أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.














المزيد.....

عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقوم علم الجيوبوليتيكا برسم تصورات مستقبلية, على ضوء تفاعلات المكان الجغرافي, أو بحسب الأشكال السائدة من الإستراتيجيات العسكرية, لذا تعد الجيوبوليتيكا خطة لرسم المستقبل السياسي لإقليم أو قارة أو للعالم؛ ويرى المختصين بهذا العلم, أن نفوذ الدول المتصارعة على السلطة, تنتهي عادة الى مناطق حساسة, هي مناطق الإحتكاك الحقيقي بين نفوذ دولتين! وفي هذه المناطق, غالبا ما تحصل معارك سياسية واقتصادية وعسكرية, تقود مع الوقت الى حصول تغييرات بينية في تشكيل الوحدات السياسية(الدول أو الإقليم) الفاعلة, أو تدمير الوحدات السياسية المأزومة.
العراق في هذه الفترة, يقع في منطقة تقاطع ارادات اقليمية ودولية, هذه الارادات قادت صراعات مريرة وعلى مدى سنين طويلة؛ وثبات المواقف عند أغلب هذه القوى, سيقود وبشكل منطقي الى حصول تغييرات جوهرية, سواء على صعيد الجغرافية السياسية, أم عل صعيد الجغرافية المذهبية أو القومية.
في مثل هذه الظروف, عندما تمر عاصفة تغيير قوية في منطقة ما, قد يقود التغيير الى تحطيم دول وتفكيكها, وتسليمها لتجار السلاح الذين يبدؤون وبشكل خبيث, بتغذية الصراعات بين الأطراف التي يمكن لها أن تتفق وتعيش بسلام؛ بينما نجد دولا أخرى تستطيع توظيف عاصفة التغيير, من أجل تثبيت وتقوية أسس هي ضعيفة عندها بالأساس, وهذا لا يمكن له أن يحصل في هذه الظروف, إلا أذا توفرت في تلك الدول, إرادات تكون عابرة للمصالح الشخصية والحزبية, أو الفئوية أو المذهبية الضيقة أو المحددة.
ما يمر به العراق الآن على صعيد السياسة الداخلية, يمثل في مجمله أزمات متراكمة, كان يدفع بها الى الأمام تفاديا للبحث عن حلول ناجعة لها؛ هذه الأزمات لم تكن وليدة وضع داخلي فقط, بل كانت متأثرة ومتفاعلة ومنفعلة, بالأحداث والوقائع والإنهيارات والتشكيلات الجديدة, التي مرت بها المنطقة الإقليمية, كل ذلك قاد الى تباين وعدم توافق بين مواقف أطراف السياسة العراقية, بحسب منطلقات جمعت فيما بينها المصالح الشخصية, مع إملاءات الإرادات الإقليمية والدولية.
وعليه, فإن البيئة الداخلية والخارجية المحيطة بالعراق, والتي هي بيئة سياسية ملتهبة ومأزومة, ستقود الى مرحلة تحديات جديدة وكبيرة ومصيرية, وفي أوضاع كهذه يكون الحل من خلال البحث عن التوافق بين المختلفين, ولو كان توافقا بحده الأدنى, لتتحقق مصاديق الثبات في عاصفة التغيير القادمة على المنطقة, والتي سيكون العراق فيها أحد أكبر مناطق الإهتزاز المتأثرة بها.
التحدث بواقعية, سيقودنا الى القول بأن العراق سيكون من أكثر المتأثرين, بعاصفة التغيير التي ستحل على المنطقة, وأن عدم تدعيم جسور التوافق والتواصل بين أطرافه الداخلية, سيقود الى تقسيمات افقية وعمودية, تمتد تداعيتها على صعيد كل المجالات, سواء أكانت الإجتماعية او الإقتصادية أو السياسية او المذهبية أو المناطقية؛ وهذا يعني إننا سندخل في اطار مرحلة وحقبة جديدة, من حقب الصراع السياسي والمذهبي والمناطقي, ستكون له خطابات وأدوات عمل واستراتيجيات وتوافقات, مختلفة عن التي كانت في المرحلة التي قبلها.
والنتيجة ستكون واحدة : إراقة المزيد من الدماء, ونشر أكبر قدر من الكراهية !



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انضباط الحشد بفتوى السيد السيستاني- رسالة تطمين للسنة.
- مشروع التقسيم الأمريكي, وخيارات انهيار المنطقة .
- الأنبار, بين الصمود والنزوح.
- تعيينات الوكالة: بوابة الدكتاتورية الجديدة.
- عاصفة الحزم, وتشرذم حلف العرب!
- بين المخاوف والمطامع: حرب اليمن وبوادر الإنهيار السعودي
- القمة العربية وخطاب الوحدة- غباءٌ مزمن!
- ايران: تكون أو لا تكون!!
- التحرك الخارجي العراقي, خروج عن الأطر المحددة!
- معركة تكريت: نهضة عراقية في زمن الضعف..!
- الحشد الشعبي, بين الانضباط المرجعي, والتخوف الدولي!
- التحالف الوطني العراقي كقوة
- رئاسة التحالف الوطني, وإفلاس المأزومين
- عادل عبد المهدي ومحنة النفط *محمد أبو النواعير
- حياة سنة العراق- بين المرجعية والعالمية
- اتفاق أربيل وفتح الأبواب المغلقة
- منعطفات التأريخ - الحالة العراقية انموذجا
- عالم ضاع بين جهال (الجمهور)!
- حزب الدعوة- بين السقوط والنهوض
- الحسين (ع) بين البشرية والإلهية.


المزيد.....




- نتنياهو يعاود الحديث عن حرب القيامة والجبهات السبع ويحدد شرو ...
- وزير خارجية إسرائيل: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين -خطأ جسيم ...
- معلقون يتفاعلون مع قرار حظر الإمارات التحدث باللهجة المحلية ...
- بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وزيلينس ...
- المحكمة العليا الأمريكية تقرر تعليق عمليات ترحيل مهاجرين فنز ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن عن عودة 246 جنديا من الأسر في عملي ...
- البحرية الجزائرية تجلي 3 بحارة بريطانيين من سفينتهم بعد تعرض ...
- الأمن التونسي يعلن عن أكبر عملية ضبط لمواد مخدرة في تاريخ ال ...
- -عملناها عالضيق وما عزمنا حدا-... سلاف فواخرجي ترد بعد تداول ...
- بغداد ودمشق.. علاقات بين التعاون والتحفظ


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - عاصفة التغيير, وموقع العراق منها.