أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - ربما يكون وطن














المزيد.....

ربما يكون وطن


طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)


الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 02:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما يكون وطن
وربما تكون قطعة أرض يعيش عليها الناس ، يطلقون عليها تعودا اسم الوطن .
ما بين الفكر العسكري الذي لا يعرف سوى الأمر و النهي . التهديد والسلاح ، وما بين انتهازية السياسيين . نعيش أشباه آدميين . لا شئ سوي الأخ الكبير و كوابيس " جورج أوريل " و " فزاعات " صراع مئة عام من العزلة . علمانيون . محافظون . سنة . شيعة . مسيحيون . مسلمون . قنوات تجارية تعمل لحساباتها الخاصة والمدروسة بعناية من قبل أصحاب المصالح . أمن للدولة . يعمل مخلصا بكل طاقته لحماية الدولة من الخونة . لكنها دولتهم التي يعرفونها . يملكون مفاتح خزائنها . متخمون بذواتهم المنتفخة سلطة و قوة و إرهابا مسلطا على رقاب المواطنين أو ما نعتبرهم خطأ مواطنين . آلاف من الأحلام يطلقونها وحقارة اللعب بطموح أولادنا والفقراء . بدأ بجهاز علاج فيروس الكبد و الذي أطلق عليه الشعب " جهاز الكفتة " حتى العاصمة الجديدة التي لن تكون بأفكار الأخ الكبير ، الذي لا نشكك فى نواياه الطيبة ، بقدر ما نؤمن بأن الأوطان لا تبني على طوب و رمال و إسمنت و حديد " فلو أننا بنينا سبعة أهرامات جديدة و ألف قناة سويس جديدة و ألف ألف بناء ، دون بناء الإنسان ، فإننا وبلا شك نبني ما هو محكوم عليه مقدما بالانهيار . فبناء أي وطن . مرهون ببناء البشر . الإنسان . ذلك الحامل للفكرة و القلب و الضمير و المشاعر . فحينما تنتفي فكرة النهضة بالإنسان و يستشعر أن وطنه مرهون لمجموعات بعينها . ينتهكون عرض نتاجها تحت عناوين بهية رخيصة ، مثل مومس تحمل مسبحة كي تنفي عنها ممارساتها الزيناوية ، فهنا يسقط كل شئ . يسقط الحلم تماما ، وحينما تسقط الأحلام ، يسقط معها الإنسان . فلا إنسان ولا مشاعر و لا رغبة فى الاستمرار . لا شئ سوى اليأس و الإحباط و كآبة المنظر . بشر محطم بين رؤية عسكرية قاصرة ، لا ترى إلا بعيني السلاح و العداوة و السيطرة و إطلاق الوعود و اللعب بالأحلام ، وبين سياسيين انتهازيين لا يعنيهم سوى مكتسباتهم التي حققوها . ناهيك على تزاوج هذا بذاك من أجل أولادهم السفاح " الرأسماليون المتوحشون " وكل من خرج من باب تلك الحافلة ، فما هو إلا مثلي الجنسية ، أو خائن و عميل ، أو لص أو موتور . هذا هو البناء الجديد الذي أتى بعد ما أسميناه خطأ ثورتين .
نظام أتى على أنقاض نظام مازال . نفس الوجوه بأقنعة أخرى . ذات الممارسات بأساليب مبتكرة . قهر و انتهازية و سفاح ، من أجل سلطة لم ولن تبني بهذا المنطق التدميري . فالبناء أساسة الفكرة ، والفكرة لا تتبني إلا بالإقناع لا بالممارسات الرخيصة كفزاعات محاربة الإرهاب أو إحالة أوراق المواطن الشريف إلى مقصلة الفضائيات الرخيصة . فحينما لا يشعر المواطن بالعدالة ، وهو شعور فطري النزعة ، لن يصدقك ، لأنه يعرف أنك كاذب ، و أنت أيضا تعرف أنه يعرف أنك كاذب ، و أيضا أنت متأكد بكينونة الكذب و الممارسات الرخيصة فى ذاتك ، وفى النهاية تريد أن نصدق أنك لست كاذبا . بأي منطق تدار مصر . أقوة خفية أم مواءمات سياسية . أم أنه الحلم فى البناء و هي أضغاث أحلام . لكن الشعب بالأحلام لعالمين . المقدمات تقود إلى النتائج ، فالرئيس الذي يراهن على حل مشاكل الوطن ، بالأمن و الإقتصاد وحدهما ، رئيس يستحق الشفقة حتى و إن كانت كل نواياه طيبة . نحن لا نناقش ذوات أشخاص بقدر ما نناقش أطروحات مادية ، فرضتها أفكار مسبقة . فكل ما نراه فى مصر الآن لا يدعونا إلى القلق . بل يقينا يؤكد انهيار التجربة السيساوية التي أعتقد أن من ينظر لها محمد حسنين هيكل و رفعت السعيد ، فى الخفاء . لا نقلل من قيمة شخوص من نعتقد أنهم من ينظر للسيسي رغم اختلافنا معهم أحيانا . لكننا نقطع شكنا باليقين ، أنهما لم يعودا صالحين لهذا الزمن تحديدا . فرؤية هيكل و السعيد ، تميل إلى التعاطي مع الحالة طبقا لمعطيات الواقع . نتنازل أحيانا . نهرب أحيانا . نخنع أحيانا . نثور أحيانا . ببساطة شديدة نكون ميكافيليين دائما من أجل السلطة ، لا من أجل الوطن . هذا المنطق ربما كان مقبولا قبل التغييرات التي حدثت فى منطقتنا العربية . لكنها أفكار تجاوزت طموح الشباب الذي حلم بالتغيير . فلا الجيش ولا الشرطة ولا القنابل النووية تستطيع حماية وطن ، كفر به المواطنون . العدالة وحدها البناء . العدالة وحدها النهضة . العدالة وحدها القادرة على أن يفتخر الإنسان و يصرخ فى وجه العالم ... نملك وطنا . مواطنون لا مستأجرون . فلا نيتشة ولا ماركس ولا باركيلي ولا هيكل و السعيد من سيفكر لنا . نحن مطالبون بنتاج محلي جديد. بعيدا عن الأفكار التي تآكلت بحثا وزمنا . أفكار تستوعب هذا الشعب المحطم البائس ، فأوقفوا سعار الأمن وأطلقوا العنان للأفكار و إلا فليسقط الأخ الكبير.



#طلال_سيف (هاشتاغ)       Talal_Seif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النطاعة السياسية .. بزة لراقصة و عهر لرأس أجوف
- القصة اللبوسه و القصيدة - المبعترة -
- ثورة الحلبسة
- لا جنة ولا نار
- محمد عبد الله نصر - من التنوير إلى التلويش -
- محافظ الدقهلية - فس -
- محافظ الدقهلية . حمار جحا . مقدمات الكفر بالأوطان
- الدرر البهية فى الكشف عن ثروات مشايخ الوهابية
- العلاقة التوافقية بين حرية الإبداع و مؤخرة كيم كاردشيان - دا ...
- شاعر الرصيف يعود للحياة بحبر فاسد
- جامعة داعش لتفريخ الإرهاب مصطفى بن العدوي و شركاه
- السعودية و التطور النوعي
- الكلتنه
- الإخوان المسلمون من التمكين إلى التأبين
- انقاذ ليبيا من الصوملة
- - هاحبشك عليك الكلب -
- المجلس الوطني للإعلام - التشكيل والتمويل -
- عبد الرحيم على نموذجا للإعلام الوطني المصري
- من الآتيليه إلى الجريون - سرطان فى جسم الوطن - سلسلة - 1 -
- أحدث تعريفات الإعلام المصري


المزيد.....




- رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم ...
- سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء ...
- أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
- هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
- نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
- مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو ...
- منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب ...
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال سيف - ربما يكون وطن