أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 11:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أولاً
الله باللغة العربية هو إيل باللغة العبرية، والأمثلة كثيرة: جبرائيل، ميخائيل، إسرائيل... كلتاهما سامِيّة، وبما أن العبرية أقدم من العربية، إلوهيم في التوراة هو الله، المعبود، الأحد، الصمد، لا شريك له، وفي العهد القديم نقرأ بالآرامية كلمة إله، الكلمة نفسها بالعربية.
ثانيًا
كلمة ديو تعني الله باللغة الفرنسية، وهي في أصلها ديي باللغة الهندية-الأوروبية، يلمع، يبرق، يتألق، وجرى توسيعها إلى دييو، السماء اللامعة، مهد الكائنات السماوية، مقابل الكائنات الأرضية، ولهذا دلالة لألوهية السماء لا لألوهية كائناتها، وذلك بربطها بالضوء، لتتحول دييو إلى ديو باللاتينية (الله)، وباليونانية إلى زوس، ملك الآلهة الذين هم فوق.
ثالثًا
الله، إيل، لكل منهما جذوره في الكتب المقدسة، أما ديو، فلا جذور له، وقديمًا في فرنسا، كانوا يستعملون كلمة دو عند الحديث عن النظام الإلهي، وكلمة دوس عند الحديث عن الإله. وبعد ذلك، تطورت كلمة دو إلى دي، ثم إلى ديو (الله).
رابعًا
تكيفت كلمة ديو (الله) عبر الزمن من السماء كألوهية إلى الله كألوهية، خالق السماوات والأرض، فلم يعد الله لا الضوء ولا الشمس ولا زوس في المسيحية، ولا القمر في الإسلام، لأن القمر في الجاهلية كان الله، ولا البأس في اليهودية، لأن البأس كجبروت وقوة وقدرة وسطوة وأيد هو دنيوي، يمثل صراع يعقوب وإيل (الله) –إسرائيل تعني اصرع إيل ما يؤمر به يعقوب في صراعه مع الله وهو يصرعه لهذا يسمى يعقوب إسرائيل-.
خامسًا
كلمة ديو (الله) بالفرنسية تقترب في لفظها من الرقم اثنين، دو، وفي الحال يتبدى للذهن ما تحوي عليه من بعد وثني يحيلنا إلى ثنائية الخير والشر المتمثلة بالله-الشيطان، فهل يحق لنا أن ندعو بالفرنسية من لا نشرك به أحد بديو، وفي الكلمة إشراك واضح، وبالعربية من كان القمر، وبالعبرية من كان القوة الدنيوية والانتصار على القوة الإلهية؟
يتبع في بيتنا داعشي 2 المؤمن
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟