خالَتُنا أُمُ جَميل في الجَنة !!

بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 13:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

دنت الساعة و إنشق القمر ... تفتت الجبال وتشظى الصخر والحجر، وإنشقت الارض و تفجر البحر،هاجت وماجت البراكين والحمم وتساقطت النجوم حتى الشمس وزحل..وبات الانسان يلتمس الحفر ولا منقذ او مفر.. إنه يوم القيامة المنتظر.. ما كنا نتمنى ان ياتي بهذا العجل ..ولكنه حصل...وجاء وقت محاسبة البشر...حينها حكيت مليارات القصص للعِبَر ،وهذه احدى تلك القصص قصة خالتنا ام جميل وما عانته من البؤس والقهر، وانها لتستحق ان تكتب هذه القصة بالدم فوق مآق البصر لما فيها من شجون وعبر،لاولى الالباب من نساء المسلمين في الدنيا ويوم الحشر.
المكان: ليس جنة الحور ولا جهنم الذي بالنار مستعر، انها غرفة الانتظار المخصصة للنساء للمحاكمة من قبل الله للبت في المصير واصدارالقرار – (لان الاختلاط حرام و يؤدي الى المجون والفتن) - نادى كبير الملائكة باسماء المنتظرين محاكمتهم فنادى على اسم اشهر من نار على علم وهي من الكفار،انها جوليانا جولي وهي مرتدية الجينز الضيق بلا حجاب ولا خمار، فنظر اليها الملك باحتقار حتى دون ان يعاين ملفها و كتاب اعمالها الملئ بالاعمال الزاخرة بلا افتخار، و قال لها بتبجح لانها لم تؤمن برسول البادية والرمال: إذاً أنت من وصفكم الله بالنساء الكاسيات العاريات ؟ فنادى مساعده من الملائكة و امره برميها بعد استئذان من ربه في جهنم المستعرة، بلا ادنى فرصة للدفاع عن النفس او مجرد استفسار!! ثم نادى على الاسم التالي و كانت إمرأة من المسلمين انتحارية، تدعى ام جميل فدخلت بحياء و عفة و هي متسترة من قمة راسها لاخمص قدميها بالسواد القاتم ورائحة المسك والعنبر تفوح منها ... فعاين كبير الملائكة ( المحقق ) ملفها وقال : إذا أنت من نساء العرب ؟ فأجابت : نعم وانا مسلمة و الحمد لله و قد إشتقت الى الجنة انا وزوجي حتى فجرنا أنفسنا في حافلة تنقل السواح الافرنجة واخوة القردة ، فقال لها الملك بنظرة اعجاب و احترام وطلب منها خلع النقاب ليتأكد من هويتها فغضبت ام جميل وقالت : ويحك أتطلب مني ان اكشف عن عورتي و اثير الفتن !! ، فقال الملاك : كلا يا امة الله اني ملاك من عند ربي و لست بقابل ان افتتن ! فأبت ام جميل و قالت : و الله لا أكشف عن وجهي الا لمحارمي ... فعندما سأم الملك خرج و تشكل بشكل إمرأة و دخل عليها و طلب منها خلع النقاب ففعلت بعد تنفيذ جميع احكام و اصول الخلوه الشرعية.
فنادى الله من عرشه مبتسما : الى الجنة يا امة الله اعبري الصراط و قري عينا انت و زوجك جزاء لما فعلتما من أجلي طواعيا.
و عند باب الجنة اوقفها احد الملائكة و كان حارس الجنة و طلب منها ابراز الهوية ففعلت لكن الملك وجد إنها تحت ال 18 سنة و ممنوع دخول اقل من 18 الى الجنة المرجوة إلا اذ كانوا حور عين أو غلمان مخلدون ! فقام الملاك باتصالاته بالمحقق الاكبر من الملائكة و الذي ينفذ اوامر الله مباشرة وبعد الفحص والتدقيق في الهوية، تبين ان هذه المسلمة المؤمنة من الدواعش الابيه، ونظراً لإنجازها الشهادة في سبيل الله تم الموافقة على دخولها الجنة بقرارات استثنائية.... فاقتادها بكل رفق وحنان احد الملائكة المخصصين بمرافقة المؤمن من الرعية الى جناحها الخاص بها، لكنها تعجبت اذ وجدت السرير خالي من دون بعلها المغوار الابيا ؟!!فعللت النفس بانه ربما ذهب في مشوار،وانها بوجودها هنا ستكون له اكبر مفاجئة وهدية، ولكن طال الانتظارلاكثر من 100 سنة من الزمان، فسألت الملك عنه فقال : إن زوجك أبو جميل في الكرخانة الالهية الطاهرة مع الحورالعين الذي وعده الله باعطائهم لكل مؤمن يتقيه و يبتعد عن ارتكاب الفواحش و الكبائرولله شهيدا ونصيرا ... فغارت ام جميل و اشتعل قلبها غيرة ، وملات الظنون الشريرة عقلها الفارغ اصلا والا ما فجرت نفسها الشقية، فذهبت الى هذه الكرخانة ولكنها منعت من دخولها لانها ليست من الحور العين المصطفيه،
فبكت ام جميل و صرخت في وجوه الحرس من الملائكة و قالت إنه زوجي و علي رؤيته الليلة ، لكن بلا جدوى فلا يدخل هذه الكرخانة الا المسلم المؤمن و الحور المخصصة الزكية !! ولم تزال ام جميل واقفة بباب الكرخانة ما يقرب 100 عام اخرى ، حتى خرجت حورية جميلة من الحوريات فركضت اليها ام جميل علها تروي الغليل، وسألتها هل أنت التي وعد الله زوجي بمعاشرتها وفض بكارتها في الفردوس الاعلى ؟ فأجابت بسخرية : انا الحورية رقم 6 لزوجك و لا يزال هناك 66 حورية من بعدي فيبدوا عليك يا عزيزتي إنك ستصبحين رقم 73 ... فعليك الانتظار ! لكنني اجدك امراة قوية و صابرة فكيف تحملت هذ الرجل في الدنيا فلقد كان و الله نتن الرائحة و سمين و لحيته الى سرته !! والقمل في راسه سارحة مطمئنة، فجن جنون ام جميل و كادت ان تنهار من الهستيريا وهول الصدمة والمصير!! فمشت و الحزن يغمرها في بساتين الجنة القرمزية، حتى وقفت عند نهر الخمر فوجدت رجلان اعزبان، فإستأنست وخطر على بالها في حينها قول شاعرنا الطغرائي..
"أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل"... وذهبت مسرعة نحوهما والحزن والامل يملا عينيها لعل الحض يحالفها و تقترن باحدهما، فقلبها كان مليئ بالغضب على زوجها، وارادت ان تنتقم منه باي شكل من الاشكال ان كان ممكنا، و في الجنة كل شي حلال فلا ماذون ولا ارتباط ، وانما كل شئ دحما دحما.... وبعد ان تقدمت نحوهم وجالستهم لانه في الجنة لا شيطان رابعهم، ومع مجريات الحديث ولسوء حضها التعيس تبين لها ان الرجلين كانا لوطيين مسلمين في الدنيا لكنهم تابوا توبة نصوحة الى الله فادخلهم الله الجنة، وعند دخولهم الجنة عادوا لفعلتهم استنادا الى قاعدة ( لا ممنوعات في الجنة ) ... فجن جنون ام جميل و كادت ان تصاب بالجنون واصيبت بياس وقنوط .... وادركت كم كانت من المغيبين عندما كانت على الارض وقامت بفعلها المشين، وكانت من المصدقين، وقالت مع نفسها يالغبائي لاني لم اصدقهم عندما قالوا حاذري انه امكر الماكرين ولا عزاء لي فالفاس قد وقع في الراس وليت الذي جرى ما كان،جلست والحزن بعينيها ومن شدة غيضها وغضبها نادت الله بهسترية لم تعهدها من قبل و قالت : يا الله يا رحمن يا رحيم يا منتقم اين وضعت الفنانين والمطربين الحلوين ؟
فقال الله : في الدرك الأسفل من النار في الجحيم!!
فقالت أم جميل واليأس قد تمكن منها واستحوث على مكنونات روحها بعدما ادركت انها ضُحِكَ عليها:ارجوك يا الله ان تأمرَ احد الشياطين ليأخذني اليهم إذاً . وكم كانت الصدمة قوية على ام جميل الشقية عندما افاقت من نومها قبل قليل وايقنت كم كانت غبية عندما صدقت بجنة رسمها بدوي من الجزيرة العربية!!!
ملحوظة:ام جميل انتظرت 200 عام وكانت الحوريه التي خرجت من مقام ابو جميل هي رقم 6 لاننا قرانا من الاحاديث ان المسلم ربما يبقى مع الحورية الواحدة اكثر من 1000 سنه ،وعليه نستطيع ان نفهم ان صاحبنا ابو جميل كان في عجلة من امره ....تحياتي.
الفكرة مستوحاة من الاخ never forgive وبعض الفقرات منقولة بتصرف.

#بولس_اسحق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات