دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 12:14
المحور:
الادب والفن
في أواخر الثمانينات، توفي في موسكو الدكتور محمد علي فرحة، شقيق وصال بكداش. الراحل، كان انساناً رائعاً، ومحط احترام وتقدير أهل الحارة. لسوء الحظ، كان الرجل مصاباً بعاهة خلقية في قدميه. هذه الحالة، قيل أنها أدت مع مرور الزمن إلى ورم خطير. على الرغم من مرضه العضال، فقد أرسل المريض إلى موسكو للعلاج. إلا أنه توفي هناك، ثم أعيد إلى الوطن بتابوت من خشب ثمين.
" قتلوووه اليهود! "، هكذا كانت تصرخ وصال فرحة عندما أخرجوا جثمان شقيقها من منزل أسرتهم. حينما كان الرفاق يحاولون تهدئتها، فإنها كانت تزداد سعاراً وقد بدا شكلها أشبه ببطرونة متقاعدة: " اتركوني أتكلم! قتله اليهود هناك في روسيا!! ". وكان ثمة سبب موجبٌ لحالة الرفيقة أم عمار، وهو وجود عدد من قياديي البعث والمنظمات الفلسطينية بما فيهم حماس والجهاد الاسلامي.
قرابة الستين عاماً، وآل بكداش / فرحة يتمتعون بالاجازات في بلاد السوفييت، مع الاستجمام والعلاج والنقاهة في المنتجعات والمراكز الصحية. الأطباء اليهود، كانوا هناك طوال تلك الفترة؛ وكانوا مثالاً للروح الأخوية بين الشعوب السوفييتية ـ كما كان يردده رفاقهم الشيوعيون السوريون في دعاياتهم الحزبية والانتخابية.
إلا أن الحال تغيّر مع البيريسترويكا، التي انتهجها غورباتشوف منذ أواسط الثمانينات وأدت الى تقويض مراكز القادة المؤبدين في الأحزاب الشيوعية الشقيقة؛ كخالد بكداش، السوري. هنا، عادت إلى ذهن هذا الأخير " نظرية المؤامرة "، وكان من أوائل المسهمين فيها، وخصوصاً عندما بدأ خلال شبابه بكتابة التقارير عن رفاقه اليهود في الحزب الشيوعي الفلسطيني ويتهمهم بالميل للتروتسكية وحتى للصهيونية، فكانوا يستدعون سراً إلى موسكو لتختفي آثارهم أبداً في غياهب سيبيريا. هكذا أضحى اليهود هم المتهمون ببذور التحريف في الاتحاد السوفييتي؛ باغتيالهم لستالين ـ كذا ـ عن طريق أطبائهم وانتهاءً بقتلهم لشقيق الرفيقة وصال بكداش تحت العملية الجراحية !!
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟