أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - رؤية خلفية للمسار المهني















المزيد.....

رؤية خلفية للمسار المهني


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 03:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


للمسار المهني
الاحتفاء بالمتقاعدين سنة راقية :
تدأب جمعيات الأعمال الاجتماعية للإدارات العمومية وشبه العمومية على توديع متقاعديها
بحفل يراد من خلاله التأكيد على خصلة الاعتراف بخدمات موظفيها و التنويه بما قدموه خلال رحلتهم المهنية بهذا القطاع أو ذاك ,,,,,بحضور الزملاء والمسؤولين الإداريين
في جو تؤثته عناصر البهجة والفرح : موسيقى ، حلويات و الرغبة في تجديد الأواصر الإنسانية بين الزملاء الحاليين أو القدامى ,,,,,,
في هكذا سياق ، حضرت هذا اليوم حفل توديع عدد من المتقاعدين نظمته جمعية الأعمال الاجتماعية للوزارة التي كنت أشتغل بها قبل أن أغادرها "طوعيا؟؟" ذات زمن قريب ,
,,,,,وبقدر ما فرحت لهذا التقليد الراقي الذي يتم الاحتفاء من خلاله بالمغادرين كانت ذاكرتي تتجول بين كتبان أكثر من عقدين من الزمن أمضيتهما بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الوزارة الفتية التي عايشت انبثاقها والعديد من التغييرات الهيكلية التي طٍرأت عليها ,
رغم البعد الجغرافي ,,,,,
وأنا أتأمل شريط ذكرياتي المهنية في ارتباط ببعض الوجوه التي عايشت مسيرتي ولو بشكل غير مباشر ,,وأداري بمجهود مشاعر الألم والإحباط التي كانت تنط في وجداني وأنا أسافر لزمن الثمانينات باستبداده السياسي وفساده الإداري وغطرسة أغلب مسؤوليه ......
و أستحضر تلك المعاناة القاسية التي عاشتها أجيال من الأطر والموظفين الذين كانوا يطمحون لشروط شغلية تتماشى وقيم الديموقراطية وحقوق الإنسان والحداثة المتوخاة
,جاءت كلمة السيدة الوزيرة لتوجه اهتمامي بشكل أكثر تركيزا على موضوع الفساد والجانب الأخلاقي في المسار المهني ,,,,
حيث أشارت بأن مسار كل موظف سيعكس السلبيات بجانب الإيجابيات حتى وإن كانت العادة تبرز ما يعتبر تضحيات فقط وننسى أن البعض منهم قد يكون فاسدا بشكل من الأشكال فيترك بصماته في المحيط ,,,,,وأيضا شهودا سيذكرون أعماله السيئة شاء أم أبى
لمزة قوية قد تستفز الاهتمام أو الضميرالمستتر لدى البعض ، لكن ؟؟؟

الفساد فردي أم هيكلي ؟؟؟


وبعيدا عن الخطاب الأخلاقي في بعده الفردي الضيق الذي يحاسب الأفراد بلغة متعالية يبدو لي بأن الفساد الإداري هو أولا وقبل كل شيء بنية مهيكلة تقتات من آليات معروفة هي : المحسوبية والزبونية والقيم الناتجة عن ثقافة عقود من الاستبداد كالتسلط والظلم وما يوازيه من جبن وخوف بالإضافة إلى الاختلالات التدبيرية المحضة : كاحتكار المسؤوليات والامتيازات وعدم توزيع المهام بطرق عادلة ومحددة مما ينتج الاتكالية والتراخي واللامبالاة ,,,,,,وبالتالي الاستخفاف بالإنجاز المتوخى ,,,,,
ذلك أن المحسوبية وحدها تنقسم لأنواع ولعل اهمها المحسوبية الحزبية التي تميل للولاء الحزبي عل حساب الكفاءة تليها المحسوبية الاجتماعية حيث تصبح العلاقات بأنواعها العائلية أو غيرها هي العنصر الحاسم في التوظيف والترقي ووو مما يؤثر على مستوى الكفاءة وبالتالي على المردودية وأيضا يخلق مشاعر الظلم ثم اللامبالاة او النقص في الحماس المهني ,,,,,بمختلف تمظهراته ,,,,,
ولعل أول من يؤدي ضريبة هذه الآليات من يدخل رحلة مساره المهني معتمدا على كفاءته العزلاء التي قلما تنفعه في معركة التباري في سيرورة الترقي المهني أو باقي المحطات الحاسمة والتي غالبا ما تتطلب أسلحة أخرى غير تلك التي هيأته لها مدارج المعاهد والكليات بقيمها المثالية البعيدة عن الواقع بعد السماء عن الأرض ,,,,,
وتتضاعف التحديات إذا كان صاحبها او صاحبتها يبوصل سلوكه بمباديء راسخة لا تنسجم مع قيم الانبطاح والتملق والنفاق و المواقف الزئبيقة ذات الطابع البراجماتي المحض
وأنا أشارك في طقس الاحتفاء بالمغادرين ، استحضرت أولئك الذين غادروا خارج المركز (الرباط) ولم يحتف بهم أي احد يجرون أذيال الخيبة من إدارة تصر على أن تكون "مركزية " في قراراتها وأيضا في امتيازاتها التي تزداد ضيقا مع اتساع دائرة الهوامش
بكل أنواعها ,,,,وما أكثرها ,,,,,
استحضرت أولئك الذين غادرونا إلى دار البقاء ، منهم من ترك بصمته الطيبة ومنهم من لازالت آثار جراح ظلمه وجبروته في قلوب ضحاياه ,,,,,,,,,,
ندعو لهم بالمغفرة على كل حال ,
استحضرت تلك الوجوه التي تتقلب بتقلب مزاج الإدارة ،تلبس جبة هذا الوزير كي تغير اللون مع مجيء الوزير التالي وهلم جرا ,,,,,وهي تتسلق المناصب والمسؤوليات
بذرت الميزانيات المؤتمنة عليها في أمور شخصية أو تافهة ، وجعلت من الإدارة وكالة أسفار عبر مختلف مناطق العالم متناسية مهمتها الأساسية : النهوض بالأوضاع الاجتماعية للفئات الهشة ,,,,,,و,التي لازالت ترزح في هشاشتها المتزايدة سنة تلو الأخرى ,,,,,
استحضرت من مارس العديد من اشكال الفساد وأفرط في التلون الحربائي قبل أن يسعى لتبييض ماضيه المشبوه بعمل مدني ذي شعارات جد براقة ,
استحضرت من مارس الكثير من أشكال الابتزاز واستغلال النفوذ وهو في أوج القوة والجبروت يصول ويجول ,,,,,,كي ينتهي في آخر حياته ضعيفا ،عاجزا ، يبتلع تلك الإهانات,,,,, التي كان يوزعها على مرؤوسيه بالجملة ، بالتقسيط المريح ,,,,,
استحضرت أولئك الذين كانوا ينعمون بمجد المناصب العليا ، كي تسحب منهم لأسباب أو أخرى ,,,,ويتحولون في جرة قلم لمجرد نكرات ,,,
كما استحضرت أولئك الذين كانوا نكرات فحولهم ريع السياسة أو العلاقات النافذة لنجوم لم يكونوا يحلمون يوما ببريقها الأخاذ ,,,,,
واستحضرت أولئك الذين يشكلون القاعدة الواسعة ، يمشون خطوة خطوة ،يتلمسون طريقهم الذي لا يخلو من حفر ومنعرجات ،عكازتهم الوحيدة كفاءتهم التي تزداد سنة تلو الأخرى بفعل المثابرة والاجتهاد وتراكم الخبرات وهؤلاء هم العمود الفقري لكل مؤسسة أو إدارة
,حتى وإن لم يستفيدوا من الأمجاد المزيفة ,,,,,
إنها رحلة المسار المهني داخل قطار الحياة المتعدد الرحلات والاتجاهات ,,,,
هي ذي الحياة ,,,,,,وهم كبير يحتوي جملة أوهام فرعية تدغدغ أحلامنا التافهة ونحن
نخوض معاركنا الحياتية التي لا تنتهي إلا بانتهاء عمر آيل للانطفاء في أي لحظة وحين ,
فلنكن ذلك النور المتوهج بحضورنا الهادف هنا والآن ,
فالإنسان إذا جرد من بصمته المميزة والأصيلة على سجل الحياة قد لا يساوي جناح بعوضة ,,,,
عائشة التاج ,الرباط .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العارفون بأمر الله
- كم هي قاهرة يد المنية
- الزواج المتعدد والمشاعر المطاطية
- الحكامة بصيغة المؤنث : ولوج وممارسة السلطة
- فوز فرقة اليخت الشرقي الفلسطينية بالباز الذهبي
- زمن الحب
- هل تدخل الحوادث الإرهابية على فرنسا ضمن مخطط صدام الحضارات ؟ ...
- اعتصار الذات
- دفء الحبال
- النزوع نحو التدمير
- الثقافة ما بين التمطط والابتذال
- الشعوب المغاربية و الوحدة المعلقة
- أنا و تونس و المشاعر العميقة ,
- هل تواصل -أمل صقر- جرأتها وتطالب بمحاسبة وزراء التعليم بالمغ ...
- تصحر المشاعر
- رحم الله أحلامنا المجهظة
- الغيرة والحسد كانفعالات سلبية : الآثار النفسية والاجتماعية .
- تأبطت شظايا الروح
- زخات من أمل
- نحلة تلعق عسلها


المزيد.....




- قضية فريدة من نوعها.. كيف تمكن هؤلاء اللصوص من سرقة خزنتين م ...
- الدفاع الروسية: الجيش الأوكراني خسر نحو 1980 جنديا خلال يوم ...
- -نهاية أمير حرب-.. كيف تفاعل السوريون مع مقتل أحد أبرز رجال ...
- تقرير: تزايد هجمات -داعش- في سوريا والعراق في النصف الأول من ...
- بعد هجوم تبناه -داعش-.. دول المنطقة تتضامن مع سلطنة عمان وتش ...
- دحض مفاهيم خاطئة عن السكر
- شرطة باريس تجلي مهاجرين من العاصمة قبيل انطلاق أولمبياد 2024 ...
- ترامب vs. مادورو.. نشطاء يقارنون بين فرق الحماية الأمنية (في ...
- قتلى وجرحى جراء خلاف عائلي في ريف القامشلي الشرقي بسوريا (صو ...
- إعلام عبري يحذر من سيناريو عسكري مصري لتوطين -شبح صينية-


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - رؤية خلفية للمسار المهني