية
- متى يفصح النواب عن ذممهم المالية ؟
- استيراد مسؤولين ..!!
- محاصصة القتل في بغداد ..!
- الأول من آيار عيد العمال أم يوم العمال والعاطلين عن العمل ؟
- انجاز جديد لمجلس النواب العراقي ..!
- احنه صف الأول أحسن الصفوف ..!!
- تعيينات الوزير
- أحترمك .. لكنني لا أثق بك ..!!
- وأخيراً .. ثبت أن الأمين العام لم يكن أميناً ..!
- الدماء غالية والكلام رخيص ..!!
- أطباء في العراق ..( اذا ماصرت زين ارجعلي ) ..!!
- الأمانة لاتحتاج الى صراع ..!
- مدنهم نظيفة لأنهم يشترون ال ( زبالة ) .. !
- مسلسل قراءة القوانين في مجلس النواب ..!
- قرار الوزارة
- تأجير المدارس .. تأجير الضمائر ..!!
- اغلاق الملفات
- خطورة ( اللعب ) الاعلامي


المزيد.....




- محمد رمضان يؤدي في -كوتشيلا- ويثير الجدل مجددا بإطلالته
- رئيس وزراء لبنان في أول زيارة رسمية إلى سوريا من أجل -تصحيح ...
- محادثات القاهرة -لم تحرز تقدما- وحماس تبدي استعدادها لإطلاق ...
- رغم مساعي التهدئة مع ترامب..ميتا أمام القضاء بسبب إنستغرام و ...
- شاب كيني متهور يخاطر بحياته ويتعلق بمروحية أثناء حفل زفاف! ( ...
- البوندستاغ يحدد الـ6 من مايو موعدا لانتخاب فريدريش ميرتس مست ...
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلن عن زيارة قريبة له إل ...
- عشرات القتلى في ضربة روسية وسط سومي الأوكرانية وموسكو تؤكد ا ...
- الصناعات التقليدية..تراث يناضل من أجل البقاء
- شي جينبينغ يندد بحمائية -لا تفضي إلى أي مكان- خلال جولة في ج ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - الخنادق والفنادق ..!