حيدر حسين سويري
الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 15:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من خيبر إلى الفلوجة: تشابه الخيانة ولكن غياب "علي"!
حيدر حسين سويري
من قرأ التاريخ، يعرف أن معركة الأحزاب(الخندق)، كانت المعركة الفيصل، لبقاء المسلمين وبداية سقوط وثنية قريش، ولقد أثنى القرآن الكريم على هذه المعركة، فقد جعل سورة كاملة منه بإسمها، وتتحدث عن أبرز معالمها، حيث كان المَعْلَمُ الأبرز فيها، ضربة الإمام(علي بن أبي طالب) لـ(عمرو بن ودٍ العامري)، فقد قال فيها النبي:"ضربة علي، تعادل عبادة الثقلين"، وسُمع صوت السماء ينادي: "لا فتى إلا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار"، وعلى إثر تلك الضربة، تمت هزيمة الأحزاب.
مدينة خيبر ، مدينة مليئة بالحصون، وبها ماء من تحت الأرض، وطعام يكفيها سنوات، وبها عشرة آلاف مقاتل من اليهود، منهم آلاف يجيدون الرمي، وكانت خيبر ممتلئة بالمال، وكان اليهود يعملون بالربا مع جميع البلدان، كانت خيبر هي وكر الدس والتآمر، ومركز الاستفزازات العسكرية، ومعدن التحرشات وإثارة الحروب، فلا ننسى أن أهل خيبر هم الذين حزبوا الأحزاب ضد المسلمين، وأثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، ثم أخذوا في الاتصال بالمنافقين - الطابور الخامس في المجتمع الإسلامي - وبغطفان وأعراب البادية، وكانوا هم أنفسهم يستعدون للقتال، وقد عاش المسلمون بسببهم محنًا متواصلة، اضطرت المسلمين إلى الفتك ببعض رؤوسهم أمثال (سلام بن أبي الحقيق) و(أسير بن زارم)، ولكن كان لا بُدّ من عمل أكبر من ذلك إزاء هؤلاء اليهود، وما كان يمنع النبي من مجابهتهم، إلا وجود عدو أكبر وأقوى وألد، ألا وهو قريش.
بعد عشرون يوماً من صلح الحديبية، قرر النبي أن يقاتل اليهود ويخرجهم من خيبر، هذه المعركة التي فيها قال: "لأعطين الراية غداً، رجلاً يحبُ الله ورسوله، ويُحبُّه الله ورسوله، يفتح الله عليه، كرارٌوليس بفرار"، فلما كان من الغد دعا علياً وهو أرمد شديد الرمد فقال:"سر"، فقال : يا رسول الله ما أبصر موضع قدمي، فتفل عليه الصلاة والسلام في عينيه، وعقد له اللواء ودفع إليه الراية، وقال: "خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك" فقال: على ما أقاتلهم يا رسول الله قال :" على أن يشهدوا أن لا اله إلا الله وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك، فقد حقنوا دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها، وحسابهم عند الله تعالى".
إن فلوجة اليوم هي خيبرُ الأمس، ولكن من أين نأتي بعلي!؟
بقي شئ...
أطالب الشعب العراقي الجريح، بإسم ضحايا العملية السياسية السيئة، وبإسم الذين ما زلنا نبحث عن رفاتهم، وبلإسم الشباب الذين لبوا نداء المرجعية المباركة، أن يقول كلمته ويقيل العبادي والبرلمان، وإختيار أحد القادة الميدانيين، من تشكيلات المتطوعين(الحشد الشعبي)، لإنقاذ ما تبقى، وبناء دولة ذات نظام سياسي قوي وعادل.
#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟