حنا عطاالله
الحوار المتمدن-العدد: 1334 - 2005 / 10 / 1 - 08:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الكل هذه الأيام يتحدث عن القانون والنظام والاستقامة والشرف والتربية والأخلاق والحق والصدق وعند حدوث أية مشكلة أو خلاف بالرأي فنلاحظ أن الطرفين معهما كل الحق ,والظلم يقع على الجانبين (كل من وجهة نظره) ولا أحد يعترف بالخطأ بل على العكس يؤكد أن رأيه وتصرفه هو عين العقل والصواب .
وعليه فقد غابت الحقيقة في بعض الأمور وعند بعض الأشخاص في وسطنا بل تعدّاها الى تبديل المواقع بين الصح والخظأ والقاعدة والاستثناء والمنكر والمعروف.
وقد برزت فئة تقول ولاتعمل وحتى تستفيد دون أن تبذل الجهد وتتعداها الى محاولة التشويش لتشويه صورة كل من يقف في وجه مصالحها الشخصية عائقا" حتى اذا كان هو الذي يعمل ويجتهد للمصلحة العامة التي صارت الحجة التي يتذرع بها البعض لتبرير وتمريق مآربهم وتحقيق غاياتهم فالغاية تبرر الوسيلة في نظرهم .
أما الصدق مع الذات ومع الآخرين فقد صار عملة نادرة والمعلومة تتبدل من مكان الى آخر وتنقلب رأسا" على عقب من شخص الى آخر وكل يغني على ليلاه .
وصار التملق والتزلف واللعب على الحبال واللف والدوران صفة سائدة وكثرت الاقنعة التي يظهر بها الشخص الواحد فتراه يضحك في وجهك ويطعنك بالخلف ويعود ليحلف أمامك أغلظ اليمين بأنه يحبك ويريد مصلحتك ليأمن جانبك ولتتق شره .
بالمقابل لا تخلو الد نيا من الخيرين الصادقين والمبدئيين (رغم قلتهم وانخفاض صوتهم وقلة حيلتهم وضعف ذات اليد عندهم) والمحبين والذين يبلغون ذروة السعادة في خدمة واسعاد الآخرين والذين يسعون لفعل الخير والصالح العام وكشف الحقائق واحقاق ااحق والانصاف والاعتراف بالخطأ عند وقوعه والشعور بالذنب والايثار ونكران الذات والشهامة والوفاء .
ويبقى الكذب حبله قصير والشر قليل الديمومة , ويبقى الصراع مستمرا" بين الخير والشر وهي سنة الكون وشريعة الحياة ومتعة الدنيا ومالذة العيش وطيبه لولا فسحة الامل .
#حنا_عطاالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟