أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الفياض - معنى الاحتلال














المزيد.....

معنى الاحتلال


كاظم الفياض

الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ(4)) القصص.
(فرعون) تسمية أطلقها ملوك مصر القدماء على أنفسهم تعظيما لشأنهم ، وتأتي في القرآن ذما لهم، وعرف صاحب يوسف ع ملكا لعدله .
(علا في الأرض) لأنه يرى نفسه خيرا من بقية الناس، لعلة أصيلة في ذاته، وليس لموقعه الاجتماعي الذي أتاح له التحكم في أحوالهم.
(وجعل أهلها شيعا) كما فضلّ نفسه، وميزها، فعل ذلك مع عائلته، وعشيرته الأقربين عن بقية شعبه، وقد فضله على بقية الشعوب.
(يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم) مظاهر اجتماعية لفكرة العلو.
(إنه كان من المفسدين) لأنه لم يفهم إن الملك تكليف لا تفضيل، مثل الأب توجب على جميع أولاده توقيره واحترامه، مع إنه قد لا يكون خيرا من أيّ منهم. وأن يعامل جميعهم بالحسنى، والإنصاف، وأن يعدل بينهم.
إن تأملنا في الآية الكريمة سنجد أن الفعل الماضي (علا) أول أفعال فرعون والمهيمن عليها جميعا، ورأينا أنها مظاهر لفكرة العلو. والفكرة من الفكر، وهو عمليات ذهنية تتشكل وفق انساق منطقية، متفق على صحتها طبعا، فتكون شاملة لجميع الناس. أو موافقة لتعاليم دينية، فتكون خاصة بمعتنقي ذلك الدين، أو نتيجة لسلوك اجتماعي فرضته عوامل بيئية مختلفة. نفهم من ذلك أن ما من علو دون نسق منطقي ، وهذا يجعل منه نظاما يتقيد به مجتمع كامل، أو شعب من شعوبه، أو شريحة تتميز عن غيرها بدين، أو مذهب، أو مستوى اقتصادي معين، أو موقع جغرافي وهكذا حتى يقودنا التميز إلى العائلة عن غيرها، بل الفرد عن سواه، بل هو في وقت ووقت. المزية اختلاف إذن، وهي نقطة نفور منظومتين عن بعضهما. يحدث الخلل عندما تحاول إحدى المنظومتين اجتياز نقطة النفور، من أجل احتواء المنظومة الأخرى احتواء عادما لها، ولا يحدث كما يراد له دون تفوق عددي واضح، ومنظومة دينية ذات أفق مفتوح لقبول الآخر، ودولة متماسكة ذات نظام قضائي فعال، قادر على حماية المواطنين، فلا يلتجئون إلى تكتلات دينية أو قبلية فتتشكل منظومات داخل المنظومة الأم، وتعززها فلا يحدث الاندماج الواجب حضوره بعد عبور نقطة النفور. ومثال الاحتواء التام انصهار مسلمي الأندلس بشعب اسبانيا الحديثة لغة ودينا. ومهما كانت درجة الاندماج بين أمتين فلا بد من خراب يعم كل مفاصل الأمة المقهورة، ولابد من خضوعها التام سياسيا للأمة المنتصرة.
( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ34 ) النمل/ أيد الطبري في تفسيره المأثور من رأي العلماء في معناها(يقول تعالى ذكره : قالت صاحبة سبأ للملأ من قومها ، إذ عرضوا عليها أنفسهم لقتال سليمان ، إن أمرتهم بذلك : ( إن الملوك إذا دخلوا قرية ) عنوة وغلبة ( أفسدوها ) يقول : خربوها ( وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) وذلك باستعبادهم الأحرار ، واسترقاقهم إياهم -;- وتناهى الخبر منها عن الملوك في هذا الموضع فقال الله : ( وكذلك يفعلون ) يقول تعالى ذكره : وكما قالت صاحبة سبأ تفعل الملوك ، إذا دخلوا قرية عنوة( . انتهى/ وهو رأي يوافق هوى القرشيين في استعباد الناس واسترقاقهم. أعزة أهلها أمراؤها فإن جعلوا أذلة(مأمورين) هم أيضا فقدت الأمة زمام أمرها، وأصبح بيد غزاتها الملوك والمقصود شعوبهم. الاحتواء السياسي الذي قامت به الأمة الغالبة للأمة المغلوبة كاملا حتى مع اختيار أمراء منها ليديروا شؤونها فما كانوا ليعملون بنظرهم، ولا بمقتضى مصالح أمتهم.
عندما يتطور نزاع بين دولتين ليكون عسكريا، فإن نقطة النفور ستبدأ مكانيا، مع أبعد وحدة إدارية عن مركز القرار في الدولة التي وقع عليها الهجوم. ومع استمراره، وفي كل أرض وطأتها أقدام العدو، ستنحلّ السلطة الإدارية للدولة كلها، وليس أنظمة الأمن والدفاع فقط ، وستحل محلها سلطة الدولة الغازية. سيحل دستور جديد مع آليات عمله محل القديم، وسيجمد الملاك الوظيفي، حتى انجلاء الموقف الحربي برمته. هكذا نفهم إن سقوط العراق تحت الحكم البريطاني في الحرب الكبرى الأولى جعله واقعا جزءا من الدولة البريطانية.
الدولة البريطانية ذات نظام حكم فرعوني، أي تتأسس تشريعاته الاقتصادية من مبدأ الحرية، ومن هنا ينشأ التفاوت بين المواطنين في الاستفادة من نعم الله التي أودعها في أرضه، وجعلها مباحة للناس جميعا. حرية جمع المال أباحت استثماره لبناء مجمعات سكنية، لحساب شخص واحد، في وقت سلبت آخرين طمأنينة العيش في منازل هم مالكوها. أسوق هذا مثلا لكل الحياة في الدولة الفرعونية البريطانية التي ننتمي لها. نظام الوراثة الفرعوني جعل ابن الغني غنيا، وحكم على ابن الفقير بالفقر. ولا استثناءات، وإن حصلت ستبقى فردية، وستختفي في المحصلة النهائية للشكل الطبقي للمجتمع، حيث أقل من ألف شخص يتخذون من ثمانين مليونا من البريطانيين أنفسهم سخريا. إن نظرت إلى الاسم الأخير لأثرى ألف شخص الآن وفي عام1914م تجدها متطابقة، لاشك إن هذه الطبقة ستتصرف وفق منظومة فكرية مختلفة عن المنظومة الفكرية التي تحرك عموم المجتمع البريطاني وإن كانت هي المحركة لها. كما اعتدنا أكل لحوم الحيوانات دون شعور بالذنب أو الشفقة اعتاد أولئك رؤية الفقراء وهم يتعذبون.
والآن لنلحظ علو الإنكليز البريطانيين، ثم الإنكليز الأمريكيين بعد عام 1958م ، ثم كلاهما بعد عام 2003م حيث سادت قناعة شعبية في المجتمع العراقي بأن ما نعانيه من مظاهر التخلف سببه علة ذاتية في تكويننا الثقافي، وقد برئ الإنكليز منها. حتى إننا لم نحوجهم إلى صلف الخطاب ليعلنوا ذلك، كما اضطرّ فرعون لإعلانه على الملأ! ونحن من جعلنا أنفسنا شيعا لأننا طائفيون! وقد رأينا بأمّ أعيننا عراقيين يفتكون بعراقيين وعرقيات وربما أستحيى كثيرات منهنّ دونما رحمة..........يتبع



#كاظم_الفياض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة لدحر العدو
- رأسي ليس خاملا
- منشورات لا غنى عنها لإقامة دولة عالمية عادلة
- أعمال السرد الحر/شجرة البمبر
- ضجر
- الأعمال السردية الحرة/لحظات
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - ومرثية إبراهيم
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثالثة
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثانية
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية
- الأعمال السردية الحرة/من دمشق
- الأعمال السردية الحرة/صورة العالم
- أعمالي الشعرية - رعيان الأرض الممنوعة
- الأعمال الشعرية - أجراس الفصول الثلاثة
- أعمالي الشعرية - هاك شريعة الظامي
- اعمالي الشعرية -3- الشاعر
- أعمالي الشعرية -1- الرحلة*
- عن الشعر
- حنيف مسلم
- رسالة الى النخبة المثقفة في العراق


المزيد.....




- قائمة أكثر 10 مطارات ازدحامًا بالعالم..ما هي؟
- مصور يوثق جوهر الجمال في لبنان عبر سلسلة من الصور الجوية
- اختبارات صحية في المنزل تساعدك على معرفة سرعة رد فعلك
- مستثمر إيطالي يشير إلى ارتفاعات مهولة في فواتير الغاز والكهر ...
- السر وراء تدجين القطط… اكتشاف مذهل من مصر القديمة
- من تصفية حماس إلى تهجير السكان.. كاتس يكشف استراتيجية إسرائي ...
- السوداني: وجهت دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية في ...
- تقرير: استبعاد مسؤولي -الشاباك- من مرافقة نتنياهو إلى غزة
- تورط مواطن مصري في مخطط تخريبي بالأردن
- بعد الزلزلال المدمر في ميانمار.. فيضانات تغمر شوارع ومباني ث ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الفياض - معنى الاحتلال