أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف أبو علفة - في الحاجة إلي الوعي .














المزيد.....

في الحاجة إلي الوعي .


يوسف أبو علفة

الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 23:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليس الوعي سؤال الإمكان والاحتمال الذي يلوذ بالحاضر إلي أقصي أشكاله كي يكون حاضر لقدرة الذات علي إتيان الفعل عقلاً , أو تناول العالم ككينونة وجود , وجعل الخارج هو خارج لأناي الذي يتمثل الأشياء والموضوعات ويعيد إنشاءها وخلقها بعد أن يتسنى له تجاوز المباشر والظاهر, ولا الوعي نفي الضرورة التي ليست مفهومها المجرد حين تناظر الحرية والإمكان ,ولكن حقيقة وقوعها في الموضوعات ومن خلالها حين تتخذ الضرورة صورة الفعل والعمل ,وعلاقة للوعي بالمادة الخارجية, وقبل هذا شكل الضرورة الحاضر في الجسد والوعي الذي كلما حاول التجرد من الحس كان أكثر انغماس فيه , واعتمد مادته كحقيقة وجود لهذا المباشر الذي لم يكن وهم وزيف وظلال للحقيقة ,بل أول أشكالها التي لا بد وان تُظهر في الذات وعيها وقدرته علي كشف الوجود أو ماهيته التي وإن كانت تقوم في حياة " المثل " و"الجواهر" و " الكليات " و "المفهوم" فلا بد وأن تأخذ بهذا المباشر والمعطى من الموضوعات والأشياء التي تقوم في الخارج من حيث هو موضوعات للوعي الذي لا يحقق ماهيته إلا بمقدار فعله الذي يجعل من الخارج شئ أكثر منه مجرد وجوده المباشر , ومعني لقدرة الذات علي تحقيق وجودها الماهوي المتعلق بانفتاح الأنا الداخلية علي خارج لا يخضع في شموله وكليته لوعي الحاضر , ووعي الآن الزمانية إلا بمقدار وعينا الزمان كمطلق هو من وجهة نظر " هيغل " عملية تغير وسيولة وصيرورة لا تنتهي ارتكازاً علي هذا الوعي الذي لا يبقي علي وضعه الأشياء وتعينها إلا كنفي وانتقال في " الوضع "من حالة إلي أخرى تقتضها طبيعة وماهية الذات وأيضا ماهية الوجود الذي هو بتعبير "هيرقليطس " في حالة تغير و" سيولة دائمة " هي من طبيعة الذات ووجودها الذي يتوسطه الزمان من حيث هو إمكان للوعي وضرورة أيضا , وهو كذلك هذا الآن الذي يتخذ صورة الواقع الذي يحرض الذات علي نفيه وتهدميه كلما ناقض بداهة وجودنا الإنساني , أو يخلق في النفس استقرارها وفي الروح اطمئنانها كلما كان الواقع من وجهة نظر الذات تجسيد لوجودها المثالي, فالمتخيل لدي البعض عندنا عن زمن النبوة والخلفاء الراشدين مثلاً , علي انه بلوغ للروح معنى الحق والمطلق في تلك الفترة , هو ما يغاير صورة الواقع الآن والحاضر, أو يناقضه من حيث هو حاضر لسؤالنا عن الذات والهوية ومعني وجودنا نحن العرب بعد طوال هذا السكون والسبات وصدمة الحداثة , وكذلك في الكثير من موضوعات الحاضر سواء التي أصبحت من الماضي , أو هي حقيقة ماضي فاعل في حاضرنا , " فان وعينا الواقع وعلاقتنا به تحدد معني للزمان لا يأخذه كمفهوم , وتجربة جوهرية للذات , بمقدار ما تجعل من الزمن زمن للموضوعات والحس والوقائع العملية أكثر منه حتى خبرة الذات الداخلية نفسها وإحساسها الزمان " بحيث يحدد الواقع بما يتضمنه من وعي , وعلم , ومعرفة معني للزمان يجعله شئ أخر غير تجربة الذات وقدرتها علي الفعل في الزمان من خلال الوعي الذي يبقي مشروطاً بشرط الحاضر وحالته الفاعلة في إحساسنا وتفكيرنا معني الزمن من منظار ما نعيشه ونحياه , فالعيش والحياة وهذا الوجود المباشر والمعطى كما هو, دونما مفاهيم وأفكار سابقة , والذي هو الآن لا بد وأن يحدد وعينا وأيضاً الزمان الذي هو جزء من الوعي , ولكنه يمتاز بالتقدم والتخطي اللامتناهي لأناته المتتابعة , عكس الوعي وتحديداً وعي الحس المشترك والجماعة التي كلما واقع وحاضر اتسم بالانحطاط والبؤس أصابها وكانت فيه أخذت تنسي وجودها والفعل فيه بقوة الوعي , أو الإنشداد إلي أصلها المجرد من كل حاضر مهما بلغ من انحطاط وتمزق أو مهما بلغ من حالات التقدم والرقي ؛ فالحياة التي تشكل لدي فلاسفة الفينومينولوجيا مادة للوعي والمعني وأهم خبرة للذات في علاقاتها بوجودها والعالم , والتي هي كذلك " الواقعة الأساسية التي يجب أن تكون نقطة البداية الفلسفية " " ديلتاي " هي هذا المباشر الذي كلما ناقض حقيقته , أو تضاد مع وجودنا وماهيتنا الأصيلة كان لا بد من أن نقيم نفيه وتجاوزه , أكثر منه أن نصاب بحالة من عجز الوعي وفقدان قدرته في الحياة علي خلق النفي والتجاوز , أو إقامته للواقع وللحياة الواعية .



#يوسف_أبو_علفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شئ
- لقاء
- تهدي لك
- للشرق
- للتي
- الآن
- الكتابة والكلام
- أسفار الفرات -شعر-
- قصيدة -في الغياب -
- قصيدة بعنوان - حد الأرض -
- قمر للوطن
- قصيدة بعنوان - سرُ البنفسج -


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف أبو علفة - في الحاجة إلي الوعي .