احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 23:44
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
شفاهيات الدرويش شيردل- حكمة من جحا/ 10
أحمد الحمد المندلاوي
** كنّا ذات مساء عند الدرويش شيردل ، فقال أحدنا له :
- يا درويشنا العزيز ، نلاحظ أحياناً جدلاً عقيماً في المجتمع حتى يمرض قلب الإنسان ، و يشلّ الوجدان ، ما تقول في هذا المجال؟
الدرويش شيردل :
- صحيح يا أعزائي ..السبب يعود الى أن بعض الأشخاص يحبون التفلسف بلا تعقل و يبغون من وراء ذلك إرضاء روح الغرور و الأنانية في وجدان فارغ من الحقيقة .. وعوضاً عن ذلك عليهم بطلب العلم و التزود بالثقافة الأصيلة ؛ و كلما ارتقى بهذه السلالم ؛ يجد نفسه في دنيا الحقيقة بأنّه مازال يحبو في بحر المعارف اللامتناهية مما يؤدي الى ابتعاده عن الخوض في مثل هذه السجالات العقيمة كمن يسأل:(البيضة من الدجاجة ، أم الدجاجة من البيضة).
أحدنا: أحسنت كثيراً يا درويشنا العزيز .. ولكن زدنا.
إبتسم الدرويش قائلاً:
- جحا كثيراً ما تُنسب اليه أقوال و حكايات و طرائف ، سأحكي لكم ما يُنسب اليه و في سرده شيء من الحكمة ..لقد قرأت عنه هذه الطريفة:
يقال إنّه تنازع شخصان و ذهبا الى جحا ليحكم بينهما ، فقال المدعي :
لقد كان هذا الرجل يحمل حملاً ثقيلاً ، فوقع على الأرض فطلب مني ان اعاونه فسألته عن الأجر الذي سيدفعه لي بدل مساعدتي له فقال "لا شيء" .
فرضيت بها و حملت حمله ؛و ها أنذا أريد ان يدفع لي "اللاشيء" فقال جحا :
دعواك صحيحة يا بني.. اقترب مني و ارفع هذا الكتاب؛ولما رفعه قال له جحا: ما وجدت تحته قال "لا شيء" قال جحا خذها وانصرف .
لذا يجب علينا ان نبتعد عن مثل هذا الكلام الذي لا فائدة فيه ،و نبحث عن حقائق الأمور،و حب الإنسان..و إشاعة الخير ، وهناك قصص كثيرة في هذا الإطار،وخير الكلام ما قلَّ و دلَّ.
سكت الدرويش شيردل و علمنا بأنَّ الصمت نوع من الحكمة وقليلٌ فاعله..
وهكذا انتهى مجلسنا مع الدرويش شيردل و نحن منشرحون مع أحاديثه الشيقة.
احمد الحمد المندلاوي
[email protected]
22/5/2015م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟