داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،
(Dawood Salman Al Shewely)
الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 12:14
المحور:
الادب والفن
غواية العزلة ... رواية انتقادية لواقعنا
-------------------------------------------:
قراءة : داود سلمان الشويلي
تقف الرواية هذه الايام لتقدم نقدا مرا للواقع الذي نعيشه ، لا بمعنى النقد المباشر الخطابي ، وانما بالمعنى الايحائي الذي يجد في مجالات اخرى غير السرد المباشر لما يفعله الشخوص من حوادث واحداث ، اي بمعنى ان يستخدم الروائي طريقا غير ذلك ، مثل تقديم حكاية داخل روايته حيث يؤسس لاسطورته الخاصة ،وهذه الحكاية هي التي يقول فيها ما يريد قوله ، وروايتنا " غواية العزلة " هي من هذا النوع الذي استعمل فيه الروائي فاضل الغزي حكاية وجدها في مخطوطة عن مدينة ام الودع فراح يسردها لنا .
تبدأ رواية " غواية العزلة " للروائي فاضل الغزي بالعبارة التالية :
(( ام الودع ... مدينة كئيبة تعيش اسرارها ومكائدها وتلوح باللاجدوى منذ سفري عنها بطريق اللارجعة وهي ترسم خيوط اشرعة حكايتها الغريبة .لم اجد ما يثيرني سوى مخطوطات متعددة و اوراق شبه بالية في ركن قصي عند صاحب مكتبة متجهم الوجه والمشاعر دائما)).
وتنتهي بالعبارة التالية :
وتنتهي الرواية بـ (( خرج سلمان مثل بطل مهزوم ، ما كانت تنقصه الشجاعة لكن كان ينقصه الظ )).
بين العبارة الاولى ، وبين الثانية تقف شخصيات مثل سلمان ، وزينب البصاصة ، وعلية الخبازة ،لتحكي عنها الرواية التي هي في الاساس اوراق مخطوطة عن مدينة قديمة ( ام الودع ) وما جرى فيها من احداث وحوادث ابطالها هؤلاء الشخوص وغيرهم .
الرواية فيها الكثير الذي تقوله ، هي نقد سردي لما في الواقع من امور ، ونقد للدين الذي اصبح اثما في هذا الوقت الذي يمثله جامع المدينة الذي يقف كرمز للاثم المذكور في المخطوطة :
(( - هلا وغلا سلمان ، جئت متأخرا يا بني ، اين علية التي اوجعت قلبي سنينا طويلة اليست معك ؟
- لا ... لا ... ضبطتها حين كان يضاجعها الشيخ ابو خلف في الجامع الكبير ، فقتلتهما معا حفاظا على طهارة الجامع .
- ههههه وهل الجامع طاهرا الى هذا الحد ؟هذا الجامع عرف من قبل نساء كثيرات ، ومغامرات كثيرة ايضا )).
فسد الجامع كما فسد الناس في ام الودع (( ما لهم اهل ام الودع ليسوا كوادي الرعيان كل واحد منهم لايهمه سوى ملاحقة الاخرين ، الناس هنا في ام الودع لا يفكر كل واحد منهم الا بنفسه ولا يدري بمن حوله )).
قدم فاضل الطامي نص سردي مبني على مخطوطة قديمة عن الناس في مدينة " ام الودع " فبنى بذلك اسطورته التي قدمها سرديا ، كما قدمت رواية " الراووق " لعبد الخالق الركابي احداثها اعتمادا على مخطوطة سابقة لعشيرة البواشق.
شكرا للرواي فاضل الغزي لاهدائه الرواية لي متمنيا له اوقات مثمرة بالابداع .
#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)
Dawood_Salman_Al_Shewely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟