|
مقدمة لقراءة البيان الشيوعي
سلام زويدي
الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 17:07
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مقدمة لقراءة البيان الشيوعي لا يزال البيان بالرغم من كل ما قيل سواء من داخل الماركسيّة أو من خارجها يحتفظ براهنيته والراهنية تحملُ في الهنا على معاني المرض والهزل والأعجف من ركوب أو مرض كما يتقوّلُ في اللسان العربي، لذلك فالمراهنة عليه هي مخاطرة تحملُ على المراهنة ، أي راهنتك على كذا وكذا وأرهنت مالي وولدي رهن لك، وخلف تعدد هذه المعاني التي أصبحت تشكّل وجهة الحضارة الامبراطوريّة المعولمة كيف يستعاد بيان 1848 ومنه كيف يقرأ على ضوء الازمة التي تعيشها الإمبراطورية ؟ وهل نملك في مخزونا الثقافي ما يمكّننا من المرور به من بيان في فلسفة الثورة الي بيان في فلسفة المقامة والتحرر، أي كيف نمرُّ من المخزون السياسي والاقتصادي الماركسي والمتعلق رأسا باغتراب وتموضع العامل داخل العمل المادي الي العمل اللامادي الذي أنتجته السلط الحيويّة ؟ ومن ترحّل هذه الاسئلة كيف يقرأ البيان من أجل نزيف اللحظة وعمق الهاويّة التي تهدد الإنسان الذي يعيش في وضعيّة الامبراطوريّة؟ كيف -والحال تلك- يمكن لنا من موقعنا نحن كذوات تعاني من نقص في الانتماء داخل هذا العالم أن نستعيد البيان الشيوعي استعادة في اطار الفرق تخرجه من التحليلات العقائديّة وتضخّ فيه الحيوية والدينامكيّة لكي يكون بيان كل العصور والبوصلة التي ترشدنا الى تلك الفضاءات المهجورة ؟ ومن هذا السؤال كيف يمكن لنا أن نفتحه على ما تحقق من مكاسب نظريّة وسياسيّة وفلسفية وخاصة تلك القراءات التي انصبّ اهتمامها الي تحليل وضعيات الانسان الذي دمجته السلطات الحيوية بل وحوّلته الى مشروع للاستثمار(فوكو)، كما وضعية الانسان داخل نظام الامبراطوريّة بوصفها عولمة جديدة خلقت من ذاتها وفي أحشائها إمراطورية مضادة داخل الامبراطورية رأس حربتها الجمهرة أو الجمعنة كحالة لا بروليتارية ماركسية بل وضعيّة نيغرية تؤسس وتكون في ذات الوقت لقوى حيّة للاحتجاج والمقاومة أملا في التحرر من البروقراطيّة الحيوية التي خنقت النفوس وكبّلت العقول ولجّمت الافواه....رُبُ استعادة ستجعل البيان يغادر زمنيته ليطلّ على زمنيّة الامبراطوريّة ويواكب بطريقة نسابيّة تشكل الازمة التي تنخر نظام الامبراطوريّة بوصفه نظاما متهربا من كل تحديد تجاوز الزمان والمكان يجول ويصول في أصقاع العالم دون قيود. نقول بالروح العالمية للبيان وعلى راهنيته لأنه بيان عالمي مزّق القطرية والروح القوميّة بتحليل مادي جدلي فكانت مخارجه أمميّة نصرة لقضايا تحرر الانسان من القيود التي تكبله، و تمنعه من الدوران حول نفسه لمعرفة طاقاته الإبداعية وعليه فإن بيان ماركس في حاجة الي عمليّة تقويم ليكون قادرا على الانفتاح على تلك الحقول الجديدة، أعني حقول العمل والاستغلال اللامادي الذي حدد وجهة الامبراطوريّة المعولمة. إن خروج الرأسماليّة عن مسارها ووعودها وعدم قدرتها على التحكّم في المشاكل التي تنخر العالم من قلبه الي أطرافه هو الذي يجعل من بيان 1844 راهنا وحاضرا في" تشخيصه لهذا الساحر الذي لم يعد يعرف كيف يتحكم في الشياطين التي استحضرها"(البيان الشيوعي ص 62) فشياطين الأمس هم شياطين اليوم والفرق بينهما في استحداث طرق الهيمنة والاستغلال والتطويع من أجل ضمان تواصل هذا النسل (العمال) بوصفه نسلا خارجا عن دائرة الحياة بل لا يحياها إلا في الدرجة الصفر, فشياطين الامبراطوريّة في حاجة الى المحافظة على هذا النسل لأنّه هو الذي به تجدد الرأسماليّة ثباتها وازدهارها. إنه لمن أوكد الأمور أن يستعاد البيان على ضوء الازمة التي تنخر الامبراطوريّة ونحن نقول أزمة شاملة تهدد العالم بأسرة، فالعالم اليوم تغذيه الصراعات والحروب والأمراض والمجاعات كما المافيات الماليّة والإعلامية والدينيّة والاليكترونيّة والسياسيّة وما زاد الأمر تعكرا هو التحالف الامبراطوري من أجل السيطرة وإعادة السيطرة والتحكم في العالم ارضاءا لصنم رأس المال الذي لا يعرف الإشباع ، فإذا ما كانت الازمة شاملة فالحلُّ لا يمكن إلا أن يكون شاملا أي أنّ يكون فعل التحرر فعلا شاملا لا فعل جزئيا ومن ثمة يكون فعل المرور من فكر الثورة نظرا وعملا (ماركس) إلى فكر المقاومة كمقدمات ممكنة للإنفكاك من أسر السلطات الحيويّة التي تستثمر الاجساد (فوكو) ومنهما الي العمل والفعل المقاوم الذي يجمع كافة حفاة العالم داخل إمبراطوريّة مضادة للأمبراطورية رأس المال المالي(نيغري). إنّ الرجوع الى البيان الشيوعي وضخّ الحيويّة اليه وذلك بجعله ينفتح على المكاسب النظريّة لأعمال كل من فوكو ونيغري هو توقيع مضاد لنظام الامبراطوريّة المعولمة بوصفه نظاما بربريا بكل ما تحمله هذه الكلمة البدائية من معاني التوحش وغياب التحضّر، يعني ذلك أنه دعوة الى الانخراط في مشروع تتحرري شامل يتشكّل من قوى حية وطلائعية للاحتجاج والرفض والمقاومة لكل ما هو سائد ومن ذلك يكون هامش الامبراطورية في مواجهة مركز الامبراطورية كمقدمة للتحرر الانساني الشامل .
#سلام_زويدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في بداية تشكّل المفهوم المادي للعالم أو ماركس والتفكير مع هي
...
-
مختصر المقال في المافيا السياسيّة أو في مافيا الامبراطوريّة
-
النقد الماركسي للديمقراطيّة
المزيد.....
-
سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من مناطق سيطرت عليها بعد سقوط بش
...
-
الخارجية السلوفاكية تستدعي السفير الأوكراني وتسلمه -احتجاجا
...
-
لقاء مرتقب بين مبعوث ترامب ونتنياهو والجيش الإسرائيلي يسقط م
...
-
بسبب اكتظاظ السجون.. السويد تدرس ترحيل المدانين لقضاء عقوبات
...
-
السيسي ردا على ترامب: -لا يمكن أن نشارك- في تهجير الفلسطينيي
...
-
السويد تدرس إمكانية استئجار -سجون- في دول أخرى!
-
كانت في طريقها من دبي لموسكو.. طائرة -بوبيدا- الروسية ترسل إ
...
-
تقرير عبري يثير تساؤلات حول غياب سلاح الجو خلال الساعات الأو
...
-
أنباء عن مقتل ثمانية من أبرز قادة الدعم السريع في السودان
-
نائب روسي: الضغط على موسكو بخصوص أوكرانيا أسطورة من تأليف زي
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|