بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 01:09
المحور:
الادب والفن
لحن في آب 1991(أكبرا كيراساو):اشكالية التعايش
كيراساو في أوائل الثمانين الآن،وهو يحقق الآن فيلما صغيرا نسبيا بالنسبة لمسيرته السينمائية،وبالنسبة لعمر كيراساو وخبرته كسيد للصورة أعتبر الفيلم مخيبا للآمال...
لحن في آب،هو لحن 9آب تحديدا وهو تاريخ القاء القنبلة النووية على ناغازاكي،ومن الجيد القول أن الفيلم بعيد في مستواه وحتى في رؤيته عن هيروشيما ياحبيبي أو حتى ليل وضباب،فالفيلم محايد بشكل تام عن ذكرى أليمة في تاريخ العالم ككل،وهو حين يسلط الضوء على تماثيل نحتت بأيد فنانين من دول أخرى وهي موجودة الآن في المكان التقريبي الذي سقطت عليه القنبلة النووية تنعى اليابان،وترمز بأشكال عديدة للأزمة البشرية وليس السياسية،ولو ظل كيراساو ينسج على هذا النمط لكان خيرا له بالتأكيد...
الذكرى ضرورية...لكن بالنسبة لهذه الأيام وبالنسبة لأكثر الأشخاص فالقنبلة النووية هي شيء حدث ذات مرة..
الجدة تمتلك أخا يعيش في هاواي وهو يرسل اليها وهو في ايامه الأخيرة بعد أن تزوج من أمريكية وحقق الأندماج والتعايش المطلوب،ولكن إذا كان هناك أمريكي من أصل ياباني،فالفيلم بدأ يطرح موضوع أو بالأحرى اشكالية هي اشكالية التعايش..أو سؤال:كيف سنتعايش مع أمريكا الآن؟
إذا كان كيراساو سيقول شيئا حول هذا الموضوع فهذا الشيء واضح جدا،لأنه يطرح الموضوع برمته بشكل انساني ومن ناحية انسانية وليس من ناحية سياسية،فكيراساو أصبح متهم الآن في اليابان بعدم الواقعية في الطرح...
ونحن لسنا ضد هذا الاتهام ولسنا معه ايضا...
في لقطة أثارت جدلا كبيرا تبين وتوضح أن الجدة سامحت الأمريكي (ريتشارد جير) الذي هو بالأساس من اصل ياباني
هل هذا المشهد من الممكن ان يقاس على المغفرة...على مغفرة أمة لأخرى...ومن ثم من اعطى كيراساو الحق في ذلك؟
بالرغم من كل شيء،فالفيلم بدا متوسطا واحيانا أقل من المتوسط،يحمل أحيانا اسقاطات سردية غير موضوعية أولا ،وتبدو غير ضرورية ثانيا،مثل القصص من عالم الخيال وميلودراما لاتبدو أن لها علاقة بالموضوع أصلا.
ربما أردا كيراساو أن يقول ان التاريخ الياباني حاضر بكل اشكاله هذا من خلال الجدة والقصص الشعبية،ومن خلال استرجاعها(فلاش باك) لصورة القاء القنبلة النووية،ومن ثم الشباب وكيف سيتعاملون مع المستقبل وهم يحملون في قلوبهم واذهانهم هذا الحدث الفظيع،على ان كيراساو لايبدو لي محايدا أبدا لأنه اختصر كل ذلك وأمر بضرورة التعايش وقبول الآخر...هو العنصر البشري لحل الأزمة بكل تأكيد
تحقيق كيراساو هذا ليس بارعا أبدا...سهل ولكنه ليس مقنع...يفتقد تلك السهولة الممتنعة التي ألفناها وعشقناها مع كيراساو،ومع المشهد النهائي للفيلم فحدث ولاحرج عن كيراساو الذي يحقق لقطة غير مقنعة على الاطلاق خاصة من شخص حقق ذات يوم فيلم يدعى (راشومون) ومن حينها اعتبر سيدا للصورة...
ليس لنا شفيع من هذه الخيبةسوى ان نقول:كيراساو حقق هذا الفيلم وهو في الثمانين من عمره
بلال سمير الصدّر 2015/2/14
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟