أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - تفحيرات الأعظمية مقدمات لشكيل قوات طائفية















المزيد.....

تفحيرات الأعظمية مقدمات لشكيل قوات طائفية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفحيرات الأعظمية مقدمات لتشكيل قوات طائفية

د. عبدالخالق حسين

ما حصل من تفجيرات إرهابية في منطقة الأعظمية وضرب بناية الوقف السني وحرق عدد من الدور، ما هو إلا واحد من الأعمال الإرهابية الهمجية يراد بها توفير المبررات لخلق قوات عسكرية مسلحة ذات تخندق طائفي أسوة بتخندق الأحزاب السياسية طائفياً، وذلك لتكتمل متطلبات إشعال حرب طائفية لا تبقي ولا تذر. فالتفجيرات التي وقعت في الأشهر الماضية في مساجد السنة في ديالى، وذبح رجال الدين السنة في الزبير قامت بها نفس الجهات التي تقوم بالأعمال الإرهابية في الأوساط والمساجد الشيعية، حيث اعترف الدواعش أنهم هم وليس غيرهم، كانوا وراء هذه التفجيرات، عقاباً للسنة الذين امتنعوا عن مبايعة خليفتهم وعدم تعاونهم.

وفيما يتعلق بحادثة الأعظمية أفادت روى شهود عيان في مدينة الاعظمية بداية اعمال الشغب التي ادت إلى احتراق بناية الاستثمار التابعة للوقف السني التي تقع على مقربة من طريق الزائرين. وأن ” احد افراد حماية مبنى الاستثمار التابع للوقف السني هتف بصوت عال امام حشود الزائرين أن هناك حزاما ناسفا الامر الذي ادى إلى هلع الزائرين وتدافعهم مع بعضهم وأحدث اصابات بين الاطفال والنساء ومن بعدها اطلق النار على الزائرين من المنازل القريبة من بناية الاستثمار. وهذا يعني تكرار كارثة جسر الأئمة عام 2005 التي ذهب ضحيتها أكثر من 1300 من الزوار.(يرجى فتح الرابطين1 و 2) في الهامش.

لقد بات واضحاً لدى كل ذي عقل سليم، ومن يتمتع بذرة من الوعي والضمير، أن ما يجري في العراق والمنطقة هو صراع سياسي من أجل المصالح الاقتصادية والسيطرة والنفوذ ولصالح إسرائيل، سواء الصراع بين إيران وأمريكا، أو الصراع بين مكونات الشعب العراقي، ولكن نجح هؤلاء بحرف الأنظار عن الأسباب الحقيقية لهذا الصراع وإظهاره بمظهر الصراع السني- الشيعي.

فقبل سقوط حكم البعث الفاشي تبنى الطاغية صدام حسين الطائفية لكي يخدع سنة العراق بأن مصيرهم مرتبط به، و هو وحده يحقق لهم الحماية والمصالح وعليهم التفاني في الدفاع عن نظامه. وظهر ذلك واضحاً بعد سقوط النظام وما حصل من الاعمال الإرهابية، والكل يعرف من هم الذين يقومون بالتفجيرات، ولأية طائفة ينتمون ومن وراءهم ويدعمهم، ومن هم الضحايا ولأية طائفة ينتمون. والبعثيون لن يتوانوا في ارتكاب أبشع الجرائم في سبيل تحقيق مآربهم الشريرة. وقد تم في الآونة الأخيرة تصعيد الصراع الطائفي في العراق والمنطقة بشكل أخطر منذ التقارب الإيراني- الأمريكي لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني، وراحوا يثيرون مخاوف الدول الخليجية وشعوبها من البعبع الإيراني، و إبراز الصراع بأنه سني- شيعي، وأن إيران تسعي للهيمنة على المنطقة ولذلك قامت السعودية بشن حربها الجائرة على اليمين.

وفي الأسابيع الأخيرة لاحظنا تكرار زيارات وفود من قيادات سياسية وعشائرية، سنية وكردية إلى واشنطن من أجل تشكيل قوات مسلحة على أساس طائفي وعرقي في العراق، تكللت بصدور قرار أمريكي يقضي بالتعامل مع السنة والكرد و اعتبارهما "دولتين مستقلتين" في مجال تسليح قواتهما، بحجة محاربة داعش، وبدون المرور بالحكومة العراقية (3). و في نفس الوقت نرى الكتل السياسية التي تنتمي لها هذه الوفود، تشن حملة إعلامية ضارية ضد الحشد الشعبي، وترفض مشاركة الحشد في محاربة داعش، إضافة إلى الحرب النفسية ضد الجيش العراقي، بل وحتى تضفي صفات وطنية وثورية على داعش. فإلى وقت قريب كانت هذه الكتل السياسية تسمي الدواعش بالثوار، و أدعت أن أهالي الموصل يرحبون بهم للتخلص من "جيش المالكي الشيعي". وكذلك قيام حكومة إقليم كردستان بتوفير الحماية للجهات السياسية الداعمة للإرهاب البعثي الداعشي. (4)
ومنذ مدة ونحن نسمع مطالبات من جهات معينة بتشكيل ما يسمى بـ(الحرس الوطني) على أن يتشكل من سكان المناطق على أسس طائفية، ومطالبة الحكومة الفيدرالية بدفع النفقات من رواتب وتكاليف التسليح، علماً بأن معظم الأسلحة التي وفرتها الحكومة للعشائر ذهبت إلى داعش. لا شك أن (الحرس الوطني) هو الاسم الآخر الملطِّف لاسم (الحرس القومي) السيئ الصيت، فالحرس نفسه والجهات نفسها، وكذلك الغايات والأهداف.

ومن هنا نصل إلى بيت القصيد، فما تفجيرات الأعظمية الأخيرة إلا إجراء ضمن سلسلة من الأعمال الإرهابية ضد السنة لتوفير المبرات لتشكيل قوات مسلحة للسنة، ولتكتمل البنى التحتية للحرب الأهلية، ولتمزيق العراق إلى دويلات متحاربة فيما بينها، لتبدد طاقاتها البشرية والمادية في الدمار الشامل بدلاً من البناء والإعمار. ولم يكتفِ هؤلاء بتقسيم العراق، بل راحوا يطالبون بتقسيم بغداد إلى مناطق مغلقة على أسس طائفية وبحماية قوات أمنية طائفية.

وحسناً فعل الدكتور حيدر العبادي، رئيس الوزراء، بزيارته للأعظمية والكاظمية حال وقوع الإرهاب وأخذ إجراءات لاحتواء الأزمة وسد الطريق على المتطرفين من جميع الانتماءات. فهذه الأعمال البربرية يراد منها تدمير الشعب العراقي بجميع مكوناته، والمستفيد منها أعداء العراق.

لذلك، نهيب بكل المخلصين من القياديين السياسيين، سنة وشيعة وكرد وجميع المكونات، أن حل المشكلة العراقية ليس بتشكيل قوات مسلحة ذات صفة طائفية، بل بشحذ اليقظة والحذر من هذه المخططات الخطيرة التي يحبكها أعداء العراق في الداخل والخارج ومواجهتها بمنتهى الحزم. فالحل هو دعم الجيش العراقي برفده من جميع المكونات ودون أي تمييز، ووأد الطائفية وليس بخلق قوات مسلحة طائفية.
ـــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات علاقة
1- قصة حرق مبنى الوقف السني ..الحادث كان لضرب الزوار وتمهيدا للتقسيم
http://www.qanon302.net/news/focuses/2015/05/14/55284

2- فيديو: الاعلامي ابو فراس الحمداني في البي بي سي، 14/5/2016
http://youtu.be/KK0R6367Bww

3- عبدالخالق حسين: مشروع القرار الأمريكي، ابتزاز أم بالون اختبار؟
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=736

4- وفيق السامرائي: هل تقود أوهام الزعامة إلى حرب أكثر خطورة في العراق؟
https://newhub.shafaqna.com/IQ/13640766-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%82%D9%88%D8%AF-%D8%A3%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%85-



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس من الانتخابات البريطانية 2015
- مشروع القرار الأمريكي، هل هو بالون اختبار؟
- حول إشكالية التعامل مع الماضي
- لكي لا ننسى الهولوكوست البعثي الداعشي
- هزيمة السعودية في اليمن
- محنة العراق بين إيران والسعودية
- الحشد الشعبي(مليشيات شيعية) مدعومة من إيران!
- حول تقرير ال(واشنطن بوست) عن علاقة البعث بداعش
- لماذا الحملة الهستيرية ضد الحشد الشعبي؟
- لماذا تثير السعودية الفتن الطائفية؟
- القوة العربية المشتركة..لماذا الآن؟
- حرب السعودية في اليمن على خطى النظام الصدامي في إيران
- وعلى جماهيرها جنت القيادات السنية
- بترايوس ينضم إلى جوقة الأزهر السعودي
- انتصارات العراق تثير هستيريا الافتراءات
- وسقط القناع عن الوجوه الكالحة
- تدمير الآثار الحضارية، توحش بثوب القداسة
- مدى الجدية في تحرير الموصل
- الإرهاب مآله الفشل
- مرة أخرى، داعش يفضح مناصريه


المزيد.....




- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...
- سلطنة عمان: قتلى ومصابون في إطلاق نار قرب مسجد.. والشرطة تصد ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- أربعة قتلى بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- الشرطة العمانية: قتلى ومصابون في إطلاق نارفي مسقط
- الجيش الأميركي: الحوثيون شنوا هجمات متعددة على ناقلتي نفط


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - تفحيرات الأعظمية مقدمات لشكيل قوات طائفية