إله الكتاب المقدس والضلال ورشيد المغربي !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 01:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بداية علينا أن نعرف أمرا مهما عن إله الكتاب المقدس !! فتبعا للكتاب المقدس لايمكنك القطع لكنه وحقيقية الإله ! وإليك بعض التناقضات في حقيقية الإله تبعا لنصوص الكتاب المقدس ، فهو في العهد القديم إله جبار ونار آكلة يذل الناس ويطردهم ، وهو إله متعطش للقتل والدم ! يأمر بالقتل للهلاك ! سحق رؤوس الأطفال بين حجريين أو قتلهم بالسيف مع ذويهم ، إله يأمر بالقتل العام وبقر بطون الحوامل وقتل الأجنة ! وهو مع هذه هو أسد ولبوة!! ، وأيضا هو وصف بالحشرات مع وصفه ببعض الحيوانات ، ولهذا نرى كثيرا من القوم يتبرأون من العهد القديم !! لكنهم بالقطع يؤمنون بأن الكتاب المقدس كله موحى به !! ، لكن ماذا عن العهد الجديد ؟! أشد دموية !! حتى القرن السادس عشر وما بعده ، بعد بزوغ فجر الحرية والعلمانية وبعد سيل جارف من دماء الثوار الذين استطاعوا وللأبد التخلص من تسلط وتجبر وتحكم الكنيسة ، لكن أيضا ماذا عن إسطوانة المحبة ؟! ، الحق أقول لكم : مكره أخاك لا بطل !! وماذا عن نصوص المحبة وأقوال يسوع بشأنها ؟! ، خاصة ومقيدة بعموم قوله : لا تطرحوا جواهركم على الطريق فتدوسها الخنازير !! إنجيل متى 7 : 6 : لا تعطوا القدس للكلاب !! ولا تطرحوا ددركم قدام الخنازير ، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم !! ، هذا وصف يسوع لغير المؤمنين به !! ولا تعليق ! وهو القائل : أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فاتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي !! ، إنجيل لوقا 19 : 27 ، ولا يعنينا اسطوانات الكنيسة والتي أجبرتها أن تغير عقائدها الدموية والتي طبقتها بحذافيرها ، وأسوأ دليل تأريخها الأسود الدموي المؤرخ والموثق طوال قرون ظلام أوربا حتى عهد قريب ، ناهيك عن أن إله العهد القديم هو هو إله العهد الجديد !! اللهم إن كان هناك من رأي آخر فهذا مبحث آخر !! ،

والآن لندخل موضوعنا مباشرة :
حزقيال 14 : 9 : فإذا ضل النبي وتكلم كلاما فأنا الرب !! قد أضللت ذلك النبي وسامد يدي عليه وأبيده ، من وسط شعبي ، والمضحك أن البعض من القوم يقولون في ردودهم : إن الرب لم يضل الشعب بل ذلك النبي الكاذب !! لينقذ الشعب !! المضحك أن معضلتنا بفعل الضلال المتعمد والمقصود من الرب !! ولا يعنينا الشخص الذي أضله الرب !! ، فمكمن المشكلة فعل الضلال المتعمد من الرب !! ، وأيضا هذا البعض تغافل وعن قصد عما بعده في ذات السفر !! حزقيال 20 : 25 : وأعطيهم أيضا فرائض غير صالحة وأحكاما لا يحيون بها !! ، فسقط تبريره الضعيف ابتداءا بهذا العدد وأن الضلال للنبي وشعبه عن قصد !! ، ولنرجع أيضا لسفر الملوك 11 : 33 : لأنهم تركوني وسجدوا لعشتورث إله الصيدونيين ولكموش إله الموآبين .... !! ،
بل إله الكتاب المقدس يغوي !! سفر دانيال 11 : 32 : والمتعدون على العهد يغويهم بالتملقات !! ، وانتبه صديقي القارئ الكريم والعزيز لهذا العدد من فضلك ! ، سفر إشعياء 45 : 7 : مصور النور وخالق الظلمة ، صانع السلام وخالق الشر ، أنا الرب صانع كل هذه !! ، وأيضا ذات السفر أشعياء 63 : 17 : لماذا أضللتنا يارب عن طرقك!! ، وأيضا انتبه لهذا العدد رجاءا ، عاموس 3 : 6 : هل تحدث بلية في مدينة والرب لم يصنعها ؟! ، وأخيرا لا آخر : تسالونيكي الثانية : 2 : 11 و 12 : ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب ، لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق ، بل سروا بالإثم !! ،
هذه أعداد من الكتاب المقدس ومن العهدين توضح ما يلي :
أن الإله له إرادة قدرية وإرادة كونية !! لا تنسى صديقي القارئ الكريم أن ترجع إلى مقالة لي سابقة عن اللوح المحفوظ في الكتاب المقدس !!
أن الإله سبق وقضى وسجل أسماء المختارين قبل تأسيس العالم !!
أن الإله وضع مقادير كل بلية !! هل عرفت لماذا طلبت إنتباهك آنفا ؟!
أن الإله هو الخالق لكل شيئ ولا يقع أمر في السماء ولا تحت الأرض إلا بأمره ،
أن الكتاب المقدس اتفق مع النصوص الإسلامية بشأن نصوص الإرادة والمشيئة بنوعيها وكذلك نصوص الهداية !!
لكن لماذا الكنيسة تغافلت عنها وعن سبق تعمد ؟! لأن الكهنة اعتقدوا أن عدل الله وجزاءه من جنس العمل يناقض مزاعم المحبة والفداء والكفارة !! والدم المطهر وهذا مبحث آخر !!
لكن ماذا عن الآية الكريمة في القرآن الكريم : قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب ، سورة الرعد 17 ،
أولا هذه الآية مقيدة وليست عامة ؛ للآية المعروفة : فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، فصلت 40 ، الأمر الآخر أن الضمير المستتر يعود على الإنسان وهو حر بين الإيمان أو عدمه ، والأمر الثالث الإرادة مرتبطة بالهداية وهي نوعان إرشاد وإعانة ، وأيضا لابد من معرفة النصوص الإسلامية المتعلقة بعلم الله السابق ونوعي إرادته القدرية والكونية ونوعي الهداية والقضاء والقدر ، وهذا مبحث يحتاج لتفصيل لكن ليس الآن مع تأكيدي الجازم لما قلته آنفا عن وجود ما يماثلها في ثنايا الكتاب المقدس لكن تحتاج لعين فاحص وباحث دؤوب .

هذا ردنا على الزميل الكاتب بموقع الحوار المتمدن وإن كان بقلة السيد رشيد المغربي المتنصر المعروف .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين