سعد محمد رحيم
الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 15:44
المحور:
الادب والفن
قاسٍ هو الربيع
إبريلُ قاسٍ
كذلك يوم الاثنين،
كذلك وقت ما بعد الظهيرة
............................
قاسٍ هو الطريق الصاعد
إلى منزلكِ
اسفلت الشارع قاسٍ
كذلك أشجار الرصيف، المركبات الخاطفة، المنعطفات، الإعلانات الضوئية، إشارات المرور،
السحب الشاحبة، سرب البط البري القاصد للدلتا، موسيقى باخ في المذياع..
وقاسٍ هو المقود الذي تمسكين
عنادك اللاهث قاسٍ،
زفراتك، انجراف أعصابك، رقتك المجروحة، لحظة الغفلة
ذلك كله مشبع بالقسوة..
والشمس الهابطة إلى مكان سحيق، على شمالك، قاسية
............................
قاسٍ هو سرير المستشفى
الأرضية النظيفة، بياض شرشفك، الستائر المنسدلة، والجدران
كلها قاسية..
وقاسية نظرات الممرضة السمراء
كذلك أصابع الطبيب الجاسية لنبض الروح
كما الإشارات الغامضة على فضة الشاشة
جرداء قاسية
............................
هذا الجمال الدامع قاسٍ
كذلك ابتسامتكِ الأخيرة
وصمتكِ الهائم في النور
حكمتكِ قاسية، إذ عرفتِ أن لا معنى،
في لحظة الأبدية هذه،
للكلام
............................
عصافير الدوري في بساتين الكرز لا تبكي
العشب لا يبكي
ولا تبكي... ما لها لا تبكي؛
أزهار التيوليب
مقاعد الحدائق الفارغة في البرد
الخضرة الطرية لأوراق أشجار المشمش
نوافير الضوء عند الغروب
ونجمة المساء العمياء؟
............................
كم هو قاسٍ
هذا العالم بعدكِ..
موحشٌ
مقرورٌ
ولئيم
#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟