حلم طبيب في دولة نايمة

رافد علاء الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 4800 - 2015 / 5 / 8 - 12:46
المحور: كتابات ساخرة
    

ان دراسة الطب تختلف عن الدراسات التقليدية الاخرى لانها في تطور يومي ومستمر لما لها مساس بحياة الناس من اجل صحة مستدامة وعمرا اطول فهكذا يطلق على الطبيب لقب الطالب المستدام لانه في مرحلة تعلم دائم ضمن مفهوم التعليم الطبي المستمر فهكذا لي زميل طبيب استشاري واستاذ (بروفسيور) في اخنصاصه وهو احد اقطاب العلم في مجال تخصصه سافر للهند لغرض الاطلاع على بعض المستجدات في مجال تخصصه الطبي على حسابه الخاص والاطلاع على الحضارة الهندية والتمازج الاجتماعي المنسجم رغم التعددية الطائفية والاثنية لعله يحصل على بارقة فكرة تنفع العراق فشاهد الازدواج الحضاري بين طبقات المجتمع الهندي فبين مظاهر حضارية حداثوية وبين ارث تاريخي هنالك حيز كبير للتخلف ومظاهر الفقر واليؤس والعوز فبعد ان اكمل منهاجه التدريبي في المستشفى قرر الرجوع للعاصمة نيودلهي بالقطار وبالدرجة الممتازة والمسافة بالقطار هي اربع ساعات ولعله ياخذ قسط من النوم قيل عودته بالطائرة الى العراق فيقول دخلت لغرفتي بالقطار فشاهدتها مرتبة انيقة مراتب جديدة نظيفة وفرش بيضاء ناصعة وجديدة وترمس ماء مثلج وترمس ماء حار مع اكواب للشاي والقهوة وموسيقى هادئة وتلفاز يحتوي خيارات متعدد البرامج ولكن صديقي كان مقررا ان ينام وياخذ قسطا من الراحة فيقول نمت وحلمت بان يكون لدينا قطار مثله في العراق وان تبنى مستشفيات راقية تغير من البيئة التعبانة وان تشق الطرق وايجاد سبل للتماسك الاجتماعي مبني على الكفاءة والمعايير الابداعية في الانتاج والتنمية المستدامة من اجل تحقيق الرفاهية للمجتمع ويقول صديقي الطبيب انه فز من حلمه على دقات باب الغرفة من قبل التيتي (قاطع التذاكر في القطار) فقابلني بلطف وابتسامة عريضة ملقيا التحية وهو يستلم البطاقة لغرض تاشيرها فسالته هل وصلنا المحطة الاخيرة ضحك التيتي قائلا تن القطار لازال في المحطة الاولى لوجود عطل طارى فضحكت وقلت له لازالنا بلدان نايمة يحلم افرادها جميعا بازدهار تحت الفراش ولكن الواقع مر ومخزي
الدكنور رافد علاء الخزاعي

#رافد_علاء_الخزاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات