محسين الشهباني
الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 13:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الثائر لا يساوم ولا ييأس بل يقاوم وبقوة يضرب
الواقع الحالي لا يعكس الياس بل التكيف مع ضغوطات التي يواجهها الثائر البروليتاري مع القمع السياسي وتكالب الانتهازية والتحريفية والرجعية .و التصدي بكل مبدئية وإصرار لا يلين بالرفض المستمر للوضع الذي يمر به وطننا في هذه المرحلة الدقيقة وعدم قبول أي مساومة أو تنازلات مع فضح الخونة الطبقيين والقطيعة معهم والاستفادة من أخطاء الماضي وتجاوزها والاستفادة من الدروس والعبر .
ليس هناك أثر لليأس والتراجع بل هو توتر قوي أفرزته للمرحلة بعد سقوط الأقنعة . وهو عمل جبار لمقاومة الفكر التحريفي الإصلاحي الانتهازي مع مقاومة المخططات الطبقية للنظام اللا وطني اللاديمقراطي اللا الشعبي دون إغفال المهام المطروحة والالتزامات المزمع تطبيقها مستقبلا عبر مراحل لمن لا يريد أن يموت أو يصيبه الصدأ اما الذين تعبوا واصابهم العياء فهم لا ينتظرون من الجماهير إلا الشفقة .
اما بالنسبة للنزعات الإصلاحية البورجوازي التحريفية التي تحاول تبخيس الدور البروليتاريا في إدارة الصراع التي تروج له ، أن التغير ليس مرهون باسقاط أجهزة الدولة وأنه يجب النضال من داخله لتحقيق المكتسبات (شخصية/جماعية ) .
ان كل تغير ثوري يعمل على نقل السلطة من طبقة الى اخرى يتحتم بالضرورة هدم الجهاز القديم وإعادة بناء جهاز جديد جذريا حتى يتوافق مع أهداف الطبقة التي تسعى الى الإمساك بزمام السلطة دون تعليق الفشل على تماسيح وعفاريت والاشباح .فالدولة تمارس الإيديولوجيا بامتياز وتمارسه عبر اجهزتها و تجسدها نظريا ليصبح ماديا وترتبط به .كما ان الطبقات المسيطرة هي انعكاس للأفكار المسيطرة وتعتبر القوة المادية وتمظهر موضوعي لاديولوجيتها وسيقتصر الدور فقط عن الدفاع وليس البناء وأي مكتسب لن يتعدى ماهو سطحي دون المساس بالجوهر.
~ فكيف يمكن أن تمارس قناعاتك في داخل جهاز تختلف معه أيديولوجيا ويمتلك كل الأدوات ووسائل الإنتاج ؟
ومادام النظام يعمل باريحية لتصريف مخططاته ومتحكم بزمام الأمور سيكون دور أي إصلاح من الداخل جد محدودا لا يتعدى منح باليد اليمنى والاخد بيد اليسرى والمساهمة فقط في تأثيث المشهد السياسي العام وإضفاء المشروعية على النظام والامتثال لقرارته وخدمة أجندته ضد مصالح عموم الشعب والكادحين وانتظار الفتات والتورط في الفساد بشكل أو بآخر .
#محسين_الشهباني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟