أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - اليك عني ياهمومي :














المزيد.....

اليك عني ياهمومي :


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1334 - 2005 / 10 / 1 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


أم كلثوم تصدح بأغنيتها العذبة ( أنا بانتظارك ) وأنت قد جافاك النوم وصممت أن تئدي الشجرة الميتة المتفرعة داخلك، و أن تمنعي عنها الماء ولقد تكلست وساءك وجودها ، ظامئة باستمرار تطالبك بالارواء، وقد أضناك حالها هجرتك الخضرة، وولت عنك وتركت أرضك يابسة قاحلة…..
يعلو صوت المسجل وينخفض ، و الأنعام تتشربهاأعماقك، تسكن عظامك، وتستقر في النخاع، حياتك أنغام، تقرأين على أنغام هادئة ، تزاولين أعمالك المنزلية على أنغام صاخبة ، تقررين انتصارك على شعور طاغ بالآنسحاق مافتىء يجتاحك بالأنغام، تنامين على عزف الموسيقى و تبدأين عليها نهارك…..
كل ماجريت نحوه سراب، و آن لك اليوم أن تستعيدي وضوح الرؤية ، لئلا تخدعك أحلامك وتغرر بك الأمنيات…..
- أنا بانتظارك ، أنا بانتظارك
- من تنتظرين أيتها البلهاء ؟
تحاولين أن تئدي ذلك الشعور الجهنمي الذي عشعش في روحك ، وسلب منها اليقين و الأمان .
تعودين بأفكارك إلى البداية ، أعلن أنه متيم وقد أطربك هذا الإعلان، بادلته شعورا بشعور، بيد أنه لم يكتف ، أراد موقفا شجاعا يدلل على أن حبه قد جرى في دمك و سار في شرايينك و استوطن منك العقل و القلب….
-دخني هذه السيكارة في هذه الساحة العامة ثم تعالي الي باسمة مفتوحة الذراعين
و قبليني.
وجدت الطلب شاقا و صعبا ، نفدته بالتو، و أنت شبه راضية، ولم تستفسري عن العرف و الأخلاق ، وعن كل ما آستقر في عقلك كأنه قانون….كنت تدركين أن ما أقدمت عليه خطأ ، لكن الذي أثار فيك الراحة و أشعل في نفسك شموع الفرح أنك تهيئين له شعورا بالسعادة و أنه عزيز عليك أثير على قلبك لا تملكين عنه البعاد … و الهزيمة تبدأ بخطوة ، أنت آرتضيت أن تقدمي على ما لا تقتنعين بصحته…علموك أن الإنسان موقف، و أنت تصرفت بالضد من هذا المبدأ ، خنت موقفك يا صديقتي في أول خطوة
أم كلثوم لا زالت تصدح، وهي تعلن بتصميم وبملء ارادتها…( أنا بآنتظارك)
-من تنتظرين أيتها البلهاء؟ !
بدأت سلسلة التنازلات ، كل مرة تتجادلان فيعلن انك مخطئة على الرغم أنك موقنة بصواب موقفك…فتصمتين، يطالبك بالاعتراف بالخطأ تحاولين إرضاءه فيستمرئ منك هذا الانهزام وهذا الشعور المستميت بالارضاء وأن كل ماضيك خطأ، وان أهلك وقومك خطاؤون هالك هذا الموقف و أرعبك، لم تستطيعي أن تفعلي أمرا وقد زايلتك الشجاعة.

و الشجاعة مران ككل الأمور…..أم كلثوم مافتئت تترنم بصوتها العذب الجميل وهي تعلن وامام الملاء…أنا بآنتظارك
-من تنتظرين أينها البلهاء؟ !
تكثر مجادلاتكما…. في كل مرة أنت المخطئة وهو المصيب، تحاولين كسب رضاه وهو ضنين بهذا الإرضاء.
-ولماذا أكون أنا أبا موسى الأشعري على الدوام ؟
يغضبه قولك فيثور و أنت تصمتين وتتنازلين … يصرخ بأن الخطأ يسكنك و أنه لا مناص من الهرولة خلفه.
أنت تعملين وريثما تصلين إلى المنزل تهرعين الى المطبخ هو يمسك الجريدة ويعلن أنك مذنبة، يفقد عمله فيطالبك ان تجدي أنت عملا آخر فتهرعين الى أبيك عله يساعدك، وأبوك كالعهدبه يرحب أن يكون الملجأ و المنقد فيسارع بانقاذ المسكن المتصدع ويستدين.
يأخد هو المبلغ ويبتعد، يتركك وحيدة تشعرين أنه يعاقبك فتسألين وما هو ذنبك لا تتوصلين الى جواب تتقلبين على فراش من الجمر، و عواطفك تقهرك أنت تحبينه و هذا خطأك الوحيد !
صوت أم كلثوم مازال يعلن : انا بانتظارك
- لن أنتظر بعد اليوم !
تقررين أنك سوف تئدين حبك في قلبك وأن تنتصري لمبادئك ومثلك.
- سأبعده عن قلبي…سأقتلع هذه الشجرة من داخلي !
جفاك النوم، و الحنين يعاودك فأنت بشر ، لكنك تقررين و أد ذلك الحنين، والحرب المسعورة لازالت فوق طاقتك و احتمالك.
يضعف فيك البصر، و السمع يمرض جهاز الدوران وجهاز الهضم فلا تعودين قادرة على التلذذ بالطعام، تسقطين مريضة منهكة لكن الأمل يعاودك بأنك يمكن أن تبدأي من جديد…
صبيحة شبر
الرباط في : 26-06-2002



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية والحقوق
- عدو لدود اسمه الفقر
- المهجرة
- المساواة خرافة
- أحرام أم حلال؟
- نوع من العنف مسكوت عنه
- الايجابي والسلبي في الاديان
- ثرثرة حول حقوق المرأة
- الامثال والحكم يمثلان الطبقة الحاكمة
- الوشاية : قصة قصيرة
- رسالة الى صديقتي المقتولة
- الطاعون : قصة قصيرة
- استاذتي .... ماعاد لك : قصة قصيرة
- البناية
- سطو : قصة قصيرة
- ساق للبيع


المزيد.....




- إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص ...
- رحال عماني في موسكو
- الجزائر: مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يستقبل ضيوفه من ج ...
- أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد
- شاهد/رسالة الفنان اللبناني معين شريف من فوق أنقاض منزله بعدم ...
- عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ ...
- فنان تشكيلي صيني يبدع في رسم سلسلة من اللوحات الفنية عن روسي ...
- فيلم - كونت مونت كريستو- في صدارة إيرادات شباك التذاكر الروس ...
- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - اليك عني ياهمومي :