كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 16:12
المحور:
الادب والفن
يَخْــشَــاهُ اليأْسُ وَنَسْلُ الــكِلْسِ
فِي جَــبِينِ الرِّيــحِ،
كَــمْ بِــلاَطٍ مَــلَّسَ مِنْهُ الجِلْــدَ
وَدَحَـــاهُ مِــرْآةً لِهَدِيرِ الغَنَــجِ الشَّمْسِي !
كَــمْ رُخَامٍ أثْلَجَ فِيهِ الوَرْدَ
وَسَقَـــاهُ مِنْ جِرَارِ البَرْقِ فِي الرُّوحِ !
مِــحْجَنُــهُ عَــوْسَــجُ أُغْنِيَــةٍ كالعِطْرِ
هَــائِــــمَـــةٍ فِي تَضَارِيسِ الحَنَــاجِرِ،
سَــرْجُــهُ رَائِــحَةُ الشَّــايِ المُثَــابِرِ
وقَـــلِيلٌ مِنْ غُبَـــارِ السَّــهْوِ؛
(عَــوَّدَ الفِنْجَــانَ عَلَى تَـأْجِيلِ السُّكَّــرْ)
تَــهْوَاهُ الفَـــأْسُ السَّمْـــرَاءُ كالـكَــأْسِ
وَعَـــرُوسُ الزِّئْبَـــقِ السِّــحْرِي،
يَخْشَـــاهُ الزِّنْكُ فِي جَوْفِ النُّــذُورِ
تَــحْتَ أقْــدَامِ المَــذَابِحِ،
كَــمْ إلَــهٍ قَــمَّــطَ مِنْــهُ الضِّلْعَ
وَمُشَـــاةٍ كَــحَّلَ فِيهِمْ دِرْعَــــا
وعُــرُوشٍ خَضَّبَ مِنْهَــا النَّطْعَ !
كَــاهِــلُــهُ عَــرَبة
وضَنَــاهُ حَلَبَــه،
(عَــوَّدَ الأَنْهَــارَ عَلَى تَهْــرِيبِ العَنْبَرْ)
لَــمْ يَــكُنْ يَجْهَـــلْ
أنَّ رَصَـــاصًــا بَـــرَاهُ
سَيُصِيبُ القَلْبَ العَــازِفْ،
لَــمْ يَــكُنْ يَجْهَـــلْ
أنَّ رُمْحًــا وَشَّـــاهُ
سَيُــبَــارِي مِنْسَــرَ الحُبِّ النَّــازِفْ،
لَــمْ يَــكُنْ يَجْهَـــلْ
أنَّ إلَــهًــا كَسَـــاهُ
سَيُــسَــاقِي جلاَّدًا مِنْ دِمَــاهُ
لِيُضِيءَ الدَّرْبَ لِلْبُؤْسِ الجَــارِفْ،
كَــمْ جَحَــدُوا !
مِنْ رَمْسِيسَ إلَى رَمْسِ المَصَارِفِ؛
كَمْ لَــحَــدُوا دُرًّا أغْــنَـــاهُ!
ويَـــظَلُّ اليَـــأْسُ يَــنْسَـــاهُ
مَــا دَامَتْ دَمْعَــةُ الأوْتَــارِ
مَــالِحَــةً فِي شِغَافِ البَحْرِ
ومَهَــاوِي الأمْطَــارِ
فِي كُهُـــوفِ الزَّنْبَـــقِ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟