Madadayo ليس بعد1993 أكيرا كيراساو:في وداع كيراساو...دفء المشاعر

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 20:40
المحور: الادب والفن
    

Madadayo ليس بعد1993 أكيرا كيراساو:في وداع كيراساو...دفء المشاعر
فيلم مادادايو أو ليس بعد يعد من أكثر افلام كيراساو شخصية وارتباطا بالمخرج عن البروفيسور (Hyakkeh) وهو كاتب ومعلم سيعلن اعتزاله في سن الستين في سنوات الحرب عام 1940،وسيظل طلبته يكنون له كل الاحترام والتقديس حتى عيد ميلاده السابع والسبعين وهو الحدث الأخير في الفيلم..
من المعروف أن كيراساو كان يعلن عند كل فيلم يخرجه بأنه سوف يكون فيلمه الأخير ولكن النتيجة كانت دائما هي (ليس بعد)،وهو مع هذا الفيلم الذي كما قلنا يبدو شخصيا جدا يطرج موضوعه بشكل عام من ناحية ومن ناحية أخرى كموضوع خاص،بل ربما خاص جدا....
هو يخرج هذا الفيلم وهو في عمر الثالثة والثمانين،والعمر لم يمنح كيراساو أي فيلم آخر ولا الكثير من الوقت للبقاء على هذه الدنيا،لأن كيراساوسوف يتوفي عام 1998،ولكن وعلى الأقل كان (ماداديادو) فيلم خير وافضل من سابقيه ولاقى استحسانا وقبولا نقديا أكبر من أحلام ولحن في آب.
حين ينتقل البروفيسور للعيش في مكان آخر...هناك لمسة كوميدية لازال ينطق بها كيراساو عن طريقة استقبال هذا البروفيسور للصوص المنازل،فهناك عبارات مرشدة لهؤلاء على شاكلة (مدخل لصوص المنازل-معبر لصوص المنازل-مكان استراحة لصوص المنازل).
والطلاب لازالو يكنون له كل الاحترام والتقدير....هو فيلم كما قال عنه كيراساو عن دفء القلوب التي اصبحت منسية الآن...أنه فيلم عن القاعدة البشرية
عيد ميلاده القادم (الواحد والستون) سوف يطلق عليه الطلاب اسم(ماداديادو...ليس بعد)
كلمة فيها تحدي للزمن واستشراف بالمستقبل مع يقين الموت القادم...هي حفلة ليس بعد...ليس بعد يا استاذي.
هنا علينا ان نخوض في تأملات عن مخرج كبير لايمكن النظر اليه كمخرج أو فنان عادي أبدا...هل كيراساو ينعي فنه؟..هل هو شخصيا يتمنى أن يجد كل هذا الاحترام والتقدير؟..هل هو يعتقد أن المجتمع لم يعطيه حقه ولاقدره وهو سيد الصورة وسيد فنانيين اليابان بلا منازع...على اية حال نحن متحفظين على هذه الفكرة،ولكننا لانستطيع أن ننكر أبدا أن البروفيسور بحد ذاته يذكرنا بكيراساو مهما كان مقصود كيراساو من هذه الشخصية...
الفيلم كوحدة واحدة غارق ي هذا الحدث المركزي الرقيق الذي يحمل دفء المشاعر،والعنصر السردي للحكاية برمتها مستغرق ايضا في هذا الحدث...
تصوير مشاعر حب واحترام وأمل من دون الغرق في ميلودراما على انه وفي هذا العمر وبعد هذا المشوار المبدع الطويل الذي عشناه معا لحظة بلحظة وكل تلك الانجازات ليس المطلوب من كيراساو اثبات حرفيته وقدراته الفنية...مع وداع كيراساو نقول أن ليس بعد هو من أرق الأفلام التي حققها بالتأكيد مخرج عالي الخشونة.
كيراساو ينعى نفسه أجمل نعي ومع انتهاء اجله لن تعود السينما كما كانت ابدا حاله كحال أي مخرج كبير...كيراساو هو المخرج الذي لم نتردد ان عطيه العلامة الكاملة ولأكثر من مرة...كيراساو هو سيد الصورة بلا منازع والملهم الذي اعطى والهم مخرجين كبار لتحقيق روائع سينمائية لن تنسى بكل تأكيد.
المواقف الكوميدية تخبر بالمشاعر وتخبر بالأمل...تخبر بالحزن المختبئ في كل شاب كان طالبا في يوم من الأيام عند هذا البروفيسور،والأمور والأحداث تسير بتلقائية شديدة وكيراساو يبدو مرتجلا لايتعمد اصطناع أي موقف،والبروفيسور لايستطيع ان يكف عن اعطاء نصائحه وارشاداته وتعليقاته على رجال بالغين كانوا في يوم من الأيام من طلابه...
يقول أحد الطلاب:أنا لازلت أشعر بأني لازلت طاليا عند البروفيسور
البروفيسور عظيم ولكني لم اقصد أن كل بروفيسور عظيم ولكن الرجال العظماء هم الذين من الممكن ان يكونو بروفيسور فقط...
الحفلة سوف تكون رائعة،فيها شيء من الاحتفال الارتجالي الذي يدل على التبجيل ويدل على الذكريات ويدل ايضا على ان الوقت يمر بسرعة...هو مشهد يدل على حنكة درامية عالية للمخرج
لايحدث الشيء الكثير في هذا الفيلم،على ان كل الذي يحدث هو في خدمة الحبكة المركزية التي تحدثنا عنها آنفا،ومع نهاية هذه المراجعة التي بالتأكيد لن تفي (أكيرا كيراساو) حقه وقدره،نقول بكل ارتجال:
نحن نحبك أيضا يا كيراساو
بلال سمير الصدّر
17/2/2015

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات