عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 01:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وجلسنَ في ذات الخيمة .. البناتُ الصغيراتُ الحوامِل .. اللواتي عُدْنَ توّاً من السَبْي . هناك .. مع الأب والأخوة .. في خيمةٍ واحدة .. يتبادلون النظرات .. ولا توجد خيمة أضافية .. ليتسترن بها على محنتهن .. وخذلان الدولة لهن .
- هل تريدون خيمةً كبيرة ، أو مجموعة كرفانات تلوذون بها من هذه المحنة ؟
قُلنَ جميعاً : - لا . نحنُ لسنا عاراً ليتم حجزنا في مكانٍ معزولٍ .. وكأنّنا بغايا . نحنُ لم نُخطيء .. ولم نخذل اهلنا .. ولم نفرّط بشرفٍ أو كرامة .
نحنُ الذين خذلتهم هذه الدولة " الفاشلة " .. التي كان بوسعها ، على الأقل .. ان تكون دولةً " حارسةً " لأمن مواطنيها ، ومالهم وعرضهم وارضهم وكرامتهم وممتلكاتهم .. وإذا بها لاتستطيع ذلك .. ولا تستطيعُ أن تفعل ما هو أقلّ من ذلك بكثير .
لا تستطيع ان تمنحنا خيمةً إضافيةً ، والقليل من الرعاية الصحية .. وتستجدي الدول الأخرى ، ومنظمّات الأغاثة ، لتفعل ذلك بدلاً عنها .
نحنُ لانزالُ طفلات صغيرات قاصرات .. وحوامل .
لا ندري مانفعل .. ولا نعرفُ كيف سنتعامل ، نحنُ وعوائلنا ، مع " مواليدنا " القادمين مثلنا من المجهول .. والذاهبين مثلنا إلى المجهول .
ماذا تفعلُ طفلةٌ ستنجبُ طفلاً .. أمام أبوها وأمّها وأخوتها بعد وقتِ قصير .. في خيمةٍ واحدة .
وهذا " المولود " ؟ ماهو بالضبط ؟ من هو بالضبط ؟ ماعلاقتنا به بالضبط ؟
هل نحنُ أمّهات .. وهؤلاء الذين يرفسون في بطوننا الصغيرة .. اطفالنا ؟
ايها العراقيون ..
ماهذا الذي تفعلونه بانفسكم ؟
وبدلاً من هذا الذي تفعلونه بانفسكم .. لماذا لاتُجيبون على هذه الأسئلة .. بدلاً من هذا العبث ؟
لماذا لاتنالون " ثواب " رعاية نساءنا .. في مخيّمات النزوح التي توحدّنا في الفجيعةِ ، دون تمييزٍ على اساس الدين أو العرق أو الطائفة ؟ .
لماذا .. وأنتم تعرفون أن هذا هو " حِدادنا " الطويل الأجل .. ولا حداد غيره .
لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟