أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولين جبران - هل ستصنع قصة حب أخرى؟














المزيد.....

هل ستصنع قصة حب أخرى؟


بولين جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


كانت تمشي في مكتبة عامة حينما صادفته وجها لوجه.
ورآها، فجعل الكتاب الذي حمله بين يديه يسقط ببطء ويدور في الفراغ. ليس لشيء... ليس لشيء إلا لأن الإنسان حينما يخمن بأن العالم لن يجتمع مرة أخرى، وبأن الوداع الأخير هو فراق أبدي...
كأن الباخرة حينذاك والتي ركنت عند شرفة البحر وتتأهب للمغادرة هي حالة غرق، وأن الأمواج العارمة في الطريق هي غواية لغياب أخير.
فرفع يده يلوح لها من بعيد.
هل تراه وهي على رصيف الميناء؟ فهو بين مئات المسافرين.
وهل يراها؟
لقد كانت المسافة خادعة مموهة، فالناس، فالمحبون وبينهم المسافات البعيدة يبدون كالسراب.
لقد غطت وجهها لا تعرف كيف
ولقد غمر وجهه دخان الرحيل والصيف. والحرارة على ساحل المتوسط كانت حينها حرارة سورية.
سيقفون قليلا في الإسكندرية.
والبحر المتوسط!
لكن الباخرة العارمة اهتزت وشقت قيعان البحر وخلفت وراءها دوامات ستظل ترقبها حتى ينكسر المساء وتهبط السماء وتصبح المدينة.... لاشيء، فبيروت كانت حينها مثل ورقة دفتر، كان الريح يطيرها في الزوايا.
في شوارع بيروت كانت تعود. وهي.. عيناها الواسعتان تجربان خلق الدموع لكنها لا تخرج ذلك لأن... ماذا يعني أن تفقد حبيبها الذي خلصها من المجزرة؟
تذكر أنها كانت عارية... أو أنها لا تذكر شيئا... هناك وقفت مقيدة إلى زوايا الجدران.. تسمع.. أو أنها لا تسمع شيئا...؟ ماذا يعني حين يغافلهم ويحل قيدها ويحملها خارجا ويقدم لها بنطال الجينز والقميص الرجالي والقبعة الفلاحية؟
لا تصدق الآن. أنها كقصص الأفلام!
الحرارة الخانقة والرطوبة ....
ورصيف الميناء الذي يبقى وحيدا حين تبتعد عنه السفن!
فوضعت رأسها بين كفيها وراحت تتابع طريقها، لا تمشي، إنما كانت تقلب صفحات حياتها فتخطو مرة هنا ومرة هناك على الحصى الذي جاء وأفترش الطريق.
أوه.
هل خلق الله المرأة..هل خلقني الله لكي أحب ثم بعد ذلك كي أضيّع من أحببت؟
هل خلق الله السفينة المهاجرة والبحر المتوسط العارم هذا ...آه.. أنت.. كم في أعماقك من قصص غمرها الفيض والموج.
لهذا أيها البحر ...
لهذا أيها البحر ماء عينيك.... ماء مالح من عينيّ.
تراني أضحك، لكن قلبي يبكي.
فوقفتُ بمعنى وقفتْ
لا تعرف كيف تحل وكيف تضع يدها على صدرها الهارب. كيف تقبض على أنفاسها وتغرسها كما تغرس شجرة هنا في أرضها فلن تتحرك وتقدم لها الماء وتقدم لها البحر
الذي سيأخذها ويغيب.
وبدا لها من بعيد كأنه في دنيا أخرى وفي عالم آخر. بدا وهو يبتعد كأنه في عمق مجرة فتذكرت كيف كانت وهي صغيرة تشكل قصص الحب وترسلها إلى نجوم الصيف المتلألئة البعيدة.
إلا أن العالم الواسع
الذي
هو
أكبر بملايين المرات من المجرات
فأين ستلقاه مرة أخرى؟
تضرب في طريقها الحصى وتشاغب الصمت كي يشوش المسافة.
فهي في طريقها إليه، ستدخل من أي مكان.
أمامها المكتبة، أمامها الكتب، قصص الأشعار.
أمامها المكان الذي جعلته كقبة ناقوس.
وهي ستلقاه مرة أخرى.

بولين جبران
الولايات المتحدة



#بولين_جبران (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة
- السعادة القصوى
- الأدب والشعر هما للمرأة، فأريد بيع قلبي إذن
- الحبيب الذي غادرني لا يحمل مظلة


المزيد.....




- صلاح الدين الأيوبي يلغي زيارة يوسف زيدان إلى أربيل
- من الطوب الفيكتوري إلى لهيب الحرب.. جامعة الخرطوم التي واجهت ...
- -النبي- الروسي يشارك في مهرجان -بكين- السينمائي الدولي
- رحيل الفنان والأكاديمي حميد صابر بعد مسيرة حافلة بالعلم والع ...
- اتحاد الأدباء يحتفي بالتجربة الأدبية للقاص والروائي يوسف أبو ...
- -ماسك وتسيلكوفسكي-.. عرض مسرحي روسي يتناول شخصيتين من عصرين ...
- المسعف الذي وثّق لحظات مقتله: فيديو يفند الرواية الإسرائيلية ...
- -فيلم ماينكرافت- يحقق إيرادات قياسية بلغت 301 مليون دولار
- فيلم -ماينكرافت- يتصدر شباك التذاكر ويحقق أقوى انطلاقة سينما ...
- بعد دفن 3000 رأس ماشية في المجر... تحلل جثث الحيوانات النافق ...


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولين جبران - هل ستصنع قصة حب أخرى؟