أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - بختي بن عودة: الكتابة ضد حراسة المعبد














المزيد.....

بختي بن عودة: الكتابة ضد حراسة المعبد


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 20:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



على امتداد أكثر من سبعة وستين نقطة معرفية، دار لقاء فكري فلسفي وثقافي خلال يوم كامل، تمّ استعراض قتيل من قتلى الجزائريين الموتى في الحياة، حيّ وهو ميّت وميّت حيّ، هناك فرق بين موت الحياة وحياة الموت؛ حين تلتقي الأرواح بين الأحياء على السواء بالأموات، ويكون لها عناء بيّن الاستحقاق، ليسترسل الإنسان في راحة انسانيته، فتحلّ مكانه الحدقية البائسة، فلا سبيل يومئذ إلا سبيل التفكير والتفلسف.
لقد هزّ بختي خلال فترة لم تتجاوز أربعة وثلاثين من عمره فقط الكثير من المتفلسفين الجزائريين، حيث أنه ترك كتابات تفتح مجالا وأفقا فكريا ما بين ثمانينيات وتسعينات القرن العشرين، وهي مجموعة مقالات وماجستير، تجعل من التسعينات فترة هامة لجيل جزائري بجامعة وهران يتنفس كتابة جديدة.
فكتاباته خلقت حوارا بين الأدبي والفلسفي، خاصة الكتابات الأخيرة له قد حاولت ابراز العلاقة الخالقة بين الفلسفة والأدب، وفي سنة 1992م سجّل لدكتوراه عبر مروره بجسر دريدا، ونظّم بختي ملتقى حول دريدا بعنوان: غدا التفكيك سنة 1994م؛ لكنّ موت بختي قد أسس لفقدان مشروع فيلسوف بصورة مبكّرة، حيث أنّه كتب في الكثير من المجالات عبر الصحافة المختلفة حتى الرياضة عبر جريدة الجمهورية، وهو أيضا شاعر له بعض القصائد التي غمر بها معاناته.
في هذا اليوم (يوم بختي بن عودة لدا فلسفة جامعة تلمسان) حاول د. محمد شوقي الزين قراءة أعمال بختي بن عودة عبر ارنست كاسيرر وقضية الشكل الرمزي؛ ليكون الرمز هو ما يضمن الرابط بين الظاهر والباطن، والعلاقة هنا معناها الامتداد، فهي علاقة وظيفية؛ أي أنها ليست كافية كونها هيكل، هي روح، حيث تكون الحيوية من أجل اقحام الروح في المادة، كما نظّرت لذلك الفلسفات الألمانية والفرنسية كفلسفة نتشه وبرغسون؛ مشروع كاسيرر هو قائم على فكرة الأشكال الرمزية، واللغة بوصفها طاقة، جاء عليهما بختي في كتابه رنين الحداثة، ليستحضرهما من خلال العودة إلى الأصول والأخذ بالمجال الحيوي، أي أنّ التشكيل الرمزي هو عبارة عن طاقة، كما أنّ المجال الحيوي ينفخ في البنية فكرة ما، وبطريقة تشكيل الأنا وامتدادها كما انحسارها في صوت واحد تولد ثقافة الصدى في الكيان الجزائري حسب بختي، وعليه فإنّه يركز على طاقة بقرارها تتحوّل إلى مصدر للأنا، أي عليه تكون الذات قادرة على تغيير المحيط بتغيير الذات ذاتها، ومنه تنتج الحياة عبر قدرتها على تشكيل الرمزي بواسطة انتاج الدلالة القائمة على ربط الفكرة بالواقع؛ لأنّ النزوع إلى الطاقة والوحي هي تجاوز للـشعباوية في التعامل مع العالـم الخارجي.
لقد نادى بختي بضرورة الأخذ بمقوّمات الابداع من الثقافة ذاتها، حيث يتم الربط بين الحاضر والذاكرة عبر الاختلاف مثل استضافة الآخر في مساحة حرة للأنا. وتأسيس كتابة الثقافة الجزائرية عبر الاختلاف والمهارة بواسطة المساءلة النقدية لينتج الشرط الثقافي من الثقافة ذاتها. ليتم الانتقال من الدرجة الصفر إلى درجات أخرى ولتتحوّل كل التحوّلات المدهشة عبر المثقف، الذي يصبح لا معنى له إن لم ينتج الدلالات وإن لم يشعل النيران؛ لقد حدد بختي بعض مواصفات الكتابة الجزائرية الجديدة عبر ما يلي:
1. ليِّ العبارة
2. ايقاظ المَلكة
3. ايقاظ المفهوم
4. عدم ترك الكتابة رهينة اليقينيات التاريخية

وعلى هذا الأساس فإنّ بختي يرى في أنّ الارادة هي التي لا تترك مجالا لانسحاب الكتابة عبر حرارة السؤال الحارق، لأنه رأى أيضا بأنّ انسحاب الكتابة هي على عتبة الاندحار بالنسبة للفكر، والانتحار بالنسبة للحضارة؛ فالكتابة عنده هي ليست عبارة عن عملية لتصفيف الأبجديات عبر الآلة الراقنة مثلما يتم تصفيف الشعر لدا صالة الحلاقة؛ وعليه تكون الكتابة ليست ثابتة كالقراءة التي يجب أن تسأل الديناميكية وتتبناها. فيعوّل بختي على الاطلاع بمهام الاجلاء الثقافي المكتئب، لأنه وجد أنّ الثقافة الجزائرية محصورة بين جنون الأرض وغواية السماء، فأراد بختي مؤسسة في المساءلة وأخلاقيات النقد، وهي السبيل إلى فكرنة (مشتقة من الفكر) الجسد.
كما أنّ د. مونيس بخضرة أشار إلى بختي على أنه فيلسوف المحنة، حيث وصف الشارع بالأمة، الوطن أو حتى الدولة (الجزائر)، فهو فيلسوف قومي على الطريقة الألمانية، وكتاباته من أجل اعادة بناء الذات الجزائرية، وكدليل على هذا فإنّ بختي قد خلق مصالحة بين الواقع الجزائري والفلسفة الألمانية العالمية عبر قراءته لتراكمات الجزائر التاريخية، محاولا تعريف الحداثة في كتابه رنين الحداثة بـ: "... هي عمره الاجتماعي، هي تواريخ المعاناة وترويض الذات... "؛ ليأخذ بختي الاعتكاف على صياغة مفهوم "اقتحام التقدّم" عبر مسألة الحق والعدالة، كما الواجب، وهي مقوّمات أساسية عنده للتقدّم، كون أن الجزائري لا يملك تصورا واضحا لمعاني هذه المفاهيم. كما أنّ الدكتور زهير قد أكّد نظرة بختي القائلة بأنّ الجزائر هي البلد العربي الوحيد في العالم العربي (أتحفظ شخصيا على هذا الرأي، لأنني أرى بأن الجزائر ليست عربية ما دام هناك أمازيغ يقطنونها منذ آلاف السنين)، كل المشكلات فيها تعود إلى الواجهة، وتتصادم فيه عبر التقاء كل التيارات المتناقضة، بواسطة القوة والمساومة، كما اللعب على أوتار المسايرة.

تلمسان-الجزائر.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتصار والانحدار
- أليزيا مفترسي الأفكار
- الفرق بين الأحمر والأسمر
- كلامي فرحة من أجل الحياة
- كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسستُ مسدسي
- بربريّ أنا
- فلاسفة بوظيفة هرمون التستوستيرون
- عمادة التفكير
- دفاعا عن التحضر
- الديموقرا-فكرية
- غوانتنامو الفلسفة الجزائرية
- لماذا أفكر؟
- حرج مشروع
- خذ دولارا واترك الميدان
- مأتم العيد
- الايروسية والفردوسية 2
- الايروسية والفردوسية 1
- أَخْشَى عَلَيْكِ مِنْ كَلِمَاتِي
- فلسفة كالخاس الجزائري 12
- فلسفة كالخاس الجزائري 11


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - بختي بن عودة: الكتابة ضد حراسة المعبد