أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - البيرية والزيتوني والعمامة














المزيد.....

البيرية والزيتوني والعمامة


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتعرض الجيش العراقي طيلة تأريخه الذي يمتد الى أكثر من ثمانية عقود الى إهانة وأذلال كما في عهدي البعث الأسود والأسلام السياسي الشيعي البشع، وقلّما بنفس الوقت تعرض شعب لحملات تنكيل وإبادة من قبل جيشه "الوطني" كما الشعب العراقي. بالحقيقة أنني هنا لست بصدد الدفاع عن الجيش "العراقي" الذي لا يهمني بشيء طالما هو غير قادر على حماية أمننا الوطني و ليست لديه الجرأة في ان يرفع مسدسا خاليا بوجه الميلشيات التي تتدخل بشأنه دوما بل وتصدر له الأوامر أحيانا كثيرة. لكنني هنا بصدد الأشارة الى الأهانات وسياسات الأذلال المتعمدة بحق جيش فقد أهم سمات وجوده وهو اليوم لا يملك أمر نفسه.

الجيش العراقي كمؤسسة عسكرية لم يكن في عهد البعث الاسود الا ذراعا بيد سلطة غاشمة قمعت به شعبنا ودمّرت به وطننا وأدخلته في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. وبعد أن تحمّل هذا الجيش أعنف الضربات وهو ينسحب من الكويت إثر أحتلالها لها بأمر "زيتوني" وبدلا من أن يقف الى جانب جماهير شعبنا وهي تنتفض لكرامته "الجيش" الذي أنسحب الى داخل الأراضي العراقي بشكل مخزي وبائس، نرى قادته يوقعون صكوك الذّل والأهانة بالنيابة عن اللباس الزيتوني في خيمة العار بصفوان ليستأسدوا بعدها على أبناء "شعبهم" في قمعهم للأنتفاضة الآذارية تحت إمرة نكرات ومجرمون من أمثال "عزة الدوري" و "حسين كامل" و "علي حسن المجيد" و" قصي وعدي أولاد الدكتاتور" .

أن الجيش العراقي عهد البعث الاسود فقد رجولته عندما كان يقف قادته وضباطه أذلاء أمام طاغية لا يعرف شيئا عن الحياة العسكرية وهو الذي لم يخدم يوما الخدمة الألزامية كونه كان فارّا منها، وفقد أضافة الى رجولته كرامته وشرفه وقسمه للدفاع عن بلده وهو يقف بشكل مذّل أمام أولاد الطاغية وأزلامه من الزيتونيين. أن يقود نكرة ومجرم كـ"حسين كامل" ضباطا كبارا وخريجي معاهد أركان وهو الأمي بحياة العسكرية لم تكن سوى إهانة بالغة لجيش فضّل قادته لجبنهم حينها بلعها، أن يشتم أرعنا ومجرما كـ "علي حسن المجيد" عسكريين قضوا حياتهم في المعسكرات وبين الثكنات وهو يتبختر بلباسه الزيتوني لم تكن سوى صفعة لوجه المؤسسة العسكرية بأكملها. أن يغتصب سادي كـ" عدي ابن الديكتاتور" بنات ونساء العديد من قادة الجيش وضباطه لأذلالهم وهم ساكتون كان أغتصابا لوطن وذلّ ما بعده ذل.

عندما كانت المعارضة العراقية وهي تعمل على أسقاط نظام البعث الفاشي ولم تنجح الا على ظهر دبابة أمريكية، كانت تخاطب الجيش العراقي من خلال صحفها وأذاعاتها وأدبياتها بكل ما جئت به أعلاه حينما كانت تحث قادته على أحترام لباسهم العسكري وشرفهم العسكري ومؤسستهم العسكرية عن طريق عدم تلقي الاوامر من أفراد لا يعرفون شيئا عن الحياة العسكرية والجيوش بالأنقلاب عليهم والوقوف الى جانب شعبهم ووطنهم. فهل أستمرت هذه القوى وهي تهيمن على مقدّرات العراق منذ أن تحاصصت لنهبه ثم قتله لاحقا بعد أن وصلت الى السلطة عن طريق رعاة البقر، بمطالبها تلك من الجيش؟ أم تعمل كما في عهد الزيتونيين على إذلال المؤسسة العسكرية وإهانتها؟

أن الجيش العراقي هو اليوم أضعف بكثير من قوات البيشمركة التي تطالب بعدم تسليحه بأسلحة نوعية ومنها الطائرات والحوّامات وغيرها خوفا من أستخدام هذه الأسلحة ضد الأقليم في حالة حصول نزاع بينها وبين سلطة المركز، والجيش العراقي لا يستطيع لأتهامه بالطائفية من دخول المحافظات السنية إذ يطلب ساسة تلك المحافظات أن يتم بدلا عنه تسليح عشائرها للدفاع عن مناطقهم ولهذا الغرض تراهم يحجّون الى واشنطن وعمّان والرياض وقطر وانقره وغيرها، ونفس الجيش لا يستطيع أن يتحرك بحرية في مناطق الجنوب وحتّى مناطق عديدة من بغداد نتيجة هيمنة الميليشيات على الشارع وعلى القرار السياسي، ونفس هذا الجيش أيضا كان قد سلّم ثلث مساحة البلد لعصابات داعش المجرمة لتعيث به قتلا وتشريدا ونهبا وتدميرا. وهذا يعني أن الجيش العراقي بوضعيته هذه وعلاوة على ضعفه البين فأنه يتعرض لأهانة وأذلال مستمرين من قبل المتحاصصين في المنطقة الخضراء وميليشياتهم وجيوشهم وعشائرهم.

الّا أن الأهانة الأكبر لهذا الجيش هي ليس ما جئنا على ذكره أعلاه على الرغم من أهميته، لكن الأهانة تأتي عندما تفترش البيرية الأرض أمام "العمامة" والذل يأتي عندما تستمع البيرية لنصائح العمامة "العسكرية". لا أدري ماذا يستطيع أن يقدّم معمم كـ"بشير النجفي" لوزير الدفاع "خالد العبيدي" من خطط عسكرية لمواجهة أرهاب داعش ودحره؟ فهل السيد "النجفي" يحمل شهادة أركان حرب في صنف من صنوف الأسلحة مثلا!؟ وهل خدم يوما ما بالجيش العراقي على سبيل المثال!؟ وإذا كانت الاحزاب الطائفية الشيعية تمنح المعممين الحق بالتدخل بالشأن العسكري كما يتدخل "النجفي" وغيره فلماذ أعتراضنا كان على "الزيتونيين" أذن وهم كما هو لم يكونوا مسلكيين ولم يخدموا العلم يوما!؟ أن العسكري الذي تهينه العمامة والزيتوني لا يستحق أن يكون عسكريا و عليه خلع بيريته أحتراما لهذه البيرية قبل كل شيء.

إن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله، بل الحجّة عليه أعظم. الأمام علي "ع".



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل العراق يقرر في مقهى!!!
- مستلزمات درء خطر الأقتتال الكردي الكردي
- حليب أطفال شيعي ... حليب أطفال سنّي
- مثقفون يتنازلون عن أمتهم فماذا عن الدين؟
- تزاوج العشائر والميليشيات خطر على مركزية الدولة
- البعث بريء من جريمة ضياع الموصل!
- القتل حرقا سنّة أسلامية .. فلم العجب؟
- هيومن رايتش ووتش بين البعث والاحزاب الشيعية الحاكمة
- عيّارو بغداد بين الأمس واليوم
- هل العبادي جاد بمحاربة الفساد؟
- هل لازال أهالي الموصل قلقون على بغداد يا ميسون!؟
- تسليح العشائر السنية يعني جيشا -عراقيا- ثالثا
- السيد العبادي لا تحتفظ بملفّات الفساد وأكشفها
- لا ديموقراطية في ظل إنتهاك حقوق المرأة
- صدگ ما تستحون
- دلّالية حزب الدعوة لبيع الاراضي
- 50 ألف حرامي والحبل عالجرّار
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- سماء الخضراء تمطر مستشارين
- فؤاد معصوم غير معصوم


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - البيرية والزيتوني والعمامة